المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30



بر الوالدين من أفضل العبادات  
  
1583   11:48 صباحاً   التاريخ: 8/9/2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص155 ـ 156
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2021 2519
التاريخ: 15-4-2016 2731
التاريخ: 2024-02-06 993
التاريخ: 21-8-2022 1521

إن واحدة من نتائج الحب في الله هو حب الوالدين وبرهما لدرجة عده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من أفضل العبادات بل أفضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة والجهاد في سبيل الله.

وورد في بعض الأخبار القدسية: (بعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو أن العاق لوالديه يعمل بأعمال الأنبياء جميعاً لم أقبلها منه).

أن من أسمى العلاقات التي يتقرب بها الفرد إلى الله تعالى هي علاقته بوالديه ومحبتهما وإكرامهما حتى يتعلم الصغار ذلك وينشؤون عليه فيبعث السعادة في جو الأسرة وبالتالي استقرار المجتمع وسعادته.. وقد أولى الإسلام ذلك عناية كبيرة وقد زاد على ذلك إكرام الأم حيث ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك: قال ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أباك (1)، وإن بر الوالدين يعدل الجهاد في سبيل الله حيث ورد عن جابر، قال: (أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ رجل، فقال: إني رجل شاب نشيط وأحب الجهاد ولي والدة تكره ذلك، فقال له ـ صلى الله عليه وآله ـ: ارجع فكن مع والدتك فوالذي بعثني بالحق لأنسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل الله سنة)(2).

بل ان النظر إلى الوالدين بالحب والاحترام يعد عبادة حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، (والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة)(3).

والإحسان إليهما واجب حتى ولو كانا مشركين ويجب عدم إطاعتهما في ما يغضب الله تعالى، حيث قال الإمام الرضا (عليه السلام): (بر الوالدين واجب وان كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق)(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: 1: 159، ح9.

2ـ الكافي: 2: 763، ح20.

3ـ الوسائل: ج6، ص205، ح7738.

4ـ المصدر السابق: ج16، ص155، ح21229. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.