أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2022
2275
التاريخ: 19-6-2016
2040
التاريخ: 25-12-2020
2860
التاريخ: 6-3-2022
1614
|
في حياتنا اليومية نمر بكثير من الأمور التي نجهلها، فإذا سألنا عنها فلن نقع في متاهات الضياع، وإلا فلا يجوز أن نلوم أحداً إلا أنفسنا.
صحيح أن في السؤال بعض المذلة حتى قيل: «السؤال ذل، حتى: أين الطريق» إلا أن تحمل مذلة السؤال أفضل من تحمل خسارات الجهل.
ثم لولا السؤال هل يمكن الحصول على المعرفة؟
ألا نرى كيف أن الأطفال يتعلمون من خلال طرح الأسئلة المختلفة حول مبهمات الحياة والكون؟
غير أن الناس فيما يرتبط بالسؤال على نوعين: نوع لا يثق بنفسه أصلاً ولا يرى أنه قادر على تحصيل المعارف البشرية باعتماده على نفسه، فهو يشبه ذلك الذي يضيع حاجة هامة لكنه بدل أن يبحث عن حاجته تجده يسأل الآخرين لعلهم يبحثون عنها نيابة عنه.
أما النوع الثاني: فهو الذي يتحرج عن السؤال عما يجهله، وذلك استحياءً وخجلاً من ظهور جهله أمام الأقران والأصدقاء.
وعندما نريد تقييم الموقفين نجد أن كلا الأمرين غير صحيح. فالنوع الأول من الناس لا يكلف نفسه عناء البحث وتقصي الحقائق فيعوض عن عملية البحث بالسؤال، وعن عملية التحقيق بمحاولة الحصول على نتائج تحقيق الآخرين.
أما النوع الثاني فهو يفضل الجهل على طرح الأسئلة، وذلك بسبب حيائه وخجله.
وهناك النوع الثالث الذي هو وسط بين هذين، فهو لا يعتمد على غيره في كل شيء، ولا يفضل الجهل على السؤال. فلا هو مثل طفل صغير يسأل بدل أن يفكر، ولا هو ممن يفضل الجهل على تجاوز خجله.
ولعل من أهم ما يحتاج إليه المرء عند طرح الأسئلة أن تكون أسئلته مرتبطة بأمر جديد، فلو عزمت على السفر إلى بلد لم تذهب إليه من قبل، فلا شك أنك ستكون بحاجة للكثير من المعلومات حول ذلك البلد، وإن لم تستفسر فلربما تضر بنفسك وتجلب التعاسة لها، وقد لا تكفي المعلومات التي تجمعها عن ذلك البلد، بل يتطلب منك أن تستفسر عن وسيلة الذهاب والإياب، واختيار أفضل الطرق المناسبة، والقوانين والمقررات الواجب رعايتها عند عبور الحدود.. فكم من مسافر خسر رحلته نتيجة جهله بأمور بسيطة تتعلق بالسفر؟ وكم من أشخاص وقعوا في أزمات كبرى لعدم معرفتهم بقوانين البلد الذي يسافرون إليه؟
لقد التقيت شخصاً قد خسر رحلته لسبب تافه وهو عدم دفع ضريبة المطار فعندما وصل إلى ضابط الجوازات، سأله عن ورقة وصول الضريبة، فأجابه: لم أدفع ولم أعلم بذلك..
فقال له الضابط: اذهب وادفع الضريبة أولا.
وحينما ذهب ودفع الضريبة كانت الطائرة قد أقلعت، بينما كان لا يزال ينتظر دوره في طابور طويل ليختم على جوازه.
وفي رحلة أخرى التقيت بمجموعة من الشباب في مطار قبرص، وكانوا قد تركوا المكان المخصص لكتابة عنوانهم الذي سيتواجدون فيه في بطاقة الدخول، وعندما سألهم ضابط الجوازات في أي فندق ستنزلون، قالوا : لا نعرف فندقاً محدداً.
فقال لهم: لا يمكن ذلك، بل لابد من تحديد الفندق الذي تريدون النزول فيه.
وهنا بدأت المشكلة معه، وفي النهاية أمر الضابط بإعادتهم على نفس الطائرة إلى بلدهم ولم يسمح لهم بالدخول، وبذلك خسروا الأموال التي صرفوها على الرحلة، إضافة إلى الإزعاج النفسي الذي تسبب لهم طردهم من البلد.
وهكذا فإن طرح الأسئلة أمر ضروري ولكنه بحاجة إلى أمرين:
الأول: إختيار أهم الأمور التي يحتاج المرء لمعرفتها.
الثاني: الحكمة في اختيار المسؤول، إذ ليس كل فرد أهلا لكي يسأل منه.
وهنا قد يقول قائل إن طرح الأسئلة مذلة بدليل قول الإمام علي عليه السلام حيث قال: «من صان نفسه عن المسائل جل»(1)، أي أصبح جليلاً في نظر الناس.
فلماذا يرضى أحد ذلك لنفسه؟ غير أن الظاهر أن المقصود من كلام الإمام عليه السلام ليس السؤال بشكل مطلق، فالسؤال من العلماء عون للشخص في مواقع جهله، لأنهم أهل للمساعدة والعون، أما السؤال من الأشخاص غير الصالحين كالمتكبرين والمتبخترين؛ فإنه حقاً يعتبر مذلة للإنسان.
ومن جانب آخر فإن الحديث الشريف أراد الترويج للتفكير والتحقيق كبديل عن السؤال، فالاستفسار يأتي في المرتبة الثانية لكسب المعرفة وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك قائلاً: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [الأنبياء: 7]، كما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طاب عليه السلام قوله: «جالس العلماء تزدد علماً»(٢).
أجل.. لكي تعرف إسأل. ولكي لا تقع في المشاكل إستفسر، وتلك من حِكم الحياة.
__________________________________
(١) غرر الحكم، ج5، ص239.
(٢) غرر الحكم، ج٣، ص357.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بالفيديو: لتعريفهم بالاجراءات الخاصة بتحقيق وترميم المخطوطات.. مركز الإمام الحسين (ع) يستقبل مجموعة من طلبة الدراسات العليا في جامعة بابل
|
|
|