أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-07-2015
3884
التاريخ: 2023-04-10
1297
التاريخ: 2023-04-17
1667
التاريخ: 30-5-2022
1817
|
الاسم: علي عليه السلام
اللّقب: الهادي
الكنية: أبو الحسن
اسم الأب: محمد بن علي الجواد عليهما السلام
اسم الأمّ: سمانة المغربية "أم الفضل"
الولادة: 2 رجب 212 هـ
الشهادة: 3 رجب 254 هـ
مدّة الإمامة: 33 سنة
مكان الدفن: العراق/ سامراء
النشأة والدور المبكّر
عاش الإمام مع أبيه ما يقرُب من ستّ سنين، فقد تولّى الإمامة بعد استشهاد أبيه، وله من العمر ستّ سنوات. وقد أثبت أحقّيته بالإمامة، من خلال ما مارسه في دوره التوجيهيّ كواحدٍ من أئمّة الهدى، ومصابيح الدجى، وفي طليعة أهل العلم للتوّجيه السياسيّ، فكان عليه السلام كما يقول أحد العلماء المعاصرين عنه: "خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ وَأَفْضَلُ مَنْ بَرَأَهُ اللهُ تَعالى في عَصْرِهِ". ولذلك تسالم علماء عصره وفقهاؤه، على الرجوع إلى رأيه في المسائل المعقّدة والغامضة من أحكام الشريعة الإسلاميّة، ما جعل من مدرسته الفكريّة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، في المدينة، محجّةً للعلماء، وقبلةً يتوجّه إليها طلاّب العلم والمعرفة، آنذاك.
وقد نُقِلَت عن لسانه الشريف الكثير من الآراء الفقهيّة، والعقائديّة، والكلاميّة، والفلسفيّة، من خلال أسئلة أصحابه، والمناظرات، الّتي كان يجيب فيها عن تساؤلات المشكّكين، والملحدين، بالحجّة والمنطق... وبذلك، احتلّ مكانةً محترمةً في قلوب الناس، ما أزعج السلطة العبّاسيّة، أن يكون للإمام هذا الدور، وهذه الموقعيّة، والتأثير، فأحاطوه بالرقابة، وعناصر التجسّس، لمعرفة أخباره، ومتابعة تحرّكاته.
الإمام والسلطة
شهدت الدولة العباسيّة في هذه الآونة نوعاً من الضعف، والوهن السياسيّ، والإداريّ، تميّز بتسلّط الأتراك، وتحكّم الوزراء، وضعف شخصيّة الخلفاء طيلة عهدَي المعتصم والواثق العبّاسيّين، ما سمح للإمام بالتحرّك وأوجد فسحةً من المناخ الفكريّ الخصب. ولكنّ الأمور تغيّرت في عهد المتوكّل العبّاسيّ الّذي كان يحقد حقداً شديداً على آل البيت عليهم السلام ، حيث كان يعمل على الحطّ من سمعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، والاستهانة به. كما قام بفعلته الشنيعة بحقّ الحائر الحسينيّ المقدّس، فأمر بهدمه، والتنكيل بزوّاره. وقد عانى منه العلويّون شتّى ألوان الأذى والاضطهاد.
وبما أنّ الإمام الهادي عليه السلام كان يمثّل آنذاك الرمز الهاشميّ العلويّ، ويشكّل محوراً دينيّاً لا يُستهان به في البلاد الإسلاميّة، فقد عمد المتوكِّل إلى مضايقته، فاستعمل على المدينة أحد أشدّ أعوانه، وأخبثهم "عبد الله بن محمّد"، فكان يتحيّن الفرص للإساءة إلى الإمام، ويعمل على أذيتّه، ويرسل التقارير والوشايات للإيقاع به، فكانت تصل إلى المتوكّل أخبار الإمام، مشحونةً بالتفاف الجماهير حوله، وورود الأموال الطائلة إليه، من مختلف أقطار العالم الإسلاميّ.
إزاء ما كان يشكّله الإمام عليه السلام من خطر على الدولة العبّاسيّة في نظر المتوكّل، أرسل إلى المدينة أحد أعوانه وهو "يحيى بن هرثمة" لإحضار الإمام الهادي عليه السلام إلى سامراء، والتحرّي عن صحّة نيّته مناهضة السلطة. وقد استهدف المتوكّل من هذا الإجراء:
أوّلاً: فصل الإمام عن قاعدته الشعبيـّة الواسعة والموالية: الأمر الّذي كان يقلق السلطة، ولذلك عندما وصل يحيى بن هرثمة إلى المدينة قال: "فلمّا دخلْتُهَا ضجَّ أهلُها وعجُّوا عجيجاً، ما سمعْتُ مثلَهُ، فجعَلْت أسكِّنُهم وأحلِفُ لهم أنّي لمْ أُؤْمَرْ فيهِ بِمَكْروهٍ".
ثانياً: إدانة الإمامِ مباشرةً: وتمثّل ذلك بقيام يحيى بن هرثمة بتفتيش دار الإمام عليه السلام ، تفتيشاً دقيقاً، فلم يجد شيئاً سوى المصاحف وكتب الأدعية.
ثالثاً: وضع الإمام تحت المراقبة المباشرة: ولذلك أُكره على مغادرة المدينة والحضور إلى سامرّاء بصحبة أفراد عائلته حيث خضع للإقامة الجبريّة عشرين عاماً، وعدّة أشهرٍ، كان الإمام فيها مكرّماً في ظاهر حاله، ولكنّ المتوكّل كان يجتهد في الإيقاع به، للحطّ من مكانته في قلوب الناس، ومن ذلك:
أ- أنـّه عند دخول الإمام عليه السلام سامرّاء احتجب المتوكّل عنه، ولم يعيّن داراً لنزوله، حتَّى اضطرّ الإمام عليه السلام إلى النزول في خانٍ يقال له "خان الصعاليك"، وهو محلّ نزول الفقراء من الغرباء.
ب- أنـّه كان يوجـّه إليه الأتراك، فيداهمون منزله ويـُـحضـِرونه ليلاً، إلى مجلس المتوكّل العامر بالخمر والمجون.
ولكنّ هذه السياسة، لم تُثْمِر شيئاً، بل كانت ترفع من مكانة الإمام ومقامه، حتّى أنّه استطاع أن يكسب ولاء عدد من حاشية المتوكّل إلى درجة أنّ والدة المتوكّل كانت تنذر باسمه النذور.
أمام هذا الواقع قرّر المتوكّل التخلّص من الإمام، فسجنه مقدّمةً لقتله. ولكنّ إرادة الله حالت دون ذلك، فلم يلبث إلّا قليلاً حتّى هجم عليه الأتراك، في قصره، وقتلوه شرّ قتلة.
ولم تنتهِ مِحنة الإمام الهادي عليه السلام بهلاك الطاغية المتوكّل، فقد بقي تحت مراقبة السلطة، باعتباره موضع تقدير الأمّة، وتقديسها.
الدور الرساليّ
لقد عانى الإمام من ظلم المتوكّل ومن أتى بعده كثيراً، ولكنّه لم يبادر إطلاقاً إلى إثارة السلطة عليه، فقد كان يعمل على تحقيق أهدافه المنشودة بصمت، إتماماً لمسيرة آبائه وأجداده، ولذا كثرت الوشاية به للسلطة، ولكنّها جميعها كانت تبوء بالفشل نتيجة احتراز الإمام الشديد، حمايةً لدوره الرساليّ المتمثّل في:
1- الردّ على الشبهات الدينيـّة: اشتدّ الصراع الفكريّ بين فئاتٍ مختلفةٍ من المسلمين، في عصر الإمام، حول العديد من المسائل، كقضيّة خلق القرآن، وقد عمد الإمام عليه السلام إلى الردّ على تلك الشبهات، ببيان الموقف الصحيح منها.
وبهذا تمكّن الإمام عليه السلام من إثبات المرجعيّة العلميّة لأهل البيت عليهم السلام ، لا سيّما بعد تحدّيه من قبل بعض مدّعي العلم في عصره، في مجالس أعدّها المتوكّل، لإثبات عجز الإمام، ولكنّ النتيجة جاءت معكوسةً.
2- إكمال بناء الجماعة الصالحة: سعى الإمام عليه السلام إلى إكمال مسيرة آبائه عليهم السلام ، من خلال:
أ- الاهتمام بأصحابه وشيعته، بتقوية بنيتهم العقائديّة من خلال تعليمهم العقائد الصحيحة.
ب- ربط الشيعة بأهل البيت، من خلال تعليمهم زيارة الأئمّة عليهم السلام ، حيث تتضمّن هذه الزيارات المأثورة عن الإمام الهادي عليه السلام ، الحكاية عن فضائل أهل البيت عليهم السلام ومكانتهم.
الدور السياسيّ
استخدم الإمام عليه السلام أسلوب الوعظ والإرشاد للسلطة، الّتي كانت غارقةً في الدنيا، وفي الملاهي، والمحرّمات. وقد ورد أن المتوكّل العبّاسيّ، أمر بمداهمة بيت الإمام الهادي عليه السلام وإحضاره على الحال الّذي هو عليها. فلمّا أحضروه إلى المجلس، وكان المتوكّل على مائدة الخمر، وفي يده كأس، ناولها للإمام عليه السلام ، ليشرب، فقال له عليه السلام: "وَاللهِ ما خامَرَ لَحْميَ وَدَمي".
فقال له المتوكّل: أنشدني شعراً أستحسِنُه. فاعتذر الإمام عليه السلام ، وقال: "إِنّي لَقَليلُ الرّوايَةِ لِلشِّعْرِ".
ولمّا ألحّ عليه ولم يقبل عذره، أنشده عليه السلام:
باتوا عَلَى قِلَلِ الأَجْبالِ تَحْرُسهُمْ غُلْبُ الرِّجالِ فَما أَغْنَتْهُمُ القِلَلُ
وَاسْتُنْزِلوا بَعْدَ عِزٍّ عَنْ مَعاقِلِهِمْ فَأُوْدِعُوا حُفَرَاً يا بئْسَ مَا نَزَلَوا
ناداهُمُ صارِخٌ مِنْ بَعْدِ ما قُبروا أَيْنَ الأَسرّةُ وَالتّيجانُ وَالْحُلَلُ
أَيْنَ الوُجوهُ الّتي كانَتْ مُنَعَّمَةً مِنْ دونِها تُضْرَبُ الأَسْتارُ وَالكلَلُ
فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حينَ ساءَلَهُمْ تِلْكَ الْوُجوهُ عَلَيْها الدودُ يَقْتَتِلُ
قَدْ طالَما أَكَلُوا دَهْراً وما شَرِبُوا فَأَصْبَحُوا بَعْدَ طولِ الأَكْلِ قَدْ أُكِلَوا
وهكذا استمرّ الإمام بإنشاده شعراً من هذا النوع، حتّى رمى المتوكّل الكأس من يده، وأخذ يبكي بكاءً عالياً، حتّى بلّت دموعه لحيته، وبكى الحاضرون لبكائه، ثمّ أمر برفع الشراب من مجلسه.
استشهاد الإمام الهادي عليه السلام
ثَقُلَ على المعتّز العبّاسيّ ما كان يراه من تبجيل الناس للإمام، وحديثهم عن مآثره وعلومه، وتقواه، فسوّلت له نفسه اقتراف جريمة هي من أخطر الجرائم في الإسلام، حيث دسّ له السمّ القاتل في طعامه. فاستشهد الإمام عليه السلام في سنة 254هـ، عن عمر يناهز الإحدى والأربعين سنة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|