أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
3779
التاريخ: 10-4-2016
3359
التاريخ: 10-4-2016
3676
التاريخ: 10-4-2016
3623
|
عهد عثمان[1]
قال أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) واصفا عهد عثمان :
« إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّه خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى أن انتكث عليه فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته »[2].
لم يكن عثمان كسابقيه سياسيا ماكرا يدير شؤونه بدقّة ، فما أن فرضه ابن عوف خليفة للمسلمين وجاءوا به يزفّونه إلى مسجد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ليعلن سياسة حكومته الجديدة وما أعدّ من مواقف لمستجدات الأمور ؛ صعد على المنبر فجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ولم يجلس فيه أبو بكر ولا عمر ، إذ كان أبو بكر يجلس دونه بمرقاة ، وعمر كان يجلس دونه أيضا بمرقاة ، وتكلّم الناس في ذلك فقال بعضهم : اليوم ولد الشرّ[3].
ولم يستطع أن يتكلّم ، فقال : أمّا بعد ، فإنّ أول مركب صعب ، وما كنا خطباء ، وسيعلم اللّه وإنّ امرأ ليس بينه وبين آدم إلّا أب ميّت لموعوظ[4].
وقال اليعقوبي : فقام مليّا لا يتكلّم ثم قال : إن أبا بكر وعمر كانا يعدّان لهذا المقام مقالا وأنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام يشقّق الخطب وإن تعيشوا فسيأتيكم الخطب ، ثم نزل[5].
استهلّ عثمان أعماله بأمور جعلت عامّة المسلمين ينقمون عليه سوى أفراد عشيرته - بني اميّة - فقد جاهر بقبيلته وأظهر ميله لقومه معلنا امويّته ، فأخذ يسوّدهم ويرفعهم فوق رقاب الناس ، فوزّع مناصب الولاية على بني اميّة وسلّم إليهم مقاليد الأمور يعبثون بلا رادع لهم .
وقد تجاوز عثمان حدود سياسة سلطة العشيرة التي رسمها أبو بكر وعمر ، وحصر المناصب والمهامّ الرسمية ضمن دائرة ضيّقة هي بني اميّة .
ولم يعبأ بنصح وتحذير الصحابة وعلى رأسهم أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، فإنّ عثمان وصل إلى الحكم وقد استفحل التوجّه القبلي في مقابل النهج الصحيح للحكومة الإسلامية ، وقد ضعف دور العناصر الصالحة في تغيير سياسة الحاكم مباشرة ، فقد كان لسياسة أبي بكر وعمر من إبعاد أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) عن الحكم واعتمادهم على آرائهم الأثر الكبير في انحراف خطّ السلطة الحاكمة وظهور التيار المعادي لخطّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، لذا فليس من السهل أن ينصاع الخليفة الجديد للنصح وحوله تيار المنافقين والطلقاء وذوو المصالح .
أبو سفيان بعد بيعة عثمان :
بعد أن تمّت بيعة عثمان ؛ أقبل أبو سفيان إلى دار عثمان بن عفان وقد غصّت بأهله وأعوانه تسودهم نشوة النصر والفوز بالحكم ، وقد بدت على ملامحه علامات الفرح والسرور ، تعلو شدقه بسمة حقود شامت ، ففي الأفق تلوح بوادر الاستعلاء بعدما أذلّ كبرياءهم الإسلام ، فأدار وجهه يمينا وشمالا قائلا للحاضرين المجتمعين في دار عثمان : أفيكم أحد من غيركم ؟ فأجابوه بالنفي فقال : يا بني اميّة ! تلقّفوها تلقّف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من جنّة ولا نار ، ولا حساب ولا عقاب . . . ولقد كنت أرجوها لكم ، ولتصيرنّ إلى صبيانكم وراثة[6].
ثمّ سار إلى قبر سيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، فوقف على القبر وركله برجله وقال : يا أبا عمارة ! إنّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا يتلعّبون به [7].
[1] استخلاف عثمان بن عفان في ذي الحجّة سنة ( 23 ) ه .
[2] نهج البلاغة : من الخطبة الشقشقية .
[3] تاريخ اليعقوبي : 2 / 163 ، والبداية والنهاية : 7 / 166 ، وتأريخ الخلفاء : 162 .
[4] راجع الموفقيات : 2 / 2 .
[5] تاريخ اليعقوبي : 2 / 163 .
[6] مروج الذهب : 1 / 440 .
[7] راجع الغدير : 8 / 278 ، والاستيعاب : 2 / 690 ، وتأريخ ابن عساكر : 6 / 407 ، والأغاني : 6 / 335 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|