أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2017
1488
التاريخ: 1-07-2015
1830
التاريخ: 1-07-2015
4288
التاريخ: 1-07-2015
1646
|
قال : ( ولا يفتقر الحادث إلى المدّة والمادّة ، وإلاّ لزم التسلسل ).
أقول : ذهب الفلاسفة إلى أنّ كلّ حادث مسبوق بمادّة ومدّة (1).
والمراد بالمدّة الزمان ، وبالمادّة موضوع الحادث إن كان
عرضا ، وهيولاه إن كان صورة ، ومتعلّقه إن كان نفسا. وقد تفسّر المادّة بالهيولى
وحدها.
والبرهان على هذه الدعوى أنّ كلّ حادث ممكن ، فإمكانه سابق
عليه ، وهو عرض لا بدّ له من محلّ ، وليس المعدوم ؛ لانتفائه ، فهو ثبوتي هو
المادّة ؛ ولأنّ كلّ حادث يسبقه عدمه سبقا لا يجامعه المتأخّر ، فالسبق بالزمان ،
وهو يستدعي ثبوته.
وهذان الدليلان باطلان ؛ لأنّهما يلزم منهما التسلسل ؛ لأنّ
المادّة ممكنة حادثة ؛ إذ لا قديم سوى الله تعالى ، كما تقدّم ، فمحلّ إمكانها
مغاير لها ، فتكون لها مادّة أخرى ، وننقل الكلام إليها حتّى يتسلسل.
على أنّا قد بيّنّا أنّ الإمكان عدميّ ؛ لأنّه لو كان
ثبوتيّا لكان ممكنا ، فيكون له إمكان ، ويلزم التسلسل. والزمان تتقدّم أجزاؤه
بعضها على بعض هذا النوع من التقدّم ، فيكون للزمان زمان فيتسلسل ، هذا خلف.
وأجابوا أيضا عن الأوّل : بأنّ الإمكان لفظ مشترك بين ما
يقابل الامتناع ـ وهو صفة عقليّة يوصف بها كلّ ما عدا الواجب والممتنع من المتصوّرات
، ولا يلزم من اتّصاف الماهيّة بها كونها مادّيّة ـ وبين الاستعداد ، وهو موجود
معدود في نوع من جنس الكيف ، وإذا كان موجودا وعرضا وغير باق بعد الخروج إلى الفعل
، فيحتاج لا محالة قبل الخروج إلى محلّ ، وهو المادّة.
وعن الثاني : أنّ القبليّة والبعديّة تلحقان الزمان لذاته ،
فلا يفتقر إلى زمان آخر (2).
وردّ الأوّل : بأنّ ذلك العرض حادث ، فيتوقّف على استعداد
له ، ويعود البحث في التسلسل.
والثاني : بأنّ الأجزاء لو كانت متقدّمة بعضها على بعض
لذاتها وتتأخّر كذلك ، كانت أجزاء الزمان مختلفة بالحقيقة ، فكان الزمان مركّبا من
الآنات ، وهو عندكم
باطل (3) فتأمّل.
والتحقيق أنّ المستفاد من العقل والنقل أنّ أفعال الله
تعالى على أقسام :
منها
: ما لا يكون مسبوقا بمادّة ولا مدّة ، وهو
الإنشاء والاختراع ، كإيجاد العقل الأوّل عند الحكماء ، وإيجاد النور الأحمدي عند
أهل الشرع (4).
ومنها
: ما يكون مسبوقا بمادّة دون المدّة وهو الإبداع ،
كإيجاد الماء والأرض والسماء والعرش الكرسيّ عند المحقّقين من العلماء ؛ فإنّه
مسبوق بمادّة ـ أعني الجوهر المخلوق من النور الأحمدي صلى
الله عليه وآله ـ وغير مسبوق بمدّة ؛ فإنّها عبارة عن الزمان ،
والزمان منتزع عن حركة الفلك الأعظم عند الحكماء ، وهو المسمّى بالعرش عند أهل
الشرع (5).
ومنها
: ما يكون مسبوقا بالمدة دون المادّة ، وهو
المسمّى بالصنع ، كإيجاد النار والهواء.
ومنها
: ما يكون مسبوقا بالمادّة والمدّة كلتيهما ، وهو
المسمّى بالتكوين كإيجاد المواليد الثلاثة ، أعني الجمادات والنباتات والحيوانات.
ومنها
: ما يكون مسبوقا بكمال المادّة ، وهو المسمّى
بالتكليف المسبوق بكمال أمثال الإنسان بالعقل.
__________________
(1)
« شرح الإشارات والتنبيهات » 3 : 97 وما بعدها ؛ « المباحث المشرقية » 1 : 231 ـ
232 ؛ « نقد المحصّل » : 127 ـ 128.
(2)
راجع « نقد المحصّل » : 127 ـ 128.
(3)
راجع « كشف المراد » : 83.
(4)
« حكمة الإشراق » : 126 ؛ « مصباح الأنس » : 69 ـ 70 ؛ « شرح فصوص الحكم » للقيصري
2 : 455.
(5) «كشّاف
اصطلاحات الفنون والعلوم » 2 : 1171.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|