المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الشيخ محمود بن جعفر الميثمي العراقي
8-2-2018
اعطاء الصداقات من دون منه
2024-04-12
ما يكره على الجنب
1-12-2016
Mechanisms of language change
2024-01-03
الملك آي.
2024-06-26
زيارة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله).
2023-08-13


صفات المواطنة  
  
3712   02:14 صباحاً   التاريخ: 9-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص295 ـ 297
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / الوطن والسياسة /

يمكن ان نوضح هنا حقيقة مهمة قد تكون غائبة عند البعض، وهي : ان المواطنة الحقيقية كسمة انتماء المواطن إلى وطنه وصفة يتصف بها ساكن هذا الوطن لا تعنى اتصاف الجميع بهذه الصفة بمجرد الانتماء الشكلي للوطن والعيش على أرضه وحمل اسمه في علامات الدلالة وخاصة في بطاقة التعريف أو في جواز السفر فمن السذاجة النظر إلى المواطنة من هذا المنظور القاصر الذي يختزل فهمها ومفهومها الصميمي وعمقها الواسع ودلالتها الحقيقية في هكذا فهم ضيق لا يخرج عن منظوره القاصر بدليل ان هناك من الافراد من ينتمون إلى الوطن شكلاً بالاسم فقط ولا ينتمون إلى الوطن عمقا ومضمونا كونهم لا يدركون حقيقة الانتماء إلى الوطن وحقيقة دورهم وواجباتهم تجاه وطنهم وحقيقة الأمر هنا ان هؤلاء الأفراد لا يتصفون بصفة المواطنة مضموناً وعمقاً وان اتصفوا بها شكلاً واسما فحسب .

ندرك من هذا ان المواطنة الحقة صفة اساسية تلازم المواطن الحقيقي وهذه الصفة لا تتحقق – كما أسلفنا – إلا بوجود وطن تقوم عليه أسس الدولة والمجتمع ويـتـحـدد مـن خلال ذلك دور الـمـواطـن فـي الـدولـة والمجتمع وماله من حقوق وما عليه من واجبات أساسية يتطلب منه ان يؤديها تجاه الوطن فالحقوق والواجبات سمتان أساسيتان تلازمان الفرد المواطن وتدفعانه إلى تعميق صلته وارتباطه بالوطن حيث تبرز صفته الحقيقية واتصافه بالمواطنة الحقة.

إن الاتصاف بالمواطنة الحقيقية لدى الراشد أو الطفل يتجسد حقيقة بسمات عديدة تعبر عن جوهر المواطنة وصفاتها، لعل من أبرزها:

1. الاعتزاز بالانتماء الصميمي إلى الوطن.

٢. الغيرة على الوطن وحبه.

3. الافتخار بثقافة الوطن وحضارته وعدم التجاوز على هذه الثقافة وقيمها.

4. الحرص على ممتلكات الوطن العامة والمحافظة عليها في كل الحالات والظروف.

5. الاسهام الفاعل في تطور الوطن وتقدمه.

6. الدفاع عن الوطن في كل المحافل والتضحية من اجله.

7. الالتزام بتنفيذ القوانين والانظمة السارية في الوطن واطاعتها بكل حرص واخلاص من أجل امن وامان المجتمع وسلامة الوطن وازدهاره.

8. العمل مع المجموعة في تحمل المسؤولية تجاه القضايا المصيرية التي تواجه الوطن.

وإنطلاقاً من هذه الصفات يتبلور موقف الإنسان المواطن من قضية المواطنة في إطار الحقوق والواجبات والسعي إلى تفاعلها المؤثر باتجاه خدمة الوطن ومجتمع هذا الوطن وباتجاه تعميق الاحساس بالمواطنة الحقة حيث ينمو هذا الاحساس (عن طريق السعي الحثيث إلى اكتشاف الموطن لذاته ومحيطه أولاً، ثم عن طريق المعرفة والمعايشة والقرب ثانياً، ومن خلال هذا الاكتشاف تتشكل لديه الاقتناعات والتصورات المرتبطة بوجوده والوعي بمختلف الابعاد الحقوقية والاجتماعية والثقافية وهذا ما يساعده بعد ذلك على بناء المواقف والاتجاهات ومناقشتها في ضـوء الـقـيـم السامية للمواطنة كما يساعده ذلك على بناء القدرات والمهارات التي تمكن من الابداع والتميز من أجل تطوير مسيرة الوطن وتغذيتها بكل أساليب التشجيع والتحفيز)(1). إذ ان هذه الاساليب ستخدم الوطن وتعمق المواطنة مثلما تخدم المواطن المبدع والمبتكر من أجل تقدم وطنه.

وعلى هذا الاساس نجد المجتمعات الانسانية كافة في مختلف بقاع الارض تعمل بكافة قدراتها وعلى اختلاف مناهجها التربوية والتعليمية على غرس مبادئ المواطنة في نفوس الأطفال من النشء الجديد لإيمانها ان الغرس الصحيح للمواطنة في نفس المواطن لابد ان تبدأ من الطفولة بوصفها الارض الخصبة، وقاعدة النمو المتصاعد للمواطنة الصالحة.

وقبل ذلك كانت الاديان السماوية قد خطت بهذا الاتجاه مؤكدة أهمية غرس روح المواطنة وتعميقها في نفوس الأفراد من أبناء الوطن لكي يعم الاخاء والعدل والتسامح والمساواة بين أبناء الوطن الواحد. وقد وضعت هذه الاديان العديد من الشرائع التي تأمن وتحمي تطبيق ذلك وهذا ما نجده واضحا في الكتب المقدسة للأديان السماوية، ومنها بشكل خاص الدين الإسلامي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) انظر: مفهوم المواطنة والتربية عليها، محمد عرابي - القلم ٤ (٩) بغداد ٢٠٠٥. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.