المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



المثقفون ونفوذ القوى  
  
1394   10:17 صباحاً   التاريخ: 24-1-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص339-342
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / الوطن والسياسة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016 2071
التاريخ: 19-12-2021 1906
التاريخ: 24-1-2016 1673
التاريخ: 24-1-2016 1752

في هذا الموضوع ننطلق من تعميم اجتماعي عام ينطبق على جميع المجتمعات البشرية القديمة والحديثة، الكبيرة والصغيرة مفاده إن المجتمع مهما كان نوعه لا يستطيع أن يتعامل مع قواه الفوقية بشكل غير مباشر بل بشكل مباشرا ما عدا بعض الحقب التاريخية المرحلية المؤقتة الاستثناثية) سواء أكان على صعيد الدين أو الآداب أو الفنون أو السياسة أو الثقافة لدرجة أن هذا الاتصال المباشر يؤثر على مستوى عيش أفراد المجتمع ومعتقداته ومحرماته ومحللاته وعلى ما هو مستحسن وما هو متهجن وما هو ممنوع وما هو مسموح.

‏لا جرم من القول بأن حياة الناس الاعتيادية في كل المجتمعات تعكس التزامهم بمعايير ومعتقدات مجتمعهم وتعلقهم بأنماط عيشهم اليومية موحدة بذلك مشاعرهم وعواطفهم الوجدانية وأذواقهم ومعاييرهم الأخلاقية والأدبية إنما بدرجات متفاوتة مما تجعلهم متجنبين ومتحاشيين الوقوع في صراعات مع الأخرين في تعاملهم ، لذا لا يتقاطعون مع جملة المقدسات الدينية ويكون تعاملهم وتفاعلهم الاجتماعي قائماً على المساومات المقنعة دون اللجوء إلى اتخاذ مواقف شخصية متطرفة تجاه الأحداث والتيارات الاجتماعية والسياسية.

ثمة حقيقة تقول بأن في كل مجتمع هناك أشخاص يتميزون بقدرات إدراكية غير عادية نحو المقدسات الدينية وتجاه الأشياء الغريبة وغير المألوفة ذات الانعكاسات الكونية في الطبيعة والفلك بل وبالقوانين المتحكمة في نواميس مجتمعهم. وفي الوقت ذاته هناك فئة صغيرة من الأشخاص ممن يتمتعون بقدرات وشحنات طاقية لا يتمتع بها الإنسان العادي في تعامله مع الآخرين تجعلهم يميلون نحو الآخرين من أجل مخالطتهم، ومعاشرتهم فضلأ عن جعلهم أكثر تجاوباً في وجدانهم مع الرموز الاجتماعية اللامعة في مجتمعهم عبر مناشطهم اليومية.

الملاحظ على هذه الفئة فن الأشخاص احتياجهم إلى توسيع هذا الميل والتجاوب في حديثهم وتعابيرهم الشفوية والكتابية عن الآخرين الذي من خلالها يتحقق وجود نشاط المثقف داخل المجتمع (shills, 1970,p.90) .

‏إذا تعمقنا بما قدمه لنا ادورد شيلز عن الحثيثات الاجتماعية لنشوء المثقف في مجتمعه نجد أن حدد البذور الاجتماعية له التي تمثلت في:

1‏ـ التمتع بقدرات وشحنات طاقية غير عادية بدورها تجعله:

2‏ـ أكثر ميلاً للمخالطة والمعاشرة مع الناس، مما تبلور عنه.

3ـ التجاوب الوجداني المتميز نحو رموز مجتمعه.

4ـ التعبير عن هذا التجاوب الوجداني في حديثه- كتابة أو شفاهه - ليحرر طاقته غير الاعتيادية المشحونة بقدرات إدراكية وحسية غير عادية توجه تفكيره وانتباهه نحو الغموض القائم في الكون والطبيعة والحياة الاجتماعية وبالقوانين التي تتحكم بها وتوجهها.

‏نلاحظ أيضا أن شيلز لم يتطرق إلى ذكاء هؤلاء الأفراد بل ركز فقط على الطاقة غير الاعتيادية في التواجد الاجتماعي والوجداني بين الناس التي هي مكتسبة وليست موروثة. ولم يقل لنا أيضا كيف اكتسبها هؤلاء؟ هل من أسرهم؟ أم من أصدقائهم) أم من مجتمعهم المحلي؟ أم من تمردهم على هؤلاء (الأسرة والأصدقاء والمجتمع المحلي) وهل هذه الطاقة غير الاعتيادية تتمثل في النباهة والفطنة والحذاقة والتركيز في الرؤية والتفصيل في التعبير والدقة في التصوير والصدق في إيصال رسالته التي تحمل نباهته وفطنته وحذاقته وتركيزه وفهمه واستيعابه لموضوع طرحه؟

‏لأن هذه الصفات الاجتماعية هي صفات المثقف التي هي متنوعة ومتعددة لا تجتمع عند الانسان العادي بل فقط عند الذين يمتلكون الوعي بالآخر وبما يدور حولهم وفي قدرتهم على استخدام ذكائهم في التنبؤ عن تبعيات وآثار ما يحصل دون التأثر بأي مؤثر ذاتي أو شخصي أو فئوي أو طائفي أو مذهبي فضلاً عن الجرأة في الطرح وعدم التعصب والتميز لأي فئة معينة. كل ذلك لم يوضحه لنا أدورد شيلز. إننا لا ننكر أن الوعي والإدراك أو الاحساس يأتي قبل الذكاء في تحديد صفات المثقف لأن الأولى تدفعه للتعرف على ما يدور حوله واكتشاف ما هو غامض ومستتر في نظره حولها وفيها، ومن ثم يأتي الذكاء الذي هو فطري موروث يستخدمه في تحقيق فضوله الاجتماعي ومن خلاله يستطيع قراءة ما هو قائم في الحدث وترجمته أو تصويره بأسلوب واضح يعبر عن تزاوج طاقته غير الاعتيادية المتمثلة في الإحساس والإدراك الفطن مع ذكائه الفطري لينتج نتاجه الثقافي المعبر عن هذا التزاوج الذي حصل بين ما اكتسبه وما ورثه.

هذه في نظرنا هي أبرز خاصية يتميز بها المثقف عن الإنسان العادي وغير المثقف. وازاء هذه الصفات الفريدة والنادرة عند المثقف تجعله يمتلك قوة ثقافية تنفذ إلى عقول ووعي الناس تجذب انتباههم وتوسع مداركهم وعندها يمسون ممثلين لعناصر نفوذه (أي يحصل على شعبية طوعية واعجاب وتقدير شخصي وجمعي لا يخضع لقوى رسمية مجبرة أو قاهرة على تقبله). عندئذ يواجه نفوذ وقوة أصحاب المواقع القيادية في السلطة السياسية الاقتصادية في المجتمع ويتقاطع معها عندما تنحرف عن تحقيق أو خدمة المصلحة العامة وأحيانا يصل إلى التناطح والتصارح معها بشكل سافر، ومن هنا يأتي خوف ومهابة أصحاب المواقع العليا في النسق السياسي والاقتصادي من المثقفين.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.