المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02

قانونا انعكاس الضوء
26-9-2019
The Principia of Isaac Newton
11-8-2020
الفسقة
17-9-2021
حلمة براعم الزيتون Olive Bud Mite
11-6-2021
Group 18 elemnt Uses
4-3-2017
مكانة التحقيق الصحفي
10-12-2020


ابن جماعة والتنوع في الثقافة التعليمية  
  
2652   10:03 صباحاً   التاريخ: 18-11-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص68 ـ 70
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يعد العالم الجليل (ابن جماعة)* من المربين الكبار الذين بقيت آثارهم خالدة في الثقافة العربية الإسلامية، حيث تنوع هذا العالم، والمربي، والفيلسوف، والقاضي، بتعدد اتجاهاته العلمية في العملية التربوية، وشدد على ضرورة التنوع في تلقي التعليم والنشاط الثقافي لكي يتواصل المتعلم مع محفزات التعليم وخصائص العلوم بذهنية قوية، ودرجة عالية من الاستيعاب، والتقبل النفسي للمادة العلمية في التعليم..

كذلك شدد ابن جماعة على أهمية المنافسة بين المتعلمين، كونها تشكل حافزاً يدفع نحو التعلم، كما يؤكد بقوله: (يطالب الطلبة في بعض الأوقات بإعادة المحفوظات، وتمحيص ضبطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة والمسائل الغريبة، ويختبرهم بمسائل تبنى على أصل قرره، أو دليل ذكره، فمن رآه، مصيباً في الجواب ولم يخف عليه شدة الاعجاب شكره، وأثنى عليه بين أصحابه ليبعثه وإياهم على الاجتهاد في طلب الازدياد)(1).

والمنافسة هنا كما يراها ابن جماعة، تأتي مناسبة، ومعتدلة، بعيدا عن الشدة، والبغضاء، ولا بد من التعامل معها بروح علمية تضع كل قدرة ومستوى في مكانه الصحيح، وتميز بين ذوي القدرات العالية، فيقول في ذلك :(لا يليق بأهل العلم تعاطي المنافسة، ((ويقصد بها هنا في حالتها المتطرفة)) والشحناء، لأنها سبب العداوة والبغضاء، بل يجب ان يكون الاجتماع بقصدها خالصاً لله)(2).

وفي مجال آخر شدد ابن جماعة على ضرورة اعتماد النشاط الذاتي في التعلم، من خلال الاعتماد على سائر العلوم والمعارف في الدروس المختلفة وان لا يختصر التعلم على درس دون آخر.. فالنشاط الذاتي للمتعلم لابد ان يشمل تلقي مختلف المعارف في دروس متنوعة حيث يقول: (على المتعلم ان لا يقتصر في الحلقة على سماع درسه فقط إذا امكنه، فان ذلك علامة قصور الهمة، وعدم الفلاح، وبطء التنبه، بل يعتني سائر الدروس المشروحة ضبطا وتعليقا، ويشارك أصحابها، حتى كأن كل درس منها له)(3).

ومن المساءل المهمة التي ركز عليها ابن جماعة في آرائه، مسالة التشتت الذهني وعدم تركيز المتعلم على المادة التعليمية، مما يجعل ادراكه ضعيفا ومشتتا كما يذهب الى ذلك بقوله (ان الفكرة إذا توزعت قصرت عن درك الحقائق، وغوص الدقائق، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولذلك يقال: العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك)(4).

كذلك ركز ابن جماعة على أهمية تنظيم وقت المتعلم بين الدراسة والراحة، لكي يأتي الى الدرس بنشاط وصفاء ذهني يمكنه من التركيز والاستيعاب بدرجة عالية، بعيدا عن التعب والملل، فيقول: (فلا بأس على المتعلم ان يريح نفسه وقلبه وذهنه وبصره إذاً كل شيء في ذلك مطلوب) (5).

ان كل هذه الآراء وغيرها الكثير الذي لا مجال لحصره هنا، مما جاء به ابن جماعة، جعله في طليعة العلماء الذين استحقت افكارهم المتنوعة ان تكون محط اهتمام ودراسة العلم الغربي الحديث في مجال التربية والتعليم والتثقيف..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هو قاضي القضاة شيخ الإسلام بدر الدين محمد ابن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الكناني، ولد بحماة سنة (639هـ) وتوفي بمصر سنة (733 هـ)، مارس التعليم فترة طويلة في دمشق والقدس ومصر، كما تولى القضاء بالقدس ومصر، وألف عشرات الكتب المهمة في التربية والشريعة وتفسير القران الكريم، وفي الادب وغيرها من المواضيع الكثيرة التي خاض فيها قولا وتأليفا.

1ـ ابن جماعة ـ تذكرة السامع والمتكلم، ص54.

2ـ المصدر السابق ص40.

3ـ المصدر السابق ص142.

4ـ المصدر السابق ص70.

5ـ المصدر السابق ص 74. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.