المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



قصة المباهلة  
  
1523   03:14 مساءاً   التاريخ: 2-06-2015
المؤلف : د. محمود البُستانِي
الكتاب أو المصدر : دراسات فنية في قصص القران
الجزء والصفحة : ص118-120
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / حضارات / مقالات عامة من التاريخ الإسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2015 1768
التاريخ: 28-01-2015 1430
التاريخ: 8-10-2014 1535
التاريخ: 8-10-2014 1280

قال تعالى : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران : 59 - 61] .

لقد تركت قصة عيسى أصداءها على بيئة الرسالة الإسلامية ، عبر شرائح متنوعة منها...

بل إنها تحركت ، لتكشف عن رسم قصة أو حكاية سادسة تنضم إلى العنصر القصصي في سورة آل عمران : امرأة عمران ، زكريا ، يحيى ، مريم ، عيسى... وأخيرا : الحكاية السادسة وهي ظاهرة (المباهلة)...

إن ولادة عيسى بلا أب ـ بصفتها رسما معجزا تقدم الحديث عنه ، لابد ان يترك عدة استجابات عند الآدميين ،... وكانت احدى هذه الاستجابات ، انه (ابن الله) أو ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة : أب ، وابن ، وروح القدس...

ومن الطبيعي ، ان الرسالة الاسلامية ـ وهي تواجه جبهات متنوعة من الأعداء ـ أن تتحرك نحوها جبهة المسيحيين ـ في اتجاهها الثقافي المنحرف هذه الجبهة ، كانت تتوكأ ـ في جملة ما تتوكأ عليه ـ على قضية المسيح نفسه عبر أحد نشاطاتها المعادية ، ومنه : النشاط المتصل بالمناقشة والمحاجة ونحوهما...

وكانت المحاجة المتصلة ببنوة المسيح أو إقنيميته الأسطورية ، تجسد واحدا من ضروب المحاجة...

وتقول النصوص المفسرة ، ان نصارى نجران ، قالوا للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلى ما تدعونا؟؟ فأجابهم : إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وإلى أنه رسوله.. كما حدثهم عن عيسى وانتسابه البشري ،... وعندما سألوه عن أب عيسى ، كانت الاجابة تتحدد وفقا الآية القرآنية الكريمة ، التالية ، فيما تنقل لنا قصة المباهلة التي نحن في صدد الحديث عنها ، عبر آيتين أخريين.

والآيات الكريمة هي :

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

 الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ .

 فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}

لقد جاء التلميح إلى قصة آدم ونمط مولده ، إمتدادا لرسم (الحدث المعجز) الذي غلف كل القصص التي وقفنا عليها في سورة آل عمران... ومن الواضح ان ربط سلسلة من الأحداث المعجزة ـ عبر القصص الخمس ، بالحدث المعجز لعيسى ، ثم ربط هذا الحدث الأخير بأدل حدث معجز في التجربة البشرية ـ أي : صياغة آدم ـ عليه السلام ـ ـ أقول ، ان ربط سلسلة من الأحداث المعجزة التي تمثل أمتدادا زمنيا ، ربط هذا الامتداد ، بأولية الحدث تاريخيا في حمله لسمة (المعجز) ذاته ،.... هذا الربط يعد رسما فنيا ونفسيا له خطورته في تحقيق عنصر (الاقناع) الذي يظل هدفا لأية قصة...

فاذا تجاوزنا هذا العنصر فيما حققته القصة القرآنية عبر الربط بين ولادة عيسى وولادة آدم... نكون قد انتقلنا إلى قصة الابداع نفسه ، إلى تجربة المولد البشري ، ودلالة الخلافة على الأرض ، متجسدة في رسالة الاسلام (فيما تجسد الصياغة الوحيدة لفهم ظاهرة الكون والمجتمع والفرد) ، وفيما ينقلنا النص القرآني إلى بيئته التي واكبت ظهور الرسالة ، ونموها ، ومنها : رسم البيئة الملتوية من مشركين وملحدين وكتابيين منحرفين...

وحكاية أو قصة (المباهلة) تمثل نموذجا واحدا من تلكم البيئة التي أفرزت مجموعة نجران في عملية المحاجة التي أشرنا إليها.

وكانت نهاية هذه القصة في صالح الرسالة الاسلامية ، فيما تنقل لنا النصوص المفسرة ان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أراد أن يباهلهم بشخصيته وبعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، تلك المجموعة ،... إلا أن المجموعة فزعت من المغامرة بقبول المباهلة ، فصالحهم النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على الجزية فانصرفوا...

والمهم ، أن النهاية القصصية لحدث المباهلة كانت (إنتصارا) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تماما كما كانت النهاية القصصية في حياة عيسى (إنتصارا) له ، بعد ان رفعه الله إلى السماء ، وأنقذه من المؤامرة...

هاتان النهايتان القصصيتان ، ينبغي أن لا تغربا عن أذهاننا ، ونحن نتحدث عن البناء المعماري لقصص آل عمران ، وعن التجانس في كل أحداثها ومواقفها وشخوصها وبيئاتها ، بالنحو الذي لحظناه مفصلا ، وبالنحو الذي نلحظه الآن متجسدا في عملية التجانس بين نهاية كل قصة ، حيث كان (الانتصار) لصالح كل من الشخصيتين ، بعد أن نقلنا النص القرآني من البيئة القصصية المتمثلة في قصص كل من امرأة عمران ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، نقلنا منها ، إلى بيئة الرسالة الاسلامية ، إلى رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى البيئة التي تواكب الرسالة وما يكتنفها من ظواهر (الجهاد) الفكري والعسكري...




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .