أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017
2722
التاريخ: 2024-10-09
252
التاريخ: 15/11/2022
1419
التاريخ: 2023-09-28
1110
|
ما الحكمة في ابتلاء الله (تعالى) لأوليائه؟
الجواب :
البلاء هو الامتحان والاختبار، وهو شامل للفقر والغنى والصحة والسقم والجاه والسيطرة وغيرها...
ان قانون الامتحان الإلهي لعباده في هذه الدنيا اقتضته حكمة الله تعالى؛ لأنه من دون الامتحان كيف يُكرم المرء او يهان؟! وكيف يمتاز الاخيار من الاشرار ويمتاز الطائع لربه من المتمرد على قوانينه؟!.
كما قال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد: 31].
وقال:{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الكهف: 7].
وفلسفة الابتلاء والامتحان تكمن في أنه نوع من الرحمة للإنسان؛ لأنه يفتح الطريق امامه فيتبصر بقيمة الحياة المحدودة والزائلة، ويتشوّق إلى دار البقاء، من دون أي مؤثر يغلب عليه او شاغل يسيطر على مشاعره، ويرتبط قلبه عندئذ بالمعشوق الحقيقي وهو الله سبحانه، ويطلب حوائجه منه متذللا بين يديه، متضرعا على ابواب رحمته.
فاذا نزل المرض به، يلوذ بأذيال رحمة الله كي يرد عليه العافية.
واذا نزل الفقر بساحته يستغيث بالغني المطلق واذا تهدد ماله خطر ما فيلوذ بالقادر على كل شيء.
وهكذا فان الضال يهتدي بالبلاء والمؤمن يزداد إيمانا وتسليما.
وعليه فالبلاء سبب لإحراز الثواب الكبير يوم القيامة نتيجة الصبر والتصابر عليه علاوة عن الفوائد الإيمانية والتربوية كما اسلفنا.
ولذا ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (ان عظيم الاجر لمع عظيم البلاء وما أحب الله قوما الا ابتلاهم)(1).
وورد عنه (عليه السلام) : (ان اشد الناس بلاءً النبيون ثم الذين يلونهم ثم الامثل فالامثل)(2).
وفي المقام قال الإمام الخميني (رضي الله عنه).
ان البلية تعم الجسمانية والروحانية، فان الاشخاص الضعاف في عقولهم وادراكهم في امان من المعاناة الروحية والإنزعاجات العقلية، على خلاف من يتمتع بالعقل الكامل والادراك الحذق، حيث تزداد معاناته ومصائبه، ومن المحتمل ان يعود إلى هذا المعنى كلام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) القائل : (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) لأن كل من يدرك جلال الرب وعظمته أكثر ويقف على المقام المقدس للحق جل وعلا بشكل أعمق، يتألم ويتعذب من جراء عصيان العباد وهتكهم للحرمة أكثر، وأيضا كل من كانت رحمته وعنايته وشفقته على عباد الله اكثر تأذى من اعوجاج العباد وشقائهم اكثر، وقطعا كان خاتم النبيين (صلّى الله عليه وآله) في كل هذه المقدمات والمنازل الكمالية اكمل من جميع النبيين والاولياء وبني الإنسان فتكون محنه وآلامه أعمق(3).
ان اولياء الله لهم ابتلاؤهم الخاص بين يدي الله سبحانه وفي دائرة امتثالهم للتكليف الإلهي، فابتلوا بالسجن تارة وبالسم اخرى، واعظم البلاء ما واجهه الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء وما واجهه الإمام زين العابدين في السبي الزينبي.
ان الله سبحانه ابتلاهم بالإقدام على حتفهم وهم يعلمون بالقاتل وكيفية القتل، فاقدموا على القضاء المحتوم الذي لا مناص منه واقدموا على موتهم باختيارهم وفي غاية التسليم لأمر الله تعالى محتسبين مستبشرين. كما أكل الإمام الحسن من طعامه المسموم، وكما دخل الإمام علي (عليه السلام) مسجد الكوفة وفيه قاتله.
ان اقدام المعصوم على الموت الاختياري من دون أي فرق بين انواعه هو مرتبة خاصة به، بلغها بما وصل اليه من صفاء النية وقوة البصيرة ولذا يقدم مستأنسا سعيدا، كما قال الإمام علي (عليه السلام) : (والله لابن ابي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه)(4).
وكما قال الإمام الحسين (عليه السلام) :(فاني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما)(5).
ومن مدرستهم هذه تخرج أصحاب المشروع الاستشهادي من المؤمنين الذين وصلوا إلى الموت الاختياري واقبلوا على حتفهم وسبب موتهم باختيارهم ومن دون تردد، واستحقوا لقب الشهداء والحشر مع سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) .
___________
1ـ الأربعون حديثا، 233.
2ـ ميزان الحكمة، ج1 ص482، والاربعون حديثا، ص226.
3ـ المصدر السابق، ص236.
4ـ نهج البلاغة، خ رقم5.
5- مثير الاحزان،ص46 والبرم هو الضجر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|