المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



مناظرة الشيخ محمد الإشتهاردي مع بعضهم في إيمان أبي طالب  
  
415   09:29 صباحاً   التاريخ: 26-11-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 377-379
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * الأولياء والصالحين /

قال أحد أبناء أهل السنة في شأن إيمان أبي طالب (عليه السلام) الأب الكريم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):

اختلفت الروايات في كتبنا الرئيسية حول إيمان أبي طالب (عليه السلام)، فطائفة من الروايات وردت في تعظيمه ومدحه، وطائفة أخرى وردت في ذمه والطعن به.

فقلت: اتفق علماء الشيعة، تبعا لأئمتهم المعصومين (عليهم السلام)، والذين هم عترة النبي (صلى الله عليه وآله) على أن أبا طالب (عليه السلام) كان شخصا لائقا مؤمنا ومجاهدا في سبيل الله.

فقال -: إذا كان كذلك، فلماذا وردت روايات كثيرة في عدم إيمانه؟  

فقلت -: ذنب أبي طالب هو أنه والد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقد بذل الأعداء الحاقدون على ابنه الوصي (عليه السلام)، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان مبالغ طائلة من بيت مال المسلمين، لعناصر باعوا دينهم بدنياهم وضمائرهم لأهوائهم، لافتعال الأحاديث والروايات المجعولة الكاذبة لتشويه شخصية الإمام علي (عليه السلام) (1)، حتى وصل بهم الحد إلى أنهم نقلوا عن أبي هريرة أنه قال: إنه يشهد بالله أن عليا أحدث بعد الرسول فاستوجب لعن الملائكة والناس أجمعين (2).

فمع وجود هؤلاء الأراذل في عصر معاوية والخلفاء الأخرين من بني أمية، فمن الطبيعي أن تظهر روايات مفتعلة كثيرة في شرك أبي طالب (عليه السلام) حتى بذلوا الكثير من الجهود والطاقات في ذمه، ولم يبذلوا واحدا من ألف منها في أبي سفيان الذي كان يمثل رأس الشرك، ويمتلك طينة خبيثة، وصفحات سوداء في التأريخ. فعليه، نشأت جذور تهمة الشرك لأبي طالب (عليه السلام) من دافع سياسي استغلها معاوية لمصالحه الشخصية.

فقال -: نقرأ في الآية 26 من سورة الأنعام قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26] قال بعض المفسرين: إن المراد من الآية المباركة: إن طائفة من الناس كانوا يدافعون عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي نفس الوقت يرفضون الإيمان به ويبتعدون عنه ، فهذه الآية نزلت في شأن أبي طالب (عليه السلام) لأنه دافع عن النبي (صلى الله عليه وآله) في مقابل المشركين، مع تحاشيه عن الإيمان به.

فقلت -: أولا، أن معنى الآية مخالف لما قلتم تماما.

ثانيا: لو سلمنا لقولكم، فما هو الدليل على أن المراد منها أو شمولها لأبي طالب؟!

فقال -: حجتنا هي رواية سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس، أنه قال: هذه الآية، نزلت في شأن أبي طالب (عليه السلام) إذ منع الناس عن التعرض عن التعرض للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع عدم اتباعه له صلى الله عليه وآله (3).

فقلت -: أضطر في جوابكم أن أشير إلى أمور:

1 - أن معنى الآية ليس كما فسرتم، بل مع الأخذ بنظر الاعتبار ما قبل الآية وما بعدها، فقد نزلت في شأن الكفار المعاندين، ظاهر معنى الآية هكذا، أن الكفار كانوا ينهون الناس عن اتباع الرسول (صلى الله عليه وآله) في حين أنهم كانوا يعرضون عنه (4) ولم تتطرق الآية إلى مسألة الدفاع عن النبي (صلى الله عليه وآله).

2 - جملة ينئون بمعنى الابتعاد، والحال كان أبو طالب من أقرب الناس إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يبتعد عنه طرفة عين.

3 - أما رواية سفيان الثوري التي نقلها ابن عباس وأنه قال أن الآية نازلة في شأن أبي طالب (عليه السلام) مخدوشة من عدة جهات:

ألف - إن سفيان الثوري من الكذابين وغير الموثقين بإقرار الكبار من علماء أهل السنة (5).

نقل عن ابن المبارك أن سفيان كان يدلس، أي كان يظهر الحق باطلا، والباطل حقا (6) زورا وبهتانا، والراوي الأخر لهذه الرواية هو حبيب بن أبي ثابت الذي كان يدلس أيضا، طبقا لقول ابن حيان (7)، إضافة إلى أن هذه الرواية مرسلة، بمعنى أن سلسلة الرواة بين حبيب وابن عباس محذوفة غير متصلة.

ب - كان ابن عباس من الشخصيات الإسلامية المرموقة والمعروفة التي تعتقد بإيمان أبي طالب فكيف يمكن أن ينقل مثل هذه الرواية؟! عندئذ يمكن أن نفسر الآية بهذا النحو: إن الكفار كان يمنعون الناس من اتباع النبي (صلى الله عليه وآله)، وهم أيضا كانوا يبتعدون عنه .

ج - الرواية المذكورة تقول: أن هذه الآية نزلت في شأن أبي طالب (عليه السلام) فحسب، مع أن كلمة ينهون و ينئون جاءت بصيغة الجمع.

فطبقا لتفسير البعض، إن الآية المذكورة تشمل أعمام النبي (صلى الله عليه وآله) حيث كانوا عشرة منهم مؤمنين، وهم الحمزة والعباس وأبو طالب، فلا يشملهم مراد الآية المذكورة.

وبعبارة أوضح: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يبتعد عن المشركين أمثال: أبي لهب الذي كان أحد أعمامه (صلى الله عليه وآله)، وأما أبو طالب فكان يرتبط بالنبي (صلى الله عليه وآله) بصلة وثيقة إلى آخر لحظة من حياته الشريفة، وسمى (صلى الله عليه وآله) سنة وفاته عام الحزن وقال في تشييع جثمانه الطاهر: وا أبتاه، واحزناه عليك كنت عندك بمنزلة العين من الحدقة، والروح من الجسد (8)، فهل من الإنصاف أن يقال في حق النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يمدح ويعظم المشرك، ويظهر الحزن لوفاته، مع أن كثيرا من الآيات القرآنية تذم المشركين وتأمر بالإعراض عنهم؟! (9) .

________________

(1) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 4 ص 63: وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى... أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي (عليه السلام)، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير.

(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 67.

(3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ج 2 ص 132.

(4) وقد فسر ابن عباس الآية بهذا التفسير، ولمزيد البحث والتحقيق في تفسير هذه الآية راجع: الغدير للأميني: ج 8 ص 3 - 8.

(5) ميزان الاعتدال للذهبي: ج 2 ص 165.

(6) تهذيب التهذيب: ج 4 ص 115.

(7) تهذيب التهذيب: ج 2 ص 179.

(8) منية الراغب في إيمان أبي طالب للطبسي: ص 205 عن البكري في كتاب مولد علي.

(9) أجود المناظرات للأشتهاردي: ص 326 - 331.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.