تصميم الحدائق

هناك بعض الخطوات الضرورية التي يجب على مصمم الحدائق اتخاذها عند تنفيذ حديقة أو أكثر من حدائق الزينة ويكون أداؤه طبقاً لأسس عملية فلا يتعرض في المستقبل لفشل على أي صورة وأثناء التنفيذ يحتاج الموقف إلى إجراء بعض التعديلات التي تمليها الظروف ولكن يكون هذا في أضيق نطاق ممكن وعلى أن يمس التفصيلات البسيطة لا الخطة الرئيسية، وهذه الخطوات هي:

1 - معاينة الموقع المخصص لإنشاء الحديقة ودراسة ما عليه من عناصر ثابتة مثل المباني والمنشآت أو بعض العناصر التي يمكن الاستفادة منها مثل شاطئ النهر، أو وجود تمثال أو مسلة إلخ، أو وجود بعض المناظر التي ينبغي عليه أن يتخذ ما يلزم لإخفائها حتى لا تشوه المنظر العام للحديقة.

2- دراسة مدى ملائمة التربة لزراعة نباتات الحديقة المختلفة وتحديد أنواع وكميات المواد اللازمة لإصلاح العيوب التي قد تكون موجودة بها.

3- عمل دراسة كافية لمنسوب الأرض التي ستقام عليها الحديقة، ومدى استوائها فإن كانت الفروق بسيطة فإنه يمكن تسوية سطح الأرض لتكون كلها في مستوى واحد، أما إن كانت هناك فروق كبيرة (غالباً ما تكون مستويين) فإنه يمكن في هذه الحالة عمل الحديقة على هذين المستويين ويفصل بينهما سلالم مع تسوية سطح كل منسوب بمفرده.

4- دراسة المستوى الاجتماعي للأفراد المقيميين بجوار الحديقة بالنسبة للحدائق العامة حيث أن محتويات الحديقة النباتية والصناعية تتناسب بالتأكيد مع هذا المستوى الاجتماعي، أما بالنسبة للحدائق الخاصة فهناك بعض الأمور الواجب دراستها مثل الإمكانات المالية للمالك، ومستواه العلمي والاجتماعي، هل هو ينشد العزلة في الحديقة أما لا، رغباته في التصميم مع محاولة التقريب قدر المستطاع بين هذه الرغبات وبين القواعد العلمية للتخطيط.

5- تقاس أبعاد الأرض وزواياها، ويعمل لها رسم كروكي في الموقع نفسه حتى يكون هذا الكروكي أكبر معين عند رسم الخريطة للحديقة.

6- في ضوء المعلومات السابقة يضع مصمم الحدائق رسم كروكي مبدئي لتخيل الشكل العام للحديقة وما يمكن وضعه بها من نباتات ومنشآت، على أن يكون هذا الكروكي قابلاً للتعديل طبقا للظروف، ويراعى في تصميم الكروكي أن يكون متمشياً مع القواعد العامة للتنسيق، وما هو الطراز الذي ستكون عليه الحديقة وتحديد المساحات المختلفة المخصصة لكل نوع من أنواع المزروعات والمنشآت الصناعية.

7- يرسم التصميم النهائي للحديقة، بعد إجراء بعد التعديلات المطلوبة على الكروكي، ويكون هذا الرسم من عدة صور ويفضل أن يلون بالألوان المميزة للنباتات وعلى سبيل المثال المسطحات يرمز لها باللون الأخضر، الأشجار يرمز لها بدائرة مفصصه كبيرة، والشجيرات بدائرة أصغر، أحواض الزهور يرمز لها باللون الغالب فيها وأن كانت مختلطة فيكون هناك أكثر من لون وهكذا.

كما يبين على الرسم المنشآت الصناعية التي ستوجد بالحديقة ولكل منشأة رمزها.

ويعمل هذا الرسم بمقياس رسم مناسب وهو يكون عادة 1 : 10 بالنسبة للحدائق الصغيرة (كل 1 سم في الخريطة يمثل 1 متر في الطبيعة)، 1 : 1000 بالنسبة للكبيرة.

ويذكر على الرسم من أسفله اسم صاحب الحديقة واسم المخطط وتاريخ المشروع.

8- يرفق بالرسم رسومات أخرى خاصة بمواضع حنفيات الري والنافورات ومواسير الماء وهذه يفضل أن تكون تحت الطريق وليست تحت المسطحات الخضراء حتى لا يتلف المسطح الأخضر إذا تلفت الماسورة وأريد إصلاحها، وتوضع المواسير عادة تحت سطح الأرض بمقدار نصف متر، مع مراعاة أن يكون عدد الحنفيات متناسباً مع مساحة الحديقة حتى لا يضطر إلى استخدام خراطيم طويلة جداً.

9- المعالم الموجودة في مكان الحديقة لها دخل كبير جداً في تصميم الحديقة ومن أمثلة ذلك ما يلي:

أ) يمكن الاستفادة من المستويات المختلفة للحديقة لعمل حديقة خاصة بكل مستوى، وأن كان فرق المستوى كبير فيمكن استغلال ذلك بعمل بركة مائية في المستوى المرتفع وينزل الماء منها إلى بركة أخرى في المستوى المنخفض على شكل شلال.

ب) في حالة وجود مكان مرتفع صغير المساحة وبه بعض مخلفات المباني أو الحجارة فيمكن استغلاله في عمل حديقة صخرية تزرع بالنباتات الشوكية والعصارية.

10 - مراعاة البساطة كلما أمكن ذلك في الرسم وانتخاب النباتات، والقدرة على التخيل والتي تكتسب بالخبرة التي هي من أهم عناصر قدرة مخطط الحدائق ومن أمثلة ذلك أن المكان المنبسط يحتاج إلى زراعة أشجار تساعد على كسر الملل الذي قد يحدث نتيجة لطول المسافة.

11 - انسجام وترابط أجزاء الحديقة المختلفة مع بعضها يعتبر من العوامل الهامة لجذب اهتمام الزوار وحبهم للحديقة ويدفع عنهم الملل، كما أن انسجام الحديقة مع المبنى المجاور لها هو أيضاً من العوامل المهمة في التنسيق حتى لا يكون انتقال النظر فجائياً بين المبنى والحديقة، ومما يساعد على هذا زراعة متسلقات على بعض أجزاء المبنى.

12 - من الممكن في التصميم وخاصة في الحدائق الكبيرة الحجم نسبياً أن تقسم الحديقة إلى قسمين، ينسق الأول تنسيقا هندسياً، والآخر يكون طبيعي الطراز.

13 - من الممكن في الحدائق العامة تخصيص جزء من الأرض يستغل كموقف للسيارات وجزء آخر للكازينو أو الكافيتريا وآخر لدورات المياه مع مراعاة زراعة أشجار طويلة حولها لكي لا تظهر بجوار الحديقة، ومن الممكن أيضاً تخصيص مكان يستغل كمشتل خاص بالحديقة وأن كان هناك فائض من النباتات فيمكن بيعها وفى هذه الحالة فإنه يمكن أيضاً استغلال النباتات المزهرة في المشتل وقطف زهورها وبيعها في محل لبيع الزهور في نفس المنطقة.

14 - من الممكن والمفيد في الحدائق المنزلية تخصيص الجزء الخلفي منها لزراعته كحديقة خضر منزلية وما أشد حاجتنا لها في هذه الأيام.

15 - دراسة تصميم المنزل من الداخل ودراسة توزيع الغرف التي به لكي يراعى ذلك في تصميم الحديقة، ومن أمثلة ذلك أن غرفة النوم والمكتب يراعى أن يكون أمامها مسطح أخضر لإراحة الأعصاب، وأن غرفة الاستقبال من المناسب أن يكون أمامها في الحديقة أزهار ذات ألوان قوية.

16 - من القواعد المعروفة في تنسيق الحدائق أنه في الحدائق الكبيرة يفضل أن تكون الطرق مستقيمة، ومنحنية في الحدائق الصغيرة لإعطاء إحساس ظاهري بأنها أكبر مساحة من الواقع.

17 - عند زراعة الأشجار بجوار المباني يراعى أن تبعد عنها لما لا يقل عن 1,5 متر حتى لا تتأثر جدران المبنى بالنمو الأفقي للجذور، وحتى لا تدخل الأفرع من النوافذ..

18 - في الحدائق المنزلية يحسن زراعة المتسلقات على القراندات وخاصة المزهر منها، مع مراعاة أن تكون بعض هذه المتسلقات لها أزهار عطرية.

19 - يراعى تناسب نوع الأشجار المنزرعة في الحديقة المنزلية مع طراز المبنى، فالمباني ذات اللون الداكن يناسبها الأشجار الخيمية (مثل البوانسيانا والجكرندا والكاسيا نودوزا)، وكذلك يناسبها نخيل الزينة ذو السيقان الداكنة، أما المباني ذات اللون الأبيض أو الألوان الفاتحة فيناسبها الأشجار القائمة النمو والنخيل ذو السيقان البيضاء الملساء، كما يراعى أيضاً أن نوع الأشجار المنزرعة له دخل كبير في تعديل منظر المبنى نفسه، فإن كان ضيقا في العرض ومرتفعاً تناسبه الأشجار الخيمية لأن لها انتشار جانبي، وأن كان المبنى عريضاً وقليل الارتفاع فيناسبه الأشجار المخروطية النمو والقائمة بطبيعتها مثل السرو والتاكسوديم والأستركوليا، كما يمكن أيضاً زراعة الأشجار التي يمكن جعل نموها مخروطياً عن طريق عمليات التقليم والقص مثل الفيكس نتدا.