أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2020
4716
التاريخ: 18-12-2019
3288
التاريخ: 1-12-2016
2627
التاريخ: 12-1-2020
2269
|
الازمات التي واجهت الامام في خلافته
أن السياسات الخاطئة ـ خصوصاً الإقتصادية ـ التي كانت الدولة قد سارت عليها ربع قرن بعد وفاة المؤسس، أسفرت عن خلق خط سياسي معاد لأية إصلاحات اقتصادية، لا سيما وأن كبار أهل الأثر والنفود ـ أو أغلبهم ـ كانوا ممن استفادوا من هذه السياسة الإقتصادية، وتغير وضعهم الإجتماعي وأصبحت لهم مكاسب ومصالح مشتركة يدافعون عنها، ويرون الحفاظ عليها بأي ثمن.
ومن هنا كانت أزمة الإمام علي (عليه السلام) الحقيقية، إذ تسلم السلطة والحمل ثقيل، والمهمة صعبة، أضف الى ذلك العناصر الأخرى كإزدهار بني أمية سياسياً، وضعف أتباع خط الإمام علي (عليه السلام) نظراً لفقرهم وزهدهم، واستفحال الضغائن القبلية، والأحقاد الشخصية، وتبني سياسة الإنتقام من الإمام الذي وتر بسيفه كل بيوتات الكفر التي تصدت للإسلام خلال الحروب الماضية.
تزعم حركة قلقلة الدولة فريقان:
الأول بزعامة معاوية وكان أقوى وأكبر كما كانت له مطامع قبلية معروفة، وهو من البيت الذي ظل يحارب الإسلام ودعوته حتى فتحت عليه مكة واضطر للإسلام قبل أشهر قليلة من وفاة الرسول عليه وآله الصلاة والسلام.
وهذا الفريق نجح في استقطاب الناس بالعطايا والوعود والهدايا، واتخذ من دم عثمان حجة للثورة على الخليفة الشرعي ونشر الفوضى في الدولة الإسلامية.
والثاني بزعامة أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير، وهذا الفريق أقل وأضعف، لكنه أيضا استتر بالمطالبة بدم عثمان دون وجه حق، وكانت الدوافع مختلفة، فأم المؤمنين عائشة كانت بنفسها تحرض الناس على قتال عثمان وتقول لهم صراحة: اقتلوه، وترميه بالكفر(1).
وكذلك فعل طلحة وكان من أكبر المساعدين على قتله(2).
ثم بايع هو والزبير الإمام في البداية، ثم انقلبا عليه لما رفض طلبهما بتولي إمرة البصرة والكوفة، وادعيا أنهما بايعا مكرهين.(3)
نعم ندمت عائشة على خروجها على الإمام علي كما ندم غيرها، لكنهم ندموا بعد أن كان الخراب قد عم.
واضطر الإمام لأن يواجه ثلاث حروب طاحنة في أقل من خمسة أعوام هي مدة حكمه.
فانهزم له الفريق الثاني في موقعة الجمل، وأوشك الفريق الأول في صفين على الهزيمة، فلجأ الى حيلة التحكيم ورفع المصاحف، كما هو مشهور لدينا معروف، وانتهى الأمر بالكذب والخداع.
وظهر الى الوجود من بعد فريق ثالث هم البغاة الخوارج، الذين اضطر الإمام لقتالهم في النهروان.
وعاش الإمام ولا سلطان له على الشام مركز معاوية، وأقام البغاة دولة داخل الدولة الى أن قتل الإمام على يد ابن ملجم المصري لعنه الله.
ولأن الأمة لم تكن ترى أحداً من زعماء الفريقين المذكورين يستحق القيادة بايعوا الإمام الحسن بن علي عليه السلام، فرأى أن يهادن قليلاً لتستتب الأمور، وتهدأ العاصفة، لكن نفراً من أتباعه ثاروا عليه، وهجموا عليه وجرحوه ونهبوا متاعه، فاضطر في النهاية للتفاوض مع معسكر البغي ليحقن دماء أتباع أهل البيت، الذين كادت السيوف الباغية أن تستأصلهم من جذورهم.
وشرط له معاوية شروطاً لم يف بأي منها، بعد أن تمكن من السلطة بحد السيف عام 41 هـ وهو ما قيل لنا عنه أنه عام الجماعة، ولم يكن إلا عام الفرقة والاستسلام للبغي وإنقلاب خلافتنا ملكاً عضوضاً.
____________
(1) الطبري: 3/477.
(2) الفخري لابن طباطبا، ص60 قال وهذا تشهد به جميع التواريخ.
(3) الطبري: 3/451 ـ 452. وانظر تفصيل وقائع هذا الدور في جميع كتب التاريخ المعتبرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|