أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2022
2052
التاريخ: 2-12-2020
2451
التاريخ: 19-11-2021
2744
التاريخ: 21/12/2022
1007
|
الفكر الاقتصادي عند الآسيويين ـــ الفكر السومري والفكر البابلبي
لقد كان النشاط الاقتصادي في الحضارات التي سبقت ولادة السيد المسيح (ع) اغلبها تعتمد على الزراعة في كل من بابل وآشور وكذلك في بلاد مصر والساسانيين في ايران وفي الهند والصين ، وقد ظهرت في هذه الفترة عدة مخترعات كانت طلائع لظهور الحضارة الناضجة في مطلع الألف الثالث قبل الميلاد اهمها اتساع القرى الزراعية وازدياد الانتاج الزراعي وبداية استيطان السهول الرسوبية التي تعتمد في زراعتها على الري من الأنهار فنشأت معه انظمة الحكم على هيئة دويلات المدن وظهرت الابنية العامة وفي مقدمتها المعابد في مناطق الشرق القديم في العراق ؛ الزقورة في أور مثلاً ومصر وايران (1) ، وتم استثمار الارض حيث اعتبروا الزراعة مهنة رئيسية ونشاط اقتصادي مهم وحيوي وعتماد مختلف المجتمعات على الانتاج الزراعي ، وكما هو معلوم من ان اغلب المناطق الشرقية وبالاخص العراق ومصر مناطق غير مطيرة وليس كما هو عليه الحال في بلاد أوربا مما استوجب ذلك عمل منظومات الري للقيام بالمهام الزراعية والاعتماد عليه كنشاط اقتصادي وهنا تظهر الفنون والابداع وهي بدايات العمل الآلي ، ومثل هذه الأعمال لا يستطيع فرد او مجموعة افراد قليلون القيام بها فكان ذلك من مهام الدولة وهكذا تنقل لنا الاخبار التاريخية المشفوعة بثوابت تاريخية والتي من غير الممكن نكرانها كسد مأرب في اليمن ونهر الغراف القائم بين نهري دجلة والفرات في العراق والاهرامات في مصر من عمل الإنسان وهدفه سد الحاجة للمجتمعات من المواد الغذائية وغيرها من المعالم الشرقية الكثيرة في هذا المجال ، فظهر المجتمع العبودي في بداياته ووجدت فيه اولى الملكية الجماعية البدائية فضلاً عن وجود الملكية الخاصة والملكية العقارية (2) ، لذلك نشأت دويلات المدن ووضعت القوانين لتنظيم أمور الحياة بشكل عام ومنها امور الزراعة وما تحتويه من مهن مختلفة كري الأنهار لري الحقول الزراعية وغسل الأصواف لعمل الملابس كنشاط اقتصادي قائم ، فضلاً عن الكثير من النشاطات لأنه حينما يطرق السمع قيام دولة ومهما يكن نوع نظامها فهذا يعني وجود مجمعات سكنية وتكوين مجتمعات واتباع اساليب بناء الدولة كالأجور والضرائب وتنظيم أمور العمل التي تستوجبه الدولة (3) ، وهو الحضارة والانتقال من حالة البداوة .
وبذلك بدأت تتطور الحرف اليدوية وكانت هناك مؤهلات لقيام التجارة في بابل حيث تقع على طريق استراتيجي ممكن ان يكون طريق مهم للتجارة الاستراتيجية ، ان مدينة بابل تقع في منتصف بلاد ما بين النهرين مما اعطاها المجال الواسع لممارسة الأعمال التجارية ولهذا تطورت فيها التجارة وان تطور التجارة بحاجة الى سك النقود وقد كانت بابل تصنع الدروع وتصدرها الى مصر مقابل التبادل ببضاعة أخرى (المقايضة) او الشراء ، وقد اتبع نظام السبيكة الذهبية في التداول ثم تقسيم العمل في الحقبة البابلية مما يدل على تطور النشاط الاقتصادي نسبياً واصبحت مركز التمدن وتواجد مركز المدينة وهي بدايات التحضر ، أي لعموم المجتمع الذي امتازت فيه الحضارات الآسيوية عما موجود في الحضارات الاوربية وكانت هناك أملاك تخص المؤسسات الدينية او المعبد ، ان هناك اختلاف بين النظام الآسيوي والنظام الاوربي يعود لقانون التطور الذي ممكن ان نراه في النظم الاجتماعية ، هو ان المركز القانوني للعبيد في الشرق لهم سماتهم ولهم طبيعة مستقرة في الحقوق ولو بسيطة وعليهم واجبات واضحة ومعروفة ، ولا يملكون صفة التحكم في النشاط التجاري للبلد وهناك فقرات من قوانين حمورابي ظهرت في العصر البابلي (4) وكان تراث علمي واسع عكس مدى تحضر المجتمعات البابلية تناول فيها النشاطات الاقتصادية مثل البيع والرهان وتسعير المواد وما ينبغي دفعه من ايجار واسعار فائدة على رأس المال للمستلف ، وفيها احكام لتنظيم الحياة الاقتصادية في المجتمع مثل انصاف المظلوم بأحكام واضحة ضمن شريعة حمورابي التي بلغت 250 مادة ، شخصت الشريعة بعض الجوانب السلبية التي كانت تضر المجتمع وتمارس من قبل المرابين في استغلال الضعفاء (5) ، وظهرت فيها تعليمات وبعض القرارات التي لاتقل عن القرارات المتخذه في اوربا اثناء فترة العصور الوسطى ، بينما العملية تختلف في الغرب تماماً عن النظام الشرقي والذي سيرد ذكره نفصيلاً حيث ان العبيد يمثلون الطبقة الرئيسة في النشاط الاقتصادي في الغرب ما عدا الزراعة فهي مهمة نبيلة يمارس العمل بها اهل البلاد الاصليين (الهيلسنت) .
في النظام الشرقي القديم حيث توجد الملكية الخاصة للاحرار لأن التركيب الاجتماعي هو الاحرار والعبيد وليس الاقطاع وان طبقة الاحرار هم الذين يملكون وقومون بادارة النشاط الاقتصادي فلهم حق التملك اما طبقة العبيد فهي تساهم في النشاط الاقتصادي في عمل الورش في المدن والاشتغال في المزارع في الريف وتمثل نسبة كبيرة فضلاً عن العمل في مجال الخدمة المنزلية وقد نشأ نظام العبودية في العراق قبل نشوؤه بمصر القديمة (العبودية الخاصة) أي ملكية الافراد للعبيد ويوجهونهم للعمل في النشاط الزراعي (6) ، ولم تكن العبودية هي قاعدة الانتاج في بابل حيث العمل يتم من خلال الافراد الاحرار المحدودي الدخل والفلاحين الاحرار من مجتمع بابل وآشور .
ومن الجدير بالملاحظة ان من حق العبيد ان يمتكوا ملكية محدودة جدا (7) كما ونلاحظ من خلال النقوش المستندات المحاسية واللوائح التعاقدية التي تدل على فعالية النشاط الاقتصادي والحسابات الفلكية ولكن لم يكن الا بداية طموح لفكر اقتصادي قائم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ احمد سوسة ، تاريخ حضارة وادي الرافدين ، ج 1، دار الحرية للطباعة والنشر ، بلا سنة نشر ،ص13 .
2ـ طارق العزاوي ، الفكر والتاريخ الاقتصادي ، مطبعة الأزهر ، بغداد ، 1975 ، ص19 .
3ـ عبد الجبار السبهاني ، الوجيز في الفكر الاقتصادي ، دار وائل للطباعة والنشر ، الاردن ، 2001، ص25 .
4ـ ابراهيم كبة ، دراسات في تاريخ الاقتصاد وتاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص172 .
5ـ مدحت القريشي ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص37 .
6ـ طه باقـر ، الشرائع والتنظيمات في شريعة حمورابي ، مجلة المجتمع العلمي العراقي ، مجلد 27 ، 1976 .
7 ـ ابراهيم كبة ، دراسات في تاريخ الاقتصاد وتاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ،ص167.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|