المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6667 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى كلمة جرى
9-12-2015
عصمة الامام
7-08-2015
وضوح جبن بسر عند مبارزة أمير المؤمنين
18-10-2015
معنى كلمة سوء‌
20-11-2015
زراعة الاناناس
2023-08-23
برج العقرب Scorpio
2023-11-09


تسمية من قتل من المشركين  
  
1668   01:31 صباحاً   التاريخ: 12-7-2019
المؤلف : الواقدي
الكتاب أو المصدر : المغازي
الجزء والصفحة : ص 331- 335
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / السيرة النبوية / سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-6-2019 1685
التاريخ: 9-9-2018 3125
التاريخ: 26-7-2019 1958
التاريخ: 16-11-2018 2491

تسمية من قتل من المشركين

من بني أسد: عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث، قتله أبو دجانة.

ومن بني عبد الدار: طلحة بن أبي طلحة يحمل لواءهم، قتله علي بن أبي طالب عليه السلام، وعثمان بن طلحة، قتله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأبو سعيد بن أبي طلحة، قتله سعد بن أبي وقاص، ومسافع بن طلحة بن طلحة، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، والحارث بن طحلة، قتله عاصم بن ثابت، وكلاب بن طلحة، قتله الزبير ابن العوام، والجلاس بن طلحة، قتله طلحة بن عبيد الله، وأرطاة بن عبد شرحبيل، قتله علي بن أبي طالب عليه السلام، وقاسط بن شريح بن عثمان ثم حمله صؤاب فيقال قتله قزمان، وأبو عزيز بن عمير، قتله قزمان.

ومن بني زهرة: أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، قتله علي بن أبي طالب عليه السلام، وسباع بن عبد العزى الخزاعي، واسم عبد العزى عمرو بن نضلة بن عباس بن سليم وهوابن أم أنمار، قتله حمزة بن عبد المطلب.

ومن بني مخزوم: هشام بن أبي أمية بن المغيرة، قتله قزمان، والوليد ابن العاص بن هشام، قتله قزمان، وأمية بن أبي حذيفة بن المغيرة، قتله علي بن أبي طالب، وخالد بن الأعلم العقيلي، قتله قزمان. حدثنا يونس بن محمد الظفري، عن أبيه، قال: أقبل قزمان يشد على المشركين، وتلقاه خالد بن الأعلم، وكل واحد منهما راجلٌ، فاضطربا بأسيافهما.

فيمر بهما خالد بن الوليد فحمل الرمح على قزمان، فسلك الرمح في غير مقتل، شطب الرمح، ومضى خالد وهو يرى أنه قد قتله. فضربه عمرو بن العاص وهما على تلك الحال وطعنه أخرى فلم يجهز عليه، فلم يزالا يتجاولان حتى قتل قزمان خالد بن الأعلم، ومات قزمان من جراحة به من ساعته. وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، قتله الحارث بن الصمة خمسة.

ومن بني عامر بن لؤي: عبيد بن حاجز، قتله أبو دجانة، وشيبة ابن مالك بن المضر، قتله طلحة بن عبيد الله.

ومن بني جمح: أبي بن خلف، قتله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بيده، وعمرو بن عبد الله بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح، وهو أبوعزة، أخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أسيراً يوم أحد ولم يأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يوم أحد أسيراً غيره، فقال: يا محمد، من علي! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولا ترجع إلى مكة تمسح عارضيك تقول: سخرت بمحمد مرتين! ثم أمر به عاصم بن ثابت فضرب عنقه. قال أبو عبد الله الواقدي: وسمعنا في أسره غير ذلك. حدثنا بكير بن مسمار قال: لما انصرف المشركون عن أحد نزلوا بحمراء الأسد في أول الليل ساعة، ثم رحلوا وتركوا أبا عزة نائماً مكانه حتى ارتفع النهار ولحقه المسلمون، وهو مستنبهٌ يتلدد، وكان الذي أخذه عاصم بن ثابت، فأمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فضرب عنقه.

ومن بني عبد مناة بن كنانة: خالد بن سفيان بن عويف، وأبو الشعثاء بن سفيان بن عويف، وأبو الحمراء بن سفيان بن عويف، وغراب بن سفيان بن عويف.

قالوا: فلما انصرف المشركون عن أحد أقبل المسلمون على أمواتهم، فكان حمزة بن عبد المطلب فيمن أتى به إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أولاً، صلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال: رأيت الملائكة تغسله، لأن حمزة رضي الله عنه كان جنباً ذلك اليوم. ولم يغسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) الشهداء، وقال: لفوهم بدمائهم وجراحهم، فإنه ليس أحدٌ يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة بجرحه، لونه لون دمس، وريحه ريح مسك. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ضعوهم، أنا الشهيد على هؤلاء يوم القيامة. فكان حمزة أول من كبر عليه (صلى الله عليه وآله وسلّم) أربعاً. ثم جمع إليه الشهداء، فكان كلما أتى بشهيدٍ وضع إلى جنب حمزة بن عبد المطلب فصلى عليه وعلى الشهداء، حتى صلى عليه سبعين مرة لأن الشهداء سبعون. ويقال كان يؤتي بتسعة وحمزة عاشرهم فيصلي عليهم، ثم يرفع التسعة وحمزة مكانه، ويؤتي بتسعة آخرين فيوضعون إلى جنب فيصلي عليهم، حتى فعل ذلك سبع مرات. ويقال كبر عليهم تسعاً وسبعاً وخمساً.

وكان طلحة بن عبيد الله، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، يقولون: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على قتلى أحد، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنا على هؤلاء شهيدٌ. فقال أبو بكر: يا رسول الله، أليسوا إخواننا، أسلموا كما أسلمنا، وجاهدوا كما جاهدنا؟ قال: بلى، ولكن هؤلاء لم يأكلوا من أجورهم شيئاً، ولا أدري ما تحدثون بعدي. فبكى أبو بكر وقال: إنا لكائنون بعدك؟ وحدثني أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: لم يصل عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم). وحدثني عمر بن عثمان، عن عبد الملك بن عبيد، عن سعيد بن المسيب، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مثله.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يومئذٍ للمسلمين: احفروا، وأوسعوا، وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآناً. فكان المسلمون يقدمون أكثرهم قرآناً في القبر. وكان ممن يعرف أنه دفن في قبر واحد: عبد الله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح، وخارجة بن زيد، وسعد بن ربيع، والنعمان بن مالك، وعبدة بن الحسحاس، في قبرٍ واحد. فلما واروا حمزة بن عبد المطلب أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ببردة تمد عليه وهو في القبر، فجعلت البردة إذا خمروا رأسه بدت قدماه، وإذا خمروا رجليه تنكشف عن وجهه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : غطوا وجهه! وجعل على رجليه الحرمل، فبكى المسلمون يومئذٍ فقالوا: يا رسول الله، عم رسول الله، لا نجد له ثوباً! فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : تفتتح يعني الأرياف والأمصار فيخرج إليها الناس، ثم يبعثون إلى أهليهم: إنكم بأرضٍ حجازٍ جرديةٍ الجردية التي ليس بها شيءٌ من الأشجار والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون. والذي نفسي بيده، لا يصبر واحدٌ على لأوائها وشدتها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة! قالوا: وأتى عبد الرحمن بن عوف بطعام، فقال: حمزة أو رجل آخر لم يوجد له كفن، وقتل مصعب بن عمير ولم يوجد له كفنٌ إلا بردة ، وكانا خيراً مني. ومر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على مصعب ابن عمير، وهو مقتولٌ في بردة، فقال: لقد رأيتك بمكة وما بها أحدٌ أرق حلةً ولا أحسن لمةً منك، ثم أنت شعث الرأس في بردة. ثم أمر به يقبر، ونزل في قبره أخوه أبو الروم، وعامر بن ربيعة، وسويبط بن عمرو ابن حرملة. ونزل في قبر حمزة عليٌّ، والزبير، وأبو بكر، وعمر، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) جالسٌ على حفرته.

وكان الناس أو عامتهم قد حملوا قتلاهم إلى المدينة، فدفن ببقيع الجبل منهم عدةٌ، عند دار زيد بن ثابت اليوم بالسوق، سوق الظهر، ودفن ببني سلمة بعضهم، ودفن مالك بن سنان في موضع أصحاب العباء الذي عند دار نخلة. ثم نادى منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): ردوا القتلى إلى مضاجعهم! وكان الناس قد دفنوا قتلاهم، فلم يرد أحدٌ إلا رجلاً واحداً أدركه المنادي ولم يدفن، وهو شماس بن عثمان المخزومي، كان حمل إلى المدينة وبه رمقٌ فأدخل على عائشة رضي الله عنها زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، فقالت: أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ابن عمي يدخل على غيري! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : احملوه إلى أم سلمة. فحمل إليها فمات عندها، فأمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن ترده إلى أحد، فدفن هناك كما هو في ثيابه التي مات فيها، وكان قد مكث يوماً وليلة، ولكنه لم يذق شيئاً، ولم يصل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولم يغسله.

قالوا: وكان من دفن هناك من المسلمين، إنما دفن في الوادي. وكان طلحة بن عبيد الله إذا سئل عن تلك القبور المجتمعة بأحد يقول: قوم من الأعراب كانوا زمان الرمادة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هناك، فماتوا فتلك قبورهم. وكان عباد بن تميم المازني ينكر تلك القبور ويقول: إنما هم قوم ماتوا زمان الرمادة، وكان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن محمد يقولان: لا نعرف تلك القبور المجتمعة، إنما هي قبور ناس من أهل البادية، وقبور من قبور الشهداء قد غيبت، لا نعرفهم بالوداي وبالمدينة ونواحيها، إلا أنا نعرف قبرحمزة بن عبد المطلب، وقبر سهل بن قيس، وقبر عبد الله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح. وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يزورهم في كل حول، وإذا تفوه الشعب رفع صوته فيقول: السلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار! ثم أبو بكر كل حول يفعل مثل ذلك، ثم عمرو بن الخطاب يفعل مثل ذلك، ثم عثمان.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: ليت أني غودرت مع أصحاب الجبل. وكانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) تأتيهم بين اليومين والثلاثة. فتبكي عندهم وتدعو. وكان سعد بن أبي وقاص يذهب إلى ماله بالغابة، فيأتي من خلف قبور الشهداء فيقول: السلام عليكم! ثلاثاً، ثم يقبل على أصحابه فيقول: ألا تسلمون على قوم يردون عليكم السلام؟ لا يسلم عليهم أحدٌ إلا ردوا عليه السلام إلى يوم القيامة. ومر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على مصعب بن عمير فوقف عليه، ودعا، وقرأ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ، أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم وسلموا عليهم! والذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم أحدٌ إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه. وكان أبو سعيد الخدري يقف على قبر حمزة فيدعو ويقول لمن معه: لا يسلم عليهم أحدٌ إلا ردوا عليه السلام، فلا تدعوا السلام عليهم وزيارتهم. وكان أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد يحدث أنه كان يذهب مع محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة بن وقش في الأشهر إلى أحد، فيسلمان على قبر حمزة أولها، ويقفان عنده وعند قبر عبد الله بن عمرو ابن حرام مع قبور من هناك. وكانت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) تذهب فتسلم عليهم في كل شهرٍ فتظل يومها، فجاءت يوماً ومعها غلامها نبهان، فلم يسلم فقالت: أي لكع، ألا تسلم عليهم؟ والله لا يسلم عليهم أحدٌ إلا ردوا إلى يوم القيامة. وكان أبو هريرة يكثر الاختلاف إليهم. وكان عبد الله بن عمرو إذا ركب إلى الغابة فبلغ ذباب، عدل إلى قبور الشهداء فسلم عليهم، ثم رجع إلى ذباب حتى استقبل الطريق طريق الغابة ويكره أن يتخذهم طريقاً، ثم يعارض الطريق حتى يرجع إلى طريقه الأولى. وكانت فاطمة الخزاعية قد أدركت تقول: رأيتني وغابت الشمس بقبور الشهداء ومعي أختٌ لي، فقلت لها: تعالى، نسلم على قبر حمزة وننصرف. قالت: نعم. فوقفنا على قبره فقلنا: السلام عليك يا عم رسول الله. فسمعنا كلاماً رد علينا: وعليكما السلام ورحمة الله. قالتا: وما قربنا أحدٌ من الناس.

قالوا: فلما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من دفن أصحابه دعا بفرسه فركبه، وخرج المسلمون حوله عامتهم جرحت، ولا مثل لبني سلمة وبني عبد الأشهل، ومعه أربعة عشرة امرأة، فلما كانوا بأصل الحرة قال: اصطفوا فنثني على الله! فاصطف الناس صفين خلفهم النساء، ثم دعا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) :اللهم، لك الحمد كله! اللهم، لا قابض لما بسطت، ولا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت! اللهم إني أسألك من بركتك ورحمتك وفضلك وعافيتك! اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول! اللهم إني أسألك الأمن يوم الخوف والغناء يوم الفاقة، عائذاً بك اللهم من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت منا! اللهم توفنا مسلمين! اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين! اللهم عذب كفره أهل الكتاب الذين يكذبون رسولك ويصدون عن سبيلك! اللهم أنزل عليهم رجسك وعذابك! إله الحق! آمين! وأقبل حتى نزل ببني حارثة يميناُ حتى طلع على بني عبد الأشهل وهم يبكون على قتلاهم، فقال: لكن حمزة لا بواكي له.

فخرج النساء ينظرون إلى سلامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فكانت أم عامر الأشهلية تقول: قيل لنا قد أقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ونحن في النوح على قتلانا، فخرجنا فنظرت إليه فإذا عليه الدرع كما هي، فنظرت إليه فقلت: كل مصيبة بعدك جللٌ.

وخرجت أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت عبيد بن معاوية بن بلحارث بن الخزرج تعدو نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) واقفٌ على فرسه، وسعد بن معاذ آخذٌ بعنان فرسه، فقال سعد: يا رسول الله، أمي! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : مرحباً بها! فدنت حتى تأملت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقالت: أما إذ رأيتك سالماً، فقد أشوت المصيبة. فعزاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعمرو بن معاذ ابنها، ثم قال: يا أم سعد، أبشري وبشري أهليهم أن قتلاهم قد ترافقوا في الجنة جميعاً وهم اثنا عشر رجلاً وقد شفعوا في أهليهم. قالت: رضينا يا رسول الله، ومن يبكي عليهم بعد هذا؟ ثم قالت: ادع يا رسول الله لمن خلفوا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : اللهم أذهب حزن قلوبهم واجبر مصيبتهم، وأحسن الخلف على من خلفوا.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : خل أبا عمرو الدابة. فخلى الفرس وتبعه الناس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا أبا عمرو، إن الجراح في أهل دارك فاشيةٌ، وليس فيهم مجروحٌ إلا يأتي يوم القيامة جرحه كأغزر ما كان، اللون لون دمٍ والريح ريح مسك، فمن كان مجروحاً فليقر في داره وليداو جرحه، ولا يبلغ معي بيتي عزمةً مني. فنادى فيهم سعدٌ: عزمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ألا يتبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) جريحٌ من بني عبد الأشهل، فتخلف كل مجروح، فباتوا يوقدون النيران ويداوون الجراح، وإن فيهم لثلاثين جريحاً. ومضى سعد بن معاذ معه (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى بيته، ثم رجع إلى نسائه فساقهن، ولم تبق امرأةٌ إلا جاء بها إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فبكين بين المغر والعشاء. وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) حين فرغ من النوم لثلث الليل، فسمع البكاء فقال: ما هذا؟ فقيل: نساء الأنصار يبكين على حمزة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : رضي الله عنكن وعن أولادكن! وأمرنا أن نرد إلى منازلنا. قالت: فرجعنا إلى بيوتنا بعد ليل، معنا رجالنا، فما بكت منا امرأةٌ قط إلا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا.

ويقال إن معاذ بن جبل جاء بنساء بني سلمة، وجاء عبد الله بن رواحة بنساء بلحارث بن الخزرج، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ما أردتا هذا! ونهاهن الغد عن النوح أشد النهي.

وصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) المغرب بالمدينة، ورجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة عند نكبةٍ قد أصابت أصحابه، وأصيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في نفسه. فجعل ابن أبي والمنافقون معه يشمتون ويسرون بما أصابهم ويظهرون أقبح القول. ورجع من رجع من أصحابه وعامتهم جريحٌ، ورجع عبد الله بن عبد اله بن أبي وهو جريح، فبات يكوى الجراحة بالنار حتى ذهب الليل، وجعل أبوه يقول: ما كان خروجك معه إلى هذا الوجه برأي! عصاني محمد وأطاع الولدان، والله لكأني كنت أنظر إلى هذا. فقال ابنه: الذي صنع الله لرسوله وللمسلمين خيرٌ.

وأظهرت اليهود القول السيء فقالوا: ما محمد إلا طالب ملك، ما أصيب هكذا نبيٌّ قط أصيب في بدنه وأصيب في أصحابه! وجعل المنافقون يخذلون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أصحابه ويأمرونهم بالتفرق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وجعل المنافقون يقولون لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : لو كان من قتل منكم عندنا ما قتل. حتى سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك في أماكن، فمشى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ليستأذنه في قتل من سمع ذلك منه من اليهود والمنافقين.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا عمر، إن الله مظهر دينه ومعز نبيه، ولليهود ذمةٌ فلا أقتلهم. قال: فهؤلاء المنافقون يا رسول الله! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: بلى يا رسول الله، وإنما يفعلون ذلك تعوذاً من السيف، فقد بان لهم أمرهم وأبدى الله أضغانهم عند هذه النكبة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : نهيت عن قتل من قال لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله . يا ابن الخطاب، إن قريشاً لن ينالوا منا مثل هذا اليوم حتى نستلم الركن.

قالوا: فكان لعبد الله بن أبي مقام يقومه كل جمعة شرفاً له لا يريد تركه، فلما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أحد إلى المدينة جلس على المنبر يوم جمعة، فقام ابن أبي فقال: هذا رسول الله بين أظهركم، قد أكرمكم الله به، انصروه وأطيعوه. فلما صنع بأحد ما صنع قام ليفعل ذلك، فقام إليه المسلمون فقالوا: اجلس يا عدو الله! وقام إليه أبو أيوب وعبادة بن الصامت، وكانا أشد من كان عليه ممن حضر، ولم يقم إليه أحدٌ من المهاجري، فجعل أبو أيوب يأخذ بلحيته، وعبادة بن الصامت يدفع في رقبته، ويقولان له: لست لهذا المقام بأهل! فخرج بعد ما أرسلاه، وهو يتخطى رقاب الناس وهو يقول: كأنما قلت هجراً، قمت لأشد أمره! فلقيه معوذ بن عفراء فقال: مالك؟ قال: قمت ذلك المقام الذي كنت أقوم أولاً، فقام إلي رجالٌ من قومي، فكان أشدهم علي عبادة، وخالد بن زيد. فقال له: ارجع فيستغفر لك رسول الله. فقال: والله ما أبغى يستغفر لي. فنزلت هذه الآية: " وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله... " الآية. قال: ولكأني أنظر إلى ابنه جالسٌ في الناس، ما يشد الطرف إليه، فجعل يقول: أخرجني محمد من مربد سهل وسهيل.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).