المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

إسماعيل بن أبي محمد يحيى ابن المبارك اليزيدي
21-06-2015
الأكسدة المحفزة للأمونيا Catakytic Oxidation of Ammonia
5-2-2017
أشخاص الخصومة في دعوى التعهد بنقل ملكية عقار
8-8-2022
رجع إلى أخبار النساء
2024-01-31
Michaelis –Menten Kinetics
6-2-2019
صناعة الكاتشب
12/10/2022


العلاقة بين النصّ والسّياق في جهود المفسّرين  
  
2335   06:50 مساءاً   التاريخ: 2-03-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص128-131.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-09 1049
التاريخ: 2024-02-12 1220
التاريخ: 2024-03-18 692
التاريخ: 4-05-2015 3049

إنّ البحث في الترابط و المناسبة بين الآيات و سياقها الداخلي و الخارجي ليس عملا ميكانيكيّا من منظور المفسّرين؛ لذا نجد في تفاسيرهم تنبيهات يمكن أن تعدّ توجيهات عامّة في هذا العلم. ومن ذلك ما يشير إليه الفخر الرازي من أنّ التنويع بين الموضوعات في القرآن الكريم إنّما هو مراعاة لطاقات المخاطب ، و أدعى ألّا يصاب بالملل ، " فإنّه إذا انتقل من نوع من العلوم إلى نوع آخر فكأنّه يشرح به الصدر ويفرح به القلب " «1».

ويعبّر ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير) إلى تلازم الأغراض والمعاني في القرآن الكريم، بحسب ترتّب الآيات الكريمة" و أنّ ذلك فيه من المناسبة في المعاني و انسجام في نظم الكلام" «2». و أما الزمخشري فإنّنا نلاحظ أنّه و إن لم يصرّح بمصطلح (المناسبة) فإنّه كان يستعمل صيغا تدلّ على ذلك دلالة واضحة من مثل : " فإن قلت :  من المأمور بقوله :

" وبشّر" قلت (....) وإن قلت :  علام عطف هذا الأمر، ولم يسبق أمر و لا نهي يصحّ‏ عطفه عليه؟ قلت :  (....)، وقد يتمّ ذلك بصيغة تقريريّة كقوله : " و ذلك إشارة إلى إحياء القتيل، أو إلى جميع ما تقدم من الآيات المعدودة" «3».

وإذا كان هذا حال الزمخشري، فإنّ حال الرازي مختلف عنه فهو يصرّح بأنّ" أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط، ومن ثمّ نجد في تفسيره تنصيصا على البحث في المناسبة معبّرا عنه بصيغتين مطّردتين، أولاهما قوله : " ذكروا في اتصال هذه الآية بما قبلها وجوها" «4». و ثانيتهما قوله : " في كيفيّة النظم وجوه" «5» ، أو" في كيفيّة النظم أقوال" «6». و لم يستعمل قطّ كلمة" المناسبة " طوال تفسيره للبقرة إلّا مرّة واحدة، و ذلك أثناء تفسيره للآية (275) قائلا : " اعلم أنّ بين الربا و بين الصدقة مناسبة من جهة التضادّ" «7».

أمّا ابن عاشور فقد كان الدافع الأساسي الذي ألّف تفسيره استجابة له هو (المناسبة) بين الآي و السور والسياق . «8» ويقول الشيخ (رشيد رضا) في تفسير المنار" إنّ أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ :  موافقته لما سيق له من القول، و اتفاقه مع جملة المعنى، وائتلافه مع القصد الذي جاء له الكتاب بجملته" «9». وفي هذه العبارة توضيح للسياق اللّغوي والمقامي، وإلى عنصر الهدف وأهميّته في صياغة النصّ.

ويراعي المفسّرون عند الكلام على شروط المفسّر ضرورة إلمامه بالظروف المحيطة بالنصّ عند تفسيره، لما لهذه الظروف من أثر في تعميم الدلالة أو الحكم الشرعي أو تخصيصهما، فبيان سبب النزول مثلا طريقه إلى فهم معاني الكتاب العزيز، كما رأينا في‏ مبحث علوم القرآن. و كذلك يعدّ علم المناسبة من العلوم الضروريّة للمفسّر. ويجمع كلّ ذلك معرفة السياق. يقول الزركشي : " ليكن محطّ نظر المفسّر مراعاة النظم الذي سيق له الكلام، وإن خالف أصل الوضع اللغوي لثبوت التجوّز، ولهذا تجد صاحب الكشّاف يجعل الذي سيق له الكلام معتمدا" «10». و قد ألحّ المفسّرون على اللّجوء للسّياق لفهم المعاني الملبسة في الآيات القرآنيّة. و قد يتمثّل هذا السياق عندهم في معرفة أسباب النزول، الذي قد يفيد التخصيص أو قد يزيل الإشكال، وقد يعني التعالق و الترابط بين الآيات، وقد يتمثّل السياق لدى المفسّر في نسق الآيات وما يصل بينها من روابط كالعطف والمضادّة التي تظهر في ذكر الرحمة بعد العذاب، أو الرغبة بعد الرهبة، أو حسن التخلّص، وهو الانتقال من مقام إلى آخر من غير شعور بالانقطاع، و ترتيب الآيات.

وقد تنبّه المفسّرون إلى القرائن بنوعيها :  المعنويّة و الحالية، و أهميّتها في تفسير الآي، وجعلوها مهمّة جدّا كأهمية معرفة اللّغة والنحو والصرف والبلاغة «11». فالسّياق هو الذي يفضي بك إلى معرفة غرض المتكلّم، ويدلّك على وجود الحذف في الآية، و معرفة المحذوف ، وهو الذي يفسّر معاني الأدوات وأحرف المعاني، كما سبق أنّ أشرنا في مبحث علوم القرآن.

ويذكر ابن خلدون أن من الأمور التي تلزم للمفسّر العلم بأحوال البشر" فقد أنزل اللّه هذا الكتاب و جعله آخر الكتب، وبيّن فيه ما لم يبيّن في غيره .. فلا بدّ للناظر في هذا الكتاب من النظر في أحوال البشر :  في أطوارهم وأدوارهم، ومناشئ اختلاف أحوالهم من قوّة وضعف " «12». ويقول في موضع آخر : " وكان النبيّ- صلى اللّه عليه وآله وسلّم- يبيّن المجمل، ويميّز الناسخ من المنسوخ، ويعرّفه أصحابه فعرفوه، وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه" «13».

وإذن فقد وعى المفسّرون مسألة ارتباط الآي، وبحثوا في أنواع المناسبة والعلاقات القائمة بين الآيات والسور، واجتهدوا في إبراز اتّساق النصّ القرآني وانسجامه، على أنّ الاهتمام بالانسجام لم يكن الانشغال الوحيد لهؤلاء وأولئك، وإنّما كان جزءا من انشغال أشمل هو فهم القرآن وإظهار وجوه إعجازه. أمّا كيف أبرز المفسّرون العلاقة بين الآيات الكريمة، وكيف جعلوها دليلا على تماسك النصّ القرآني وانسجامه مع السياق الخارجي فهذا ما سنراه في الفصل الثاني من هذا الكتاب.

______________________

(1) تفسير الرازي، ج 7، ص 259.

(2) محمّد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير و التنوير، 3/ 465.

(3) الكشّاف، 1/ 290.

(4) تفسير الرازي، 3/ 255.

(5) نفسه، 4/ 10.

(6) نفسه، 7/ 90.

(7) نفسه، 7/ 91.

(8) انظر مقدّمة التحرير و التنوير.

(9) تفسير المنار، ط 1/ 22.

(10) البرهان، ج 2، ص 18.

(11) نفسه، 2/ 200.

(12) ابن خلدون، المقدمة، ص 488.

(13) نفسه، ص 489.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .