المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



الصحة خير من السقم  
  
1941   05:16 مساءً   التاريخ: 25-2-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص275- 278
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-2-2021 2216
التاريخ: 28-8-2020 2003
التاريخ: 23-6-2019 3603
التاريخ: 8-1-2022 2007

لا تظنن مما قرع سمعك من فضيلة البلاء و ادائه إلى سعادة الأبد انه خير من العافية في الدنيا  بل مع ذلك كله العافية في الدنيا خير من البلاء و المصيبة فيها ، فإياك ان تسأل من اللّه البلايا و المصائب في الدنيا ، فان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كان يستعيذ في دعائه من بلاء الدنيا وبلاء الاخرة ، و كان يقول هو و الأنبياء و الأوصياء (عليهم السلام) : «ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة» ، و كانوا يستعيذون من شماتة الأعداء و سوء القضاء.

وقال (صلى الله عليه واله) : «سلوا اللّه العافية ، فما أعطى عبد أفضل من العافية الا اليقين»  و أشار باليقين الى عافية القلب من الجهل و الشك ، و هو أعلى و أشرف من عافية البدن , و قال (صلى الله عليه واله) فى دعائه : «و العافية أحب الي».

وبالجملة : هذا اظهر من ان يحتاج إلى الاستشهاد , اذ البلاء انما يصير نعمة بالإضافة إلى ما هو أكثر منه في الدنيا و الآخرة ، و بالإضافة إلى ما يرجى من الثواب في الآخرة ، و من حيث يوجب تجرد النفس و انقطاعها من الدنيا و ميلها إلى الآخرة , فينبغي ان يسأل تمام النعمة في الدنيا ، و الثواب في الآخرة على شكر المنعم ، و التجافي عن دار الغرور، و الإنابة إلى دار الخلود ، فانه قادر على إعطاء الكل ، و ما نقل عن بعض العارفين ، من سؤالهم المصائب و البلاء ، كما قال بعضهم : «اود ان أكون جسرا على النار يعبر على الخلق كلهم فينجون ، و أكون انا في النار» ، و قال سمنون المحب : «و ليس لي في سواك حب ، فكيفما شئت فاختبرني» ، فمبناه على غلبة الحب ، بحيث يظن المحب بنفسه انه يحب البلاء , و مثل ذلك حالة تعتريه ، و ليس لها حقيقة , فان من شرب كأس المحبة سكر، و من سكر توسع في الكلام  و لما زال سكره علم ان ما غلب عليه كانت حالة لا حقيقة , فما تسمعه من هذا القبيل فهو كلام العشاق الذين افرط حبهم ، و كلام العشاق يستلذ سماعه و لا يعول عليه , و قد روى : «ان فاختة كان يراودها زوجها فتمنعه ، فقال : ما الذي يمنعك عنى ، و لو اردت ان اقلب لك ملك سليمان ظهرا لبطن لفعلته لأجلك؟ فسمع ذلك‏ سليمان (عليه السلام)، فطلبه و عاتبه في ذلك  فقال  يا نبي اللّه كلام العشاق لا يحكى».

ونقل : «ان سمنون المحب بعد ما قال البيت المذكور، ابتلى بمرض الحصر، فكان يصيح و يجزع ، و يسأل اللّه العافية ، و يظهر الندامة مما قال ، و يدور على ابواب المكاتب ، و يقول للصبيان : ادعوا لعمكم الكذاب».

والحاصل : ان صيرورة البلاء أحب عند بعض المحبين من العافية ، لاستشعارهم رضا المحبوب لأجله ، و كون رضاه عندهم أحب و الذ من العافية انما يكون في غليان الحب ، فلا يثبت و لا يدوم.

ومع ذلك كله ، فاعلم ان الظاهر من بعض الاخبار الآتية في باب الصبر: ان في الجنان درجات عالية لا يبلغها أحد الا بالمصائب الدنيوية و الصبر و الشكر عليها ، و يؤيده ابتلاء أكابر النوع  من الأنبياء و الأولياء ، بالمصائب العظيمة في الدنيا ، و ما ورد من ان أعظم البلاء موكل بالأنبياء ثم بالأولياء ، ثم بالأمثل فالأمثل في درجات العلاء و الولاء.

وعلى هذا ، فالظاهر اختلاف اصلحية كل من البلاء و العافية باختلاف مراتب الناس  فمن كان قوى النفس صابرا شاكرا في البلاء ، ولم يصده عن الذكر والفكر والحضور والانس و الطاعات و الإقبال عليها ، و لم يصر باعثا لنقصان الحب للّه ، فالبلاء في حقه أفضل في بعض الأوقات ، اذ بإزائه في الآخرة من عوالي الدرجات ما لا يبلغ بدونه ، و من كان له ضعف نفس يوجب ابتلاءه بالمصائب جزعا أو كفرانا ، او منعه عن شي‏ء مما ذكر، فالعافية اصلح في حقه  وربما كان البلاء مما منعه من الوصول إلى المراتب العظيمة ، فلا ريب في ان العافية و عدم هذا البلاء أفضل و أعلى منه , فان البصير الذي توسل بعينيه إلى النظر إلى عجائب صنع اللّه  وتوصل به إلى معرفة اللّه ، و تمكن لأجل العينين إلى مطالعة العلوم و تصنيف الكتب الكثيرة من أنواع العلوم ، و تبقى آثاره العلمية على مر الدهور، و ينتفع من علومه الناس ابدا ، و ربما بلغ لأجل العينين إلى غاية درجات المعرفة و القرب و الحب و الانس و الاستغراق ، ولو لا وجود العينين له لم يبلغ إلى شي‏ء من ذلك ، فلا ريب في أن وجود البصر لمثله أفضل و اصلح من عدمه ، و لو لا ذلك لكانت رتبة شعيب مثلا - و قد كان ضريرا من بين الأنبياء - فوق رتبة موسى و إبراهيم و غيرهما (عليهم السلام) لأنه صبر على فقد البصر، و موسى لم يصبر عليه  و لكان الكمال في ان يسلب الإنسان الأطراف كلها و يترك كلحم على و ضم.

وهذا باطل ، فان كل واحد من الأعضاء آلة في الدين ، فيفوت بفواتها ركن من الدين , و يدل على ذلك ما ورد في عدة من الاخبار : «أن كل ما يرد على المؤمن من بلاء أو عافية أو نعمة أو بلية ، فهو خير له و اصلح في حقه» .

و ما ورد في بعض الأحاديث القدسية : «إن بعض عبادي لا يصلحه إلا الفقر و المرض  فأعطيته ذلك ، و بعضهم لا يصلحه إلا الغنى و الصحة ، فأعطيته ذلك».

و بذلك يجمع بين اخبار العافية و اخبار البلاء.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.