نزول النجم الدالّ على الوصاية في بيت أمير المؤمنين عليه السلام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج2/ص251-253
2025-11-25
36
منها: الأحاديث التي نقلوها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذ قال: كلّ من انقضّ هذا النجم في داره، فهو وصيّي، فكان كلّ واحد يتوقّع أنّ ينقضّ ذلك النجم في داره، لا سيّما العبّاس بن عبد المطّلب إذ كان يتوقّع ذلك أكثر من الآخرين. لكنّ ذلك النجم انقضّ في منزل عليّ ابن أبي طالب.
وينبغي أن نعرف بأنّ المقصود من النجم نور خاصّ على شكل نجم يراه الجميع، كما أنّ بعض أرباب السلوك يشاهدون في بداية أمرهم أنواراً على شكل نجوم.
لقد نقل جمع غفير من علماء الإماميّة هذه الروايات عن علماء العامّة في كتبهم المؤلّفة في التفسير والحديث والتاريخ. ومن بين هؤلاء: العلّامة البحرانيّ في «غاية المرام» إذ نقل في ص 409 منه حديثين عن العامّة، وفي ص 409 حتى ص 411 نقل أحد عشر حديثاً عن الخاصّة في هذا الموضوع.
ذكر ابن المغازليّ عليّ بن محمّد الشافعيّ حديثين في هذا المجال.
الأوّل: وهو الحديث الذي ذكره في «المناقب» بإسناده عن أنس بن مالك. ورواه العلّامة البحرانيّ عنه أيضاً في «غاية المرام» ص409[1] عَن أنَسٍ قالَ: انقَضَّ كَوكَبٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّم: فَقَالَ رَسُولُ اللهَ صلى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّم: «مَنِ انْقَضَّ هَذَا النًّجْمُ في دارِهِ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ مِن بَعْدِي، فَنَظَرُوا فَإذا هُوَ قَدِ انقَضَّ في مَنزِلِ عليّ، فَأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وما غَوى، وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى}[2].
الثاني: وهو الحديث الذي رواه ابن المغازليّ أيضاً في «المناقب» بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس. وروى الكنجيّ الشافعيّ في«كفاية الطالب» ص 131 هذا الحديث نفسه وبإسناده وعباراته ذاتها. ورواه أيضاً ابن عساكر في «تاريخ دمشق الكبير» في الجزء الخاصّ بفضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب. وهذه النسخة لم تطبع بعد وهي موجودة في مكتبات العالم المختلفة. وقد تمّ تصوير النسخة المخطوطة الموجودة في المكتبة الظاهريّة بدمشق. وهذه النسخة المصوّرة مثبتة فعلًا في مكتبة أمير المؤمنين بالنجف الأشرف في الورقة 101. رواه ابن عساكر بإسناده عن أبي غالب بن البنّاء، عن ابن عبّاس. ورواه أيضاً العلّامة البحرانيّ في ص 409 من «غاية المرام» عن ابن المغازليّ. عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كُنْتُ جالِساً مَعَ فِتيَةٍ مِن بَني هاشِمٍ عِندَ النَّبِيّ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم إذَا انْقَضّ كَوكَبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم: «مَنِ انقَضّ هَذَا النَّجمُ في مَنزِلِهِ فَهُوَ الوَصِيّ مِن بَعْدِي. فَقَامَ فِتْيَةٌ مِن بَني هاشِمٍ فَنَظَرُوا فَإذا الكَوكَبُ قَدِ انْقَضَّ في مَنزِلِ عليّ بنِ أبي طالِبٍ». قالُوا يا رَسولَ اللهِ غَوَيتَ في حُبِّ عليّ، فأنزل الله: {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وما غَوى}، إلى قَولِهِ: {بِالْأُفُقِ الْأَعْلى}[3].
وهذه الآيات في شأن نزول الكوكب في بيت عليّ تعريف غيبيّ بوصايته وخلافته.
وروى الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ أيضاً في «ينابيع المودّة» ص 239، وكذلك الشيخ عبيد الله الحنفيّ في كتابه «أرجح المطالب» طبع باكستان الغربيّة ص 72، عن ابن عبّاس أنّه قالَ: كُنّا جُلُوساً بِمَكَّةَ مَعَ طَائِفَةٍ مِن شُبّانِ قُرَيشٍ وفِينا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم إذَا انْقَضَّ نَجْمٌ فَقَالَ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم: «مَنِ انْقَضَّ هَذَا النَّجْمُ في مَنْزِلِهِ فَهُوَ وَصِيِّي مِن بَعْدِي»، فَقَامُوا ونَظَروا وقَدِ انْقَضَّ في مَنزِلِ عليّ، فَقَالوا: قَد ضَلَلتَ بِعَلِيّ، فَنَزَلَت: {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وما غَوى}.
ومنها بالأحاديث التي تدلّ على أنّ أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخلفاءه اثنا عشر شخصاً. أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم المهديّ قائم آل محمّد. هذه الأحاديث كثيرة للغاية وقد نقلت بأسانيد مختلفة وثبّتها الكبار من محدّثي الشيعة والسنّة في كتبهم. ونحن ننقل هنا عدداً منها عن طريق العامّة كمثال على ما نقول.
[1] نقلًا عن كتاب «علي والوصيّة» ص 50.
[2] الآيات 1- 4، من السورة 53: النجم.
[3] الآيات 1- 7، من السورة 53: النجم.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة