يقول محبّ الدين الطبريّ[1]: عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: آخى رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وسَلَّمَ بَينَ أصْحَابِهِ فَجاءَ عليّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! آخَيْتَ بَيْنَ أصْحَابِكَ ولَمْ تُؤاخِ بَينِي وبَينَ أحَدٍ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَليْهِ وَآلهِ وسَلَّمَ: «أنْتَ أخِي في الدُّنْيَا والآخِرَةِ».
يقول محبّ الدين الطبريّ بعد نقل هذا الحديث: رواه الترمذيّ بسنده المتّصل، وقال: حديثٌ حَسَنٌ. وأخرجه البَغَويّ أيضاً في «المصابيح» وعدّه من الأحاديث الحِسان.
وجاء في رواية اخرى عن الإمام أحمد بن حنبل: أنّ النَّبِيّ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ قَالَ لَهُ لَمَّا قَالَ: «آخَيتَ بَينَ أصحَابِكَ وتَركْتَنِي؟ قَالَ: ولِمَ تَرَانِي تَرَكْتُكَ؟ إِنَّمَا تَرَكتُكَ لِنَفْسِي، أنْتَ أخِي وأنَا أخُوكَ»[2].
وَعَن عليّ عَلَيهِ السَّلامُ قَالَ: «طَلَبَنِي النَّبِيّ صلى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ فَوَجَدَنِي في حائِطٍ نَائماً فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وقَالَ: قُمْ فَوَ اللهِ لُارضِيَكَ أنتَ أخِي وأبُو وُلْدِي، تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي، مَنْ مَاتَ عَلَى عَهْدِي فَهُوَ في كَنزِ الجَنَّةِ، ومَن مَاتَ عَلَى عَهْدِكَ، فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، ومَن مَاتَ عَلَى دِينِكَ بَعْدَ مَوتِكَ، خَتَمَ اللهُ لَهُ بِالأمْنِ والإِيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ أو غَرَبَت». أخرجه أحمد[3].
وَعَنْ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ الأنْصَارِيّ قَالَ: عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ: لَا إِلهَ إِلّا اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، عليّ أخُو رَسُولِ اللهِ. وفي رِوايَةٍ: مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ: «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، عليّ أخُو رَسُولِ اللهِ، قَبْلَ أن تُخْلَقَ السَّمَاوَاتُ والأرضُ بِألْفَي سَنَةٍ» أخرَجَهُمَا أحْمَدُ في المَنَاقِب[4].
ويقول ابن الأثير: وآخَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ مَرَّتَينِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ آخَى بَينَ المُهَاجِرينَ، ثُمَّ آخَى بَينَ الْمُهَاجِرِينَ والأنصَارِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وقَالَ لِعَليّ في كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما: «أنتَ أخِي في الدُّنيَا والآخِرَةِ»[5].
وروى القندوزيّ الحنفيّ عن أحمد بن حنبل في مسنده بسنده المتّصل عن مخدوج ابن زيد الهُذليّ أنّه قالَ: أنّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ آخَى بَينَ المسلمين، ثُمَّ قَالَ: «يَا عليّ! أنتَ أخِي وأنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِنْ موسى إِلَّا أنَّهُ لا نَبِيّ بَعْدِي- إلى أن قَالَ: صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ: ثُمَّ يُنَادِي المُنَادِي مِن عِندِ العَرشِ: نِعْمَ الأبُ أبُوكَ إِبراهِيمُ، ونِعْمَ الأخُ أخُوكَ عليّ»[6].
وقال أيضاً: لمّا كان يوم الشورى، قال عليّ لأهل الشورى: «انْشِدُكُمُ باللهَ.. هَلْ تَعْلَمُونَ.. أنّ رَسُولَ اللهِ قَالَ [بَعْدَ ما رَجَعَ مِنَ السَّمَاءِ لَيْلَةَ اسْرِى بِهِ]: فَلَمّا رَجَعْتُ مِن عِندِهِ، نَادى مُنادٍ مِن وَراءِ الْحُجُبِ: نِعْمَ الأبُ أبُوكَ إِبراهِيمُ، ونِعْمَ الأخُ أخُوكَ عليّ، واسْتَوصى بِهِ؟» قَالُوا: نَعَمْ[7]. فقد أنشد الإمام عليه السلام الحاضرين يوم الشورى بالله في فضائله التي كانوا يقرّون بها.
وروى ابن الصبّاغ المالكيّ عن ضياء الدين الخوارزميّ عن ابن عبّاس أنّه قَالَ: لَمّا آخَى رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ بَيْنَ أصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرينَ والأنصارِ وهُوَ أنّهُ آخَى بَيْنَ أبِي بَكرٍ وعُمَرَ وآخَى بَينَ عُثمَانَ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ، وآخَى بَينَ طَلْحَةَ والزُّبَيرِ وآخَى بَينَ أبي ذرٍّ الغِفَاريّ والْمِقدادِ، ولَمْ يُواخِ بَينَ عليّ بنِ أبي طالِبٍ وَبَينَ أحدٍ مِنهُمْ، خَرَجَ عليّ مُغضِباً حتى أتى جَدْوَلًا مِنَ الأرضِ وتَوَسَّدَ ذِراعَهُ ونَامَ فِيهِ، تَسْفِي الرِّيحُ عَلَيْهِ، فَطَلَبَهُ النَّبِي صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ فَوَجَدَهُ عَلَى تِلكَ الصِّفَةَ فَوَكَزَهُ بِرِجلِهِ وقَالَ لَهُ: «قُم فَما صَلَحْتَ أن تَكُونَ إلَّا أبا تُرابٍ، أغَضِبْتَ حِينَ آخَيتُ بَينَ المُهَاجِرينَ والأنصارِ ولَمْ اواخِ بَيْنَكَ وبَينَ أحَدٍ مِنهُمْ؟ أمَا تَرضَى أنْ تَكُونَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن موسى إِلَّا أنَّهُ لَا نَبِيّ بَعْدِي. ألَا مَن أحَبَّكَ، فَقَد حُفَّ بِالأمنِ والإيمانِ. ومَن أبْغَضَكَ، أماتَهُ اللهُ مِيتَةً جَاهِلِيّةً»[8].
وروى ابن المغازليّ الشافعيّ أيضاً بإسناده عن زيد بن أرقم أنّه قالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، قَالَ: «إِنِّي مُواخٍ بَيْنَكُمْ كَما آخَى اللهُ بَيْنَ الْمَلائكَةِ، ثُمَّ قَالَ لِعَليّ: أنْتَ أخِي ورَفِيقِي، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيةَ: {إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ} ألأخِلّاءُ في اللهِ يَنظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعضٍ»[9].
وروي أيضاً عن حُذَيفَةَ بن اليَمان أنّه قَالَ: آخَى رَسُولُ اللهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ والأنصَارِ. كانَ يُواخِي بَينَ الرَّجُلِ ونَظيرِهِ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عليّ بنِ أبي طالِبٍ، فَقَالَ: «هَذَا أخي». قالَ حُذَيفَةُ: فَرَسُولُ اللهِ سَيّدُ المُرسَلِينَ وإِمَامُ الْمُتَّقِينَ ورَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ الذي لَيسَ لَهُ شِبهٌ ولَا نَظِيرٌ، وعليّ أخُوهُ[10]. أي: إنّه عليه السلام يشارك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في جميع تلك الصفات. وهذا هو ما تستدعيه الاخوّة.
وكذلك روى عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده المتّصل[11]، والموفّق ابن أحمد الخوارزميّ أيضاً بأسناده المتّصل[12]، والحموينيّ بإسناده المتّصل أيضاً[13]، روى هؤلاء الثلاثة عن زيد بن أبي أوفى، وكذلك روى الحموينيّ[14] بسند آخر عن زيد بن أرقم باختلاف يسير في اللفظ، روى هؤلاء ما نصّه: قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ مَسْجِدَهُ فَقَالَ: أينَ فُلانُ بنُ فُلانٍ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ في وُجُوهِ أصْحَابِهِ ويَتَفَقَّدُهُمْ ويَبعَثُ إِلَيْهِمْ حتى تَوافَقُوا عِندَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وأثنى عَلَيْهِ وآخَى بَيْنَهُمْ. وذَكَرَ حَدِيثَ المُؤاخاةِ بَيْنَهُمْ- فَقَالَ عليّ عَلَيهِ السَّلامُ: «لَقَدْ ذَهَبَ رُوحِي وانْقَطَعَ ظَهْرِي حِينَ رَأيتُكَ فَعَلْتَ بِأصْحَابِكَ ما فَعَلْتَ غَيرِي، فَإن كانَ هَذَا عَن سَخَطٍ عليّ فَلَكَ العُتبي والْكَرامَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: والَّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ ما أخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفسِي، وأنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن موسى غَيْرَ أنَّهُ لَا نَبِيّ بَعْدِي، وأنتَ أخِي ووارثِي. قالَ: ومَا أرِثُ يَا رَسُولَ اللهِ!؟ قَالَ: مَا وَرَّثَ الأنْبِياءُ مِنْ قَبلِي. قَالَ: وما وَرَّثَ الأنبياءُ مِنْ قَبلِكَ؟ قالَ: كِتابَ اللهِ وسُنَّةَ نَبِيّهِ. وأنتَ مَعِي في قَصْرِي في الْجَنَّةِ مَعَ ابنَتي فاطِمَةَ. وأنتَ أخي ورَفِيقِي، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ: {إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ} المُتَحابُّونَ في اللهِ يَنظُرُ بَعْضُهُم إلى بَعْضٍ».
وروى صاحب كتاب «الفردوس» أيضاً بسنده عن أبي ذرّ، فقال: أسْنَدَ ظَهْرَهُ إلى الكَعْبَةِ فَقَالَ: أيُّهَا النَّاسُ! هَلُمُّوا احَدِّثْكُمْ عَن نَبِيّكُم. سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ لِعَليّ عَلَيهِ السّلامُ: «اللهُمَّ! اغْفِرهُ واستَغفِرْ بِهِ اللَهُمَّ انصُرْهُ وانْتَصِرْ بِهِ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ وأخُو رَسُولِكَ»[15].
و روى ابن أبي الحديد عن أبي رافع قوله: أتَيْتُ أبا ذرٍّ بِالرَّبَذَةِ أودِّعُهُ فَلَمَّا أرَدْتُ الانصِرافَ قالَ لِي ولُاناسٍ معي: سَتَكُونُ فِتنَةٌ فاتَّقُوا اللهَ وعَلَيْكَ بالشيخِ عليّ بنِ أبي طالِبٍ فاتَّبِعُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ لَهُ: «أنتَ أوَّلَ مَن آمَنَ بِي وأوَّلَ مَن يُصافحني يَومَ القِيامَةِ، وأنتَ الصِّدِّيقُ الأكبَرُ وأنت الْفارُوقُ الذي يُفَرِّقُ بَينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، وأنتَ يَعسُوبُ المؤمنين والمَالُ يَعسُوبُ الكافِرِينَ، وأنتَ أخِي ووَزيرِي وخَيرُ مَنْ أترُكُ بَعْدِي تَقْضِي دَيْنِي وتُنْجِزُ مَوعِدِي»[16].
وروى أيضاً ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عن حكيم بن جبير أنّه قالَ: خَطَبَ عليّ عَلَيهِ السَّلامُ فَقَالَ في أثناءِ خُطبَتِهِ: «أنَا عبد الله وأخُو رَسُولِهِ لا يَقُولُهَا أحَدٌ قَبْلِي ولَا بَعْدِي إلّا كَذّابٌ. وَرِثتُ نَبِيّ الرَّحْمَةِ ونَكَحْتُ سَيِّدَةَ نِساءِ هَذِهِ الامّةِ، وأنا خاتَمُ الْوَصِيِّينَ»، وقَالَ رَجُلٌ من عَبسٍ: مَنْ لَا يُحسِنُ أن يَقُولَ مِثْلَ هَذَا؟ فَلَم يَرجِعْ إلى أهْلِهِ حتى جُنَّ وصُرِعَ، فَسَألوُهُمْ هَل رَأيتُمْ بِهِ قَبْلَ هَذَا، قَالُوا: ما رَأينَا بِهِ قَبْلَ هَذا عَرَضاً[17].
وروى شيخ الإسلام الحموينيّ مثل هذه الرواية عن زيد بن وهب باختلاف يسير في اللفظ[18].
وروى أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جدّه أنّه قال: أنّ النَّبِيّ آخَى بَينَ النَّاسِ وتَرَكَ عَلِيّاً حتى آخِرهِم لا يَرى لَهُ أخاً، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ! آخَيتَ بَينَ النَّاسِ وتَرَكتَنِي؟ قَالَ: ولِمَن تَرانِي تَرَكتُكَ؟ وإِنَّمَا تَرَكتُكَ لِنَفسِي، أنْتَ أخِي وأنَا أخُوكَ. فإِن فَاخَرَكَ أحَدٌ، فَقُلْ: أنَا عَبدُ اللهِ وأخُو رَسُولِ اللهِ، لَا يَدَّعيها بَعْدِكَ إِلَّا كَذَّابٌ»[19].
وروى ابن المغازليّ أبو الحسن الفقيه أيضاً بإسناده عن أنس أنّه، بعد نقله قصّة المواخاة بين الصحابة، وذكره تأثّر أمير المؤمنين، عليه السلام لعدم التفات رسول الله إليه، قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّمَا ذَخَرْتكَ لِنَفْسِي، ألَا يَسُرُّكَ أن تَكُونَ أخَا نَبِيِّكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! أنّى لِي بِذَلِكَ؟» فَأخَذَ بِيَدِهِ وأرقَاهُ المِنبَرَ، فَقَالَ: «اللَهُمَّ! هَذَا مِنّي وأنَا مِنهُ. ألَا إِنَّهُ مِنِّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن موسى. ألا مَن كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذا عَلِيٌ مَوْلَاهُ». قَالَ: فَانصَرَفَ عليّ عَلَيهِ السَّلامُ قَريرَ العَينِ فَأتبَعَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ: بَخْ بَخْ يَا أبا الحَسَنِ! أصْبَحتَ مَولاي ومَولَى كُلِّ مُسلِمٍ[20].
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «جَمَعَ رَسُولُ اللهِ (أو دَعا رَسُولُ اللهِ) بَني عبدِ المُطَّلِب فِيهِم رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأكُلُ الجَذَعَةَ ويَشرَبُ الْفَرَقَ. قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ مُدّاً مِنْ طَعَامٍ فَأكَلُوا حتى شَبِعُوا. قَالَ: وبَقِيَ الطَّعامُ كَما هُوَ كَأنَّهُ لَم يُمَسَّ، ثُمَ دَعَا بِغُمَرٍ فَشَرِبُوا حتى رَوُوا وبَقِيَ الشَّرَابُ كَأنَّهُ لَم يُمَسَّ ولَم يُشرَبْ مِنهُ. فَقَالَ: يَا بَنِي عَبدِ المُطَّلِب! إِنِّي بُعِثْتُ إلَيكُمْ خاصَّةً وإلى النَّاسِ عامَّةً وقَد رَأيتُمْ مِنْ هَذِه الآيَةِ مَا رَأيتُم، فَأيُّكُمْ يُبَايِعُني عَلَى أن يُكُونَ أخِي وصَاحِبِي؟ قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ إلَيْهِ أحَدٌ، فَلَمَّا كَانَ في الثَّالِثَةِ، ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي»[21].
ونحن نقلنا حديث العشيرة في الدروس الماضيّة مفصّلًا[22]. وقد وضح لدينا أنّ أمير المؤمنين عليه السلام تقلّد يومئذٍ منصب الوزارة والاخوّة، والخلافة، والولاية.
أجل، فهذه الأحاديث التي أتينا بها هنا حول اخوّة أمير المؤمنين عليه السلام هي غيض مختصر من الأحاديث المرويّة في هذا الباب.
ويذكر المرحوم السيّد هاشم البحرانيّ في كتابه «غاية المرام» بشأن مؤاخاة أمير المؤمنين لرسول الله واحداً وعشرين حديثاً عن طريق العامّة (في ص 478)، وخمسة أحاديث عن طريق الخاصّة (في ص 481) وينقل هذا المؤلّف ثمانية وثلاثين حديثاً عن طريق العامّة (في ص 482) وأربعة وثلاثين حديثاً عن طريق الخاصّة (في ص 486) كلّها تتعلّق بأخوّة الإمام لرسول الله.
ونقل ذلك كثير من علماء العامّة، مثل الترمذيّ في «الصحيح» والبَغَويّ، في «مصابيح السُنّة»، وابن كثير في «البداية والنهاية»، والملّا علي المتّقي الحنفيّ في «كنز العمّال»، عن مؤلّفات عديدة لعلماء الأحناف والشوافع، وكذلك نقل هذا الموضوع ابن الأثير في «أُسد الغابة»، والموفّق بن أحمد الحنفيّ الخوارزميّ في «المناقب»، وأحمد بن حنبل في «المسند»، وإبراهيم بن محمّد الحموينيّ الشافعيّ في «فرائد السمطين» بطرق عديدة، والمناويّ في «كنوز الحقائق» إذ طبع في حاشيّة «الجامع الصغير» للسيوطيّ الشافعيّ[23] في «مطالب السئول»، وسبط بن الجوزيّ في «التذكرة»، وابن صبّاغ المالكيّ في «الفصول المهمّة»، ومحبّ الدين الطّبريّ في «ذخائر العقبي»، وجمال الدين محمّد بن يوسف الزرنديّ الحنفيّ في «دُرَر السمطين»، وغير هؤلاء.
أنّ الروايات المأثورة بشأن الاخوّة هنا كلّها مأخوذة من مصادر العامّة وكتبهم. وما رواه الخاصّة في كتبهم بشأن هذا الموضوع كثير أيضاً، بَيدَ أنّا لمّا كنّا نرمي إلى النقل عن العامّة غالباً من وحي «وَالْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الأعْدَاءُ»، لذلك اكتفينا بما نقلناه هنا[24]. يقول السيّد إسماعيل الحِميَريّ: فَتى أخَوَاهُ الْمُصَطَفي خَيرُ مُرسَلٍ *** وَخَيْرٌ شَهِيدٍ ذُو الْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ[25]
ويمكن قياس معنويّات الصحابة من خلال عقد الاخوّة الذي تمّ على يد النبيّ، وهو صلى الله عليه وآله ما يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، لأنّ هذا العقد قد راعى تماماً الجانب الروحيّ، والانسجام الفكريّ، وحجم الإلفة والرفقة والبعد النفسي عند الصحابة. ولذلك نراه صلى الله عليه وآله قد أخى[26] بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوّام، وبين أبي ذرّ الغفاريّ والمقداد بن عمرو وبين معاوية بن أبي سفيان وحُباب بن يزيد المجاشعيّ[27]. وأمّا مؤاخاته صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام ففيها أسرار تتّضح من خلال التأمّل والإمعان في الروايات المأثورة في هذا الحقل وغيره من الحقول، إذ تُظهر لنا تلك الروايات كيفيّة تعامله صلى الله عليه وآله مع أمير المؤمنين. ومن المقطوع به أنّ هذه الاخوّة ليست أمراً اعتباريّاً صوريّاً، بل هي تعبّر عن نوع من الاتّصال والارتباط الحقيقيّ بينهما بدليل أنّ أمير المؤمنين لمّا سأله عن سبب تركه إيّاه بلا أخ، أجابه بأنّه هو أخوه وليس له أخ غيره، وقد ذخره لنفسه. فهذا الإرتباط الحقيقيّ يدلّ على نوع من الوحدة والاتّحاد في أصل الخلقة والفطرة كالأخوين الحقيقيّين الذينِ ينشآن من أصل واحد، وينموان في رحم واحد، وكذلك الروح المقدّسة لرسول الله، والروح المقدّسة لأمير المؤمنين عليها الصلاة والسلام فإنّهما قد انبثقتا عن عالم واحد، هو عالم النور والطهر والتوحيد.
وعلى هذا الأساس، جاءت الروايات التي نقلناها سابقاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله إذ قال[28]: خُلِقتُ أنا وعليّ من نور واحد، وسرى ذلك النور دائماً في أصلاب آبائنا حتى عبد المطّلب، ثمّ انقسم نصفين، فصار نصف إلى عبد الله، ونصف إلى أبي طالب. فظهر من عبد الله رسول الله، ومن أبي طالب وصيّ رسول الله. فهو خاتم النبيّين، وهذا خاتم الوصيّين.
وكذلك جاءت الروايات التي تدلّ على أنّه صلى الله عليه وآله وسلّم: قال[29]: خُلِقتُ أنا وعليّ من شجرة واحدة والناس من أشجار شتّى. وقال أيضاً: والأنبياء من أشجار شتّى. وثمّة روايات كثيرة تدلّ على وحدة نفسيهما، نحو قوله: عليّ بن أبي طالب نفسي، وقوله: هو مثلي.
أجل، فهذا الاتّحاد في الفكر والطبيعة بين ذينك العظيمين في هذه الدنيا وفي جميع المراحل إنّما هو نابع عن اتّحاد النور والحقيقة في باطن أمرهما وملكوتهما وهذا أمر مهمّ للغاية، إذ هما كالأخوين الذينِ يمثّلان فرعين من أصل واحد.
فذانك الإمامان في عالم الإنسانيّة هما جسمان مختلفان من نور واحد وحقيقة واحدة. ولذلك قال حذيفة: لمّا قال النبيّ بأنّ عليّاً أخوه، وهو سيّد المرسلين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين، ولا مثيل له: فعليّ بن أبي طالب بما تقتضيه مقام الاخوة هو سيّد الوصيّين وإمام المتّقين والمنصوبُ مِن قِبَلِ رَبِّ العالمين ولا مثيل له. وهذا تفسير استنبطه حذيفة من نفس معنى الاخوّة. والشاهد على هذا المعنى قوله صلى الله عليه وآله: مكتوب على باب الجنّة: «محمّد رَسُولُ اللهِ وعليّ أخُوهُ». والجنّة هي عالم المعنى والحقيقة وظهور البواطن والخفايا. وكان رسول الله، ووليّ الله معاً في تلك العوالم، بل في عوالم أعلى منها.
لذلك قال رسول الله: كانت اخوّة عليّ مكتوبة على باب الجنّة من قبل ألفَي سنة. وهذه القبليّة إشارة إلى العوالم العليا حيث كان اتّحاد تينك الروحين المقدّستين.
والشاهد الآخر على هذا المعنى أيضاً هو ما جاء في أغلب الروايات المأثورة عن رسول الله أنّه قال: يا عليّ! أنتَ أخي في الدنيا والآخرة. والدنيا عالم ظاهر والآخرة عالم باطن. أي أنت أخي في هذه الدنيا من حيث الإبلاغ، والقتال على تأويل القرآن، والجهاد، والعلم، والقضاء وسائر شئون النبوّة. وأنت أخي في الآخرة من حيث العلم، والمعرفة والتوحيد، والصفات الحميدة كالكرم، والحلم، والعفو، والإيثار وسائر المَلَكات، ومن حيث الاطلاع على السرائر والمغيّبات في المواطن كلّها[30]. واللطيف ما ورد عنه في بعض الروايات المذكورة أنّه قال: أنتَ أخي ورفيقي، أي: أنت ملازمي ومرافقي في تلك المراحل جميعها. وقال. صلى الله عليه وآله ترسيخاً لهذا المعنى: أنتَ أخي وأنا أخوك ومن الواضح أنّ الاخوّة من الامور الإضافيّة، فكلّ من كان أخاً لشخص فذلك الشخص هو أخ للأوّل حتماً، فلا حاجة إلى التذكير والتنبيه، بَيدَ أنّ رسول الله أراد أن يثبّت هذا المعنى إلى درجة لم يبق معها أي مجال للشبهة والتأويل.
ولذلك نراه يقول: من مات على دينك، ختم له بالأمن والإيمان. وأنّ الذين على دينك، أي: شيعتك محفوفون بالخير والعافية، والأمن والسلامة، والإيمان واليقين ما طلعت شمس أو غربت، وما زالت الدنيا. ومن مات على بغضك، فإنّ الله يميته ميتة أهل الجاهليّة. أي: من لم يتّصل بك، فإنّه لا يعرف عن الإسلام شيئاً. ومن لم يعرفك، فإنّه لم يعرفني، ومن أبغضك، فقد أبغضني. ومن ردّ عليك وأنكرك، فقد ردّ عليّ وأنكرني.
وبُعَيد بيان حقيقة الاخوّة، ذكر رسول الله معنى الوزارة مشبّهاً إيّاها بأخوّة هارون ووزارته لموسى. فأمير المؤمنين من النبيّ كهارون من موسى في جميع النواحي إلّا النبوّة فإنّها ليست لأحد بعده. فهو منه كَهارون من موسى في النواحي المعنويّة والظاهريّة كالخلافة، والوصاية والوزارة، والاخوّة، والمعاني الساميّة الراقية، وإدراك الأسرار وما تنطوي عليه الضمائر. وقد قال له بعد ذكره الاخوّة: أنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق بين الحقّ والباطل، وأنت الذي تقضي دَيني بأداء الرسالة، وأنتَ الذي تبلّغ عنّي، وتنجز عِداتي. وأنت مثلي، فما صدر عنّي، صدر عنك.
والشاهد الآخر قوله صلى أهله عليه وآله: هذا عظيم الفخر لك، وإن فاخرك أحد بعدي، فقل: أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يدّعيها غيرك إلّا كذّاب.
أجل، فما أتينا به من بحث هنا كان من وحي فقه الحديث ليعرف معنى اخوّته جيّداً. وما ذكره رسول الله بعد هذه العبارة: أنتَ أخي، نحو: «ووصيّي، ووَزيرِي، أو في الدُّنيا والآخِرَة، أو وأنتَ الصِّديقُ الأكبَرُ»، أو «وَأنتَ تَقضِي دَيْني وتُنجِزُ عِداتِي»، وغيرها ممّا ذكرناه، فإنّها تمثّل جملًا تفسيريّة لمعنى الاخوّة.
ولذلك يمكن أن نجزم قائلين: أنّ منصب الاخوّة أعلى من مناصب أمير المؤمنين جميعها؛ لأنّ الخلافة، والوزارة، والولاية، والإمارة والوراثة، وغيرها. كلّها ترتشف من أصل وحدته واخوّته له صلى الله عليه وآله. ولا يمكن العثور على مقام أرفع من هذا بعد مقام العبوديّة ولذلك قال له رسول الله: «قل لمن فاخرك أنَا عَبدُ اللهِ وأخُو رَسُولِهِ».
فَهذا الإخبار من لدن رسول الله هو إخبار عن الغيب وكشف عن الحقيقة؛ لأنّه لم ينكر أحد اخوّة عليّ لرسول الله إلّا عُمَر، عند ما اقتيد الإمام إلى المسجد للبيعة، وهو بذلك الموقف المأساويّ الفظيع والحالة الأليمة الفجيعة. لقد تجرّأ عليه عمر قائلًا له بكلّ وقاحة: إن لم تبايع أبا بكر والله نضرب عنقك. فقال عليه السلام: «تَقتُلُونَ عَبدَ اللهِ وأخا رَسُولِهِ» فقال عمر: أمّا عبد الله، فنعم، وأمّا أخو رسوله، فلا. يقول ابن قتيبة: فَأخرَجُوا عَلِيّاً فَمَضُوا بِهِ إلى أبي بكرٍ، فَقَالُوا لَهُ: بَايِعْ. فَقَالَ: «إنْ أنَا لَم أفْعَلْ، فَمَهُ؟» قَالُوا: إذَنْ واللهِ الذي لَا إلَهَ إلّا هُوَ نَضْرِبُ عُنُقَكَ. قَالَ: «إِذاً تَقْتُلُونَ عبد الله وأخا رَسُولِهِ». قَالَ عُمرُ: أمّا عبد الله، فَنَعَمْ. وأمّا أخُو رَسُولِهِ، فلا[31].
وَأبُو بَكْرٍ سَاكِتٌ لَا يَتَكلَّمُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أ لَا تَامُرُ فِيهِ بِأمْرِكَ؟ فَقَالَ: لا اكْرِهُهُ عَلَى شَيءٍ ما كانَت فاطِمَةُ إلى جَنبِهِ. فَلَحِقَ عليّ بِقَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ يَصِيحُ ويَبكي، ويُنادِي: «يَا بْنَ امَّ أنّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وكَادُوا يَقْتُلُونَنِي»[32].
أشار الإمام هنا- وفقاً لحديث المنزلة- إلى قضيّة هارون أخي موسى عند ما خلّفه على بني إسرائيل وذهب هو إلى ميقات ربّه. فزيّن السامريّ العجل، وقدّمه إلى بني إسرائيل، ودعاهم إلى عبادته: فلما رآه بنو إسرائيل، توجّهوا إليه، وسجدوا له، متمرّدين على وصيّ موسى وأخيه هارون، إذ خلعوا طاعته، وأعرضوا عن عبادة الله. فصاح بهم هارون ونصحهم، وحاول أن يصدّ السامريّ عن عمله، بَيدَ أنّه لم يفلح وذلك بسبب قوّة التبليغ السيّئ الذي قام به السامريّ، والعجل المزَيَّن، وانحراف الناس نحو الصنميّة التي كانوا قد نسوها مدّة، بحيث كانت رغبتهم في الرجوع إليها قد بلغت درجة لم ينفع معها كلام هارون ومبادرته إلى رفع ذلك البلاء. ولمّا رجع موسى من الطور، ووجد قومه عاكفين على عبادة العجل، غضب، وصاح بأخيه هارون لتركه إيّاهم على تلك الحالة.
{قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وكادُوا يَقْتُلُونَنِي}[33].
[1] «ذخائر العقبي» ص 66. وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في «التذكرة» ص 15 ورواه أيضاً محمّد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» عن «صحيح الترمذيّ» عن زيد بن أرقم. وكذلك رواه ابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمّة» ص 22 عن «صحيح الترمذيّ» عن عبد الله بن عمر. وذكره صاحب «نظم درر السمطين» أيضاً في ص 94 مع اختلاف في اللفظ.
[3] «المصدر السابق» ص 66.
[4] «المصدر السابق» ص 66.
[5] «اسد الغابة» ج 4، ص 16. ويروي في «اسد الغابة» أيضاً ج 3، ص 317 عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة الأنصاري أنّه قال: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلّمَ: «تَوَاخَوْا فِي اللهِ أخَوَينِ أخَوَينِ، وأخَذَ بِيَدِ عَلِي وقَالَ: هَذَا أخِي». أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
[6] «ينابيع المودّة» ص 142. ونقل ابن الجوزي هذا الحديث أيضاً مفصّلًا في «التذكرة» ص 13 عن أحمد بن حنبل وأيّدهُ.
[7] «ينابيع المودّة» ص 143. وينقل في «غاية المرام» ص 481 عن «نهج البلاغة» قوله: قَالَ عَلِي عَلَيهِ السَّلامُ لأهلِ الشّورى: «أنشِدُكُمُ اللهَ أ فيكُم أحَدٌ آخَى رَسُولُ اللهِ وبَيْنَهُ وبَيْنَ نَفْسِهِ حِينَ آخَى بَيْنَ بَعْضِ الْمُسلِمِينَ وبَعْضِ غَيْرِي؟» فَقَالوُا: لا.
[8] «الفصول المهمّة» ص 22.
[9] «غاية المرام» ص 478 الحديث السادس من طرق العامّة.
[10] نفس المصدر السابق. الحديث الثامن من طرق العامّة.
[11] «غاية المرام» ص 497. الحديث الحادي عشر، والحديث الثاني عشر. وذكر صاحب «نظم دُرر السمطين» الحديث الأوّل في ص 94 من كتابه.
[12] «غاية المرام» ص 497. الحديث الحادي عشر، والحديث الثاني عشر. وذكر صاحب «نظم دُرر السمطين» الحديث الأوّل في ص 94 من كتابه.
[13] «المصدر السابق» ص 480، الحديث الخامس عشر.
[14] «المصدر السابق» ص 481 الحديث الثامن عشر.
[15] «غاية المرام» ص 481، الحديث الثالث والعشرون.
[16] «المصدر السابق» ص 486، الحديث السادس والثلاثون.
[17] «المصدر السابق» ص 485، الحديث الحادي والثلاثون. وجاء هذا الحديث في «نظم درر السمطين» ص 96. وفي «أرجح المطالب» ص 480باختلاف يسير في اللفظ، نقلًا عن كتاب «علي والوصيّة» ص 354.
[18] «المصدر السابق» ص 486، الحديث الثامن والثلاثون.
[19] «غاية المرام» ص 478، الحديث الثالث. وجاء في «دلائل الصدق» 2/ 267: «آخَى النَّبِي بَينَ النَّاسِ وتَرَكَ عَلِيّاً حَتّى بَقي آخِرَهُمْ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ! آخَيتَ بَينَ أصحَابِكَ وتَرَكْتَنِي؟ فَقَالَ: إِنَّمَا تَركتُكَ لِنَفسِي. أنْتَ أخِي وأنَا أخُوكَ. فإنْ ذَكَركَ أحدٌ، فَقُل: أنَا عَبدُ اللهِ وأخُو رَسُولِهِ، لَا يَدّعِيها بَعْدَكَ إِلّا كَذّابٌ. والَّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ ما أخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفسِي، وأنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَي إِلّا أنَّهُ لا نَبِي بَعْدِي، وأنتَ أخِي ووارثي». وجاءَ هذا في تعليقة ص 209 من «ديوان الحِمْيَرِيّ»، وفي «نظم دُرر السمطين» ص 95.
[20] «المصدر السابق» الحديث الخامس.
[21] «غاية المرام» ص 482، الحديث الثاني.
[22] المجلّد الأوّل من هذا الكتاب، الدرس الخامس.
[23] «مقام الإمام أمير المؤمنين عند الخلفاء» ص 52.
[24] نقل العلّامة الأميني في «الغدير» ج 3، من ص 112 إلى ص 124 خمسين حديثاً حول الاخوّة.
[25] «ديوان الحِميري» ص 209، بتخريج «أعيان الشيعة» ج 12، ص 28؛ و«مناقب» ابن شهرآشوب، ج 2، ص 189.
[26] «مطالب السؤول» ذيل ص 18. ينقل ابن أبي الحديد في شرحه ج 18، ص 37 (20جزءاً) عن أبي عمر صاحب «الاستيعاب» أنّ رسول الله قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء عند مؤاخاته بين المسلمين.
[27] يقول ابن الأثير في «النهاية» ج 1، ص 326: حُباب بالضمّ اسم الشيطان. ويقال للحيّة: حباب أيضاً. كما يقال لها: شيطان. لذلك غيّروا اسم حُباب كراهيةً للشيطان. انتهي. وأمّا خبّاب فهو من الخبّ بمعني الخدّاع الذي يشي بين الناس.
[28] الجزء الأوّل من هذا الكتاب ص 31- 34 و130- 133.
[29] الجزء الأوّل من هذا الكتاب ص 31- 34 و130- 133.
[30] يقول السيّد الحِميري في ص 63 من ديوانه:
وكانَ لَهُ أخاً وأمينَ غَيْبٍ *** عَلي الْوَحيِ المُنزّلِ حِينَ يُوحَي
وتخريج ذلك من كتاب «أعيان الشيعة» ج 12، ص 214؛ والمناقب ج 2، ص 13 وجلد 3، ص 58
[31] جاء في أغلب الروايات أنّ عمر هو الذي أنكر اخوّته، ولكن جاء في كتاب سليم بن قيس ص 86، وكذلك في «غاية المرام» السطر الأخير في ص 551 نقلًا عن كتاب سليم أن أبا بكر أنكرها أيضاً. قَالَ: فَلَمَّا انتهي بِعَلِي إلى أبي بَكرٍ، انتَهَرَهُ عُمَرُ وقَالَ لَهُ: بَايِع. فَقَالَ لَهُ عَلِي عليه السلام: «إنْ أنا لَم ابايع، فَما أنتُم صانِعُونَ؟» قَالُوا: نَقتُلُكَ ذُلًّا وصَغَاراً. فَقَالَ: «إذاً تَقتُلُونَ عبد الله وأخَا رَسولِ اللهِ». فَقَالَ أبو بَكرٍ: أمّا عبد الله، فَنَعَمْ، وأمّا أخُو رَسُولِ اللهِ، فَلَا نَعرفُكَ بِهَذَا. فَقَالَ: «أ تَجحَدُونَ أنَّ رَسُولُ اللهِ آخَى بَينِي وبَيْنَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَأعادَ ذَلِكَ عَلَيه ثَلَاث مَرّاتٍ- الحديث.
[32] «الإمامة والسياسة» ج 1، ص 13. ونقل ذلك في «غاية المرام» ص 546 تحت عنوان: الحديث الثاني، عن ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» أنّ أمير المؤمنين عند ما أخذوه إلى المسجد، كان يقول: «أنَا عبد الله وأخُوه رَسُولِه». وجاء في كتاب سليم بن قيس ص 251 هذا الموضوع نفسه الذي نقلناه عن «الإمامة والسياسة» إذ ينقل هناك مسألة إنكار عمر اخوّة علي بن أبي طالب لرسول الله بقوله: أمّا أخو رَسُولِ اللهِ، فَلَا. ويقول ابن أبي الحديد في «شرح النهج» ج 11، ص 111. (عشرون جزءاً): روي كثير من المحدّثين أنّه عقيب يوم السقيفة، تألّم، وتظلّم واستنجد، واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة وأنّه قال وهو يشير إلى القبر: {يَا بْنَ امَّ إنَّ الْقَومَ اسْتَضْعَفُونِي وكَادُوا يَقْتُلُونَني}. وأنّه قال: «وا جَعفَراهُ! ولَا جَعفَرَ لِيَ الْيَوْمَ! وَا حمَزتاه! ولَا حَمزَةَ لِيَ اليَومَ!»
[33] الآية 150، من السورة 7: الأعراف.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة