تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
منطق أرسطو ومنطق كريسبوس
المؤلف:
رولان أومنيس
المصدر:
فلسفة الكوانتم
الجزء والصفحة:
ص40
2025-10-15
24
من الأفضل في الوقت الحالي أن نضع جانبا تلك التساؤلات العسيرة التي أثارها ،أفلاطون، ونعود إلى المنطق من حيث هو علم ومن حيث هو منهج، في ذلك العصر الذي كان لايزال يبحث عن القواعد الخاصة به. ليس الهدف تحديد مصدر قوة المنطق في الإقناع، بل إن هدفنا أكثر تواضعا وعملي أكثر أن نتعلم كيف نفكر بطريقة صحيحة، بحذر يكفي للحيلولة دون الخطأ.
منذ البواكير الأولى يمكن أن نجد مفتتح مجالين مختلفين للتطبيق. أحدهما هو الرياضيات، بينما يهدف المجال الآخر، وهو كثيرا ما يصطبغ بالبلاغة إلى الاستعمال الصحيح لكلمات وتصورات الحياة اليومية. دائما يتأرجح المنطق بين هذين القطبين. المجال الأول، بصميم طبيعته وبحكم خصوبته، يتقدم ببرهان كاف على قوة المنطق، وسوف يجد المنطق أخيرا صورته الخالصة في علاقته العميقة بالرياضيات وإن كان هذا سوف يحدث بعد ما يربو على ألفين من السنين من الناحية الأخرى، لن يكف المجال الثاني - مجال الكلمات والأشياء العادية - عن التذكرة بالعديد الجم من فخاخ وأحابيل متربصة بالمنطق بفعل غموض الكلمات أو نقصان المعرفة بالأشياء، وفي هذا النطاق سوف يعمل المنطق أولا على تنقيح ذاته.
ورثنا عن الحضارة الإغريقية منطقا صحيحا، تم بناؤه عبر قرون عديدة. وقد أسهمت في تشييده مدرستان مختلفتان، وهما في الأعم الأغلب متقابلتان من حيث الترتيب الزماني، نجد أن المدرسة الأولى هي المدرسة الميغارية نسبة إلى مدينة في أتيكا، في إسموث من كورينث. كان مؤسسها هو أقليدس الميغاري، على ألا نخلط بينه وبين أقليدس الشهير من مدرسة الإسكندرية. كان صاحبنا أقليدس معاصرا لأفلاطون ووريثا للتقليد الإيلي الصادر عن بارمنيدس. وعن المدرسة الميغارية بدورها سوف تنشأ مدرسة الرواق أو الرواقية، التي تتميز بجديتها في بحوث المنطق، ويعود الفضل على وجه الخصوص إلى أعمال كريسبوس Chrysippus (281 - 205 ق.م). أما المدرسة الكبرى الأخرى، مدرسة المشائين فقد أسسها أرسطو (384 - 322 ق.م).
وسوف نترك للمتخصصين تحليل أوجه الاختلاف والتماثل بين هاتين المدرستين - واللتين اقتربتا إلى حد كبير في خاتمة المطاف. الأهم بالنسبة إلينا أن نحدد إسهامهما المشترك. وسوف نفعل هذا عن طريق الارتكاز قدر الإمكان على الأفكار المحدثة التي نبحث عن تحديد أصلها ومنشئها - ولا شك أن هذه المقاربة عرضة للنقد.
من المعروف جيدا أن أرسطو اعتبر التفكير عن طريق القياس هو النموذج النمطي المكتمل للمنطق. وعبر القرون يصل إلينا المثال الذي استخدمه، وهو أيضا مثال مألوف جدا كل الناس فانون سقراط إنسان إذن سقراط فان»، والحق أن القياس لا يستحق كل ذلك الاهتمام الذي حظي به، لأنه يؤدي إلى نسق للمنطق محدود في مجاله، وقد هجر منذ وقت طويل.
ومن الصعب أن نجد في أي كتاب رياضيات مدرسي، قديما كان أو حديثا. مثالا مقنعا للقياس إن أهمية تحليلات أرسطو تكمن في جانب آخر تماما، وقبل كل شيء في دراسة مقدمات من قبيل سقراط فان»، «المثلث له ثلاثة أضلاع» وهكذا دواليك. يلاحظ أرسطو أنها ليست جملا بسيطة، بل هي قضايا أي تحتفظ بالمعنى نفسه بغض النظر عن صياغة خاصة لها. مثلا، الجملة سقراط فان تعني عين ما تعنيه سوف يأتي يوم ما لا يعود فيه زوج زانتيبي موجودا» وهي جملة لا يوجد بها كلمة واحدة كانت في الصياغة الأولى واستنتج أرسطو أن المنطق يبدو غير منفصل عن اللغة إلا أنه يقع في مستوى بنائي أعلى أو على الأقل مختلف)، وهو مستوى يقع في مجال المعنى ونسميه السيمانطيقا.
ليس من السهل دائما أن نتحدث اللغة بمعزل عن السيمانطيقا، أو نقول الجملة بمعزل عن القضية، وكثيرا ما سوف يتورط المنطق في صعوبات من هذا القبيل أجل، الكلمات قد يكون لها ألف معنى ومعنى وألف دلالة ودلالة، وحين نقول مثلا إن سقراط وردة لا يبدو واضحا على الإطلاق أننا قلنا قضية، لأن مقارنة شخص بوردة ينطوي على تأويلات رمزية عديدة. إن القضايا هي البيادق التي يحركها المنطق قدما، يضمها معا يوازن أو يقابل أو يربط بينها، ليخلق تشكيلات جديدة. كيف يفعل المنطق هذا ؟ يلاحظ أرسطو وأقليدس الميغاري أن القضايا قد تتخذ صورتين مختلفتين وفي الآن نفسه لا ينفصلان، إحداهما موجبة والأخرى - على العكس منها - سالبة، على سبيل المثال «سقراط فان و سقراط ليس فانيا». ليس ينحصر المنطق في اكتشاف الصدق وإعلانه، كما يفعل الكاهن ،العراف، بل إنه قبل البت والحسم يضع مبدئيا وعلى قدم المساواة ما قد يكون في آخر المطاف صادقا أو كاذبا . ويقوم هذا على قاعدة ندين بها لأرسطو، وهي مبدأ أو قانون الوسط الممتنع القضية لابد أن تكون إما صادقة أو كاذبة وحتى يومنا هذا لا يزال ذلك المبدأ هو حجر الزاوية للمنطق، وأي شيء يتخذ شكل القضية ثم لا يطيع هذا المبدأ إنما يحظر عليه دخول جنة المنطق.
وأيضا يقتحم أرسطو أراضي جديدة، إذ يميز بين القضايا الكلية (كلإنسان حي له رأس)، وبين القضايا الجزئية ( بعض الناس لهم شعر أحمر»)، وعيّن الاختلاف بينهما بمنتهى الوضوح. وقد وضع المنطق الرياضي الحديث رموزا خاصة لكل من هذين الشكلين، تنص على البدء بأنه «بالنسبة إلى كل» أو «كل» في القضية الكلية، و«يوجد» في القضية الجزئية. وعلى هذا يصبح المثالان المذكوران آنفا كل البشر الأحياء لهم رؤوس» و«يوجد رجال لهم شعر أحمر» لن نواصل المسير مع أرسطو أبعد من هذا، وبدلا من ذلك سوف نتجه إلى أعمال الرواقيين، وخصوصا أعمال كريسبوس. والجدير بالذكر أن كلمنت السكندري Clement of Alexandria دأب على الإشارة إلى كروسبوس بوصفه أستاذ المنطق مثلما يشير إلى هوميروس كأستاذ فن الشعر وأرسطو كأستاذ العلم وأفلاطون كأستاذ الفلسفة.
بدلا من القياس الذي سرعان ما يغدو ثقيل الوطأة لا يطاق إذا تزايد عدد المقدمات، يوجه كروسبوس الأنظار إلى أشكال أبسط وأفضل للربط بين القضايا. إذ يكفي الاستخدام الحكيم للكلمتين القصيرتين «أو»، «و». یعنیى كروسبوس عناية خاصة بالتمييز بين «أو» الاستبعادية و «أوه غير الاستبعادية، لعل الأولى تناظر على الأرجح «إما، أو» («إما أن تشتري الجريدة أو أن تعيدها إلى الرف»)، بينما تسمح الثانية بإمكانات عديدة ليس من الضروري أن تكون غير متوافقة «أنا أستمتع بقراءة الروايات أو الكتب المسلية» ليست استبعادية -( لأن بعض الروايات قد تكون مسلية). اضطلع كروسبوس بوضع القواعد الملائمة لمعالجة ما نسميه الآن الدوال المنطقية «و»، «أو»، «ليس». سُميت دوال، تماما كما نقول الدوال الرياضية لأنها تلحق شيئا محددا تماما بشيء واحد أو أشياء عديدة معطاة - الأشياء في حالتنا الآن هي القضايا. إذا كان المعطى هو القضية أ، فإن الدالة «ليس» تحدد قضية أخرى هي «لا أ»، وبالطريقة نفسها إذا كان المعطى هو القضيتان (أ، ب، فإنه يمكن تكوين قضية جديدة هي «أ و ب» والمثل بالنسبة للدالة «أو»، لم يقتصر كـروسـبـوس على تحـديد الترابطية، بل أيضا وضع قواعد دقيقة تتعلق بالقضايا المؤلفة من قبيل «أ وأ» = أ، أ ولا أ» مستحيل وهذا هو قانون الوسط الممتنع). وثمة ما يربو على اثنتي عشرة قاعدة تعود إلى كروسبوس على الرغم من صعوبة التمييز بين إسهامه وإسهام خلفائه. ولنلاحظ بشكل عابر، أن استخدام الحروف لتمثل القضايا كما فعلنا الآن، وأيضا كما فعل أرسطو وكروسبوس، ممارسة شاعت بين الإغريق.
وبالمثل كانت فكرة الاستنباط البالغة الأهمية معروفة ومستجلاة تماما يُسمى الاستنباط كذلك الاستدلال المنطقي أو اللزوم. يتأتى الاستنباط في جمل من قبيل إذا كان ،أ، فإن ب» نشير إليه عادة بالصياغة أ ← ب. وتتفق الأطراف على أن الاستنباط له الأهمية الفائقة في المنطق، فإليه يعود الفضل في أننا نستطيع بناء حجج تسير من الفروض إلى الاستنتاجات. وكذلك ظهرت في ذلك الوقت قاعدتان لهما دلالة بالغة: قاعدة التعدي transitivity ، وتبعا لها أ ← ب و ب ←ج تفضي إلى أ ← ج، وقاعدة التبادلية reciprocity التي تنص على أن القضيتين الشرطيتين أ← ب ولا ب ← لا أ قضيتان متكافئتان وأخيرا، استبانت طبيعة الصدق المبدئي. هناك قضايا نفترض صدقها منذ البداية، إما لأنها واضحة بذاتها (البديهيات) وإما لأننا اتفقنا على قبولها (المسلمات). بشكل عام، اقتحمت أساسيات المنطق قبل أن تنتهي العصور القديمة. وفي كل حال، ينطوي المنطق على الجم الوفير، على أن الكثير من المحصلات اللافتة لا تنتمي إليه مباشرة بل هي نتيجة لحقيقة مفادها بأن تطور العلوم الفيزيائية إنما هو اقتفاء لخطى علم التفكير. وأيضا سوف يكون نصيب قطاع كبير من خبرة الرواقيين المنطقية هو الإهمال أو سوء الفهم عبر ردح طويل من الزمان بسبب الفهم المشوب بالنقصان إبان العصور الوسطى، وجرت الوتيرة على بخس قيمتها لحساب أعمال أرسطو (وشراحه). ومجددا في العصر الحديث سوف يكون التجاوز والتغاضي هو نصيب المعرفة القديمة من الواضح أن حضارتنا خاصمت المنطق حتى كانت انبعاثته إبان القرن التاسع عشر.
ودعنا نوجز سجايا هذا المنطق، لكي تكون فيما بعد رهن الاستعمال بين الفينة والأخرى أولا من الضروري أن نحدد مجال القضايا، أو مجال الفكر (بالألمانية Denkbereich). من الواضح أن هذه القضايا تتبع قانون الوسط الممتنع، ثم تأتي البديهيات، وهي يمكن أن تكون حقائق أو مبادئ أو مجرد فروض واضحة بذاتها القضايا تنشأ عنها قضايا جديدة من خلال استخدام الدوال المنطقية «و»، «أو»، «ليس»، يعتمد صدق أو (كذب) الدوال المنطقية عما إذا كانت تمكن إقامتها عن طريق الاستنباط من الصدق (المفترض) للبديهيات.
الاكثر قراءة في تاريخ الفيزياء
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
