علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
تحمّل الحديث وصوره / الإجازة
المؤلف:
الشيخ الدكتور صبحي الصالح
المصدر:
علوم الحديث ومصطلحه
الجزء والصفحة:
ص 95 ــ 97
2025-09-09
17
ثَالِثًا: الإِجَازَةُ:
لاحظنا في «السَّمَاعِ» أنّ المُتَحَمِّلَ يسمع من لفظ الشيخ، وفي «القِرَاءَةِ» أنّ التلميذ يعرض على شيخه قراءته، فكلتا الصورتين تشمل على الرواية مع الإسناد المتّصل، إمّا من النطق والمشافهة، وإمّا من النقل الصحيح.
والإجازة لا تشتمل على شيء من هذا؛ لأنّها عبارة عن إذن الشيخ لتلميذه برواية مسموعاته أو مؤلّفاته، ولو لم يسمعها منه ولم يقرأها عليه.
لذلك يعترض ابن حزم على الإجازة ويراها «بِدْعَةً غَيْرَ جَائِزَةٍ»، ويزيد بعضهم على ذلك فيقول مُتَشَدِّدًا في إنكارها: «مَنْ قَالَ لِغَيْرِهِ: "أَجَزْتُ لَكَ أَنْ تَرْوِيَ عَنِّي مَا لَمْ تَسْمَعْ"، فَكَأَنَّهُ قَالَ: " أَجَزْتُ لَكَ أَنْ تَكْذِبَ عَلَيَّ"؛ لأَنَّ الشَّرْعَ لاَ يُبِيحُ رِوَايَةَ مَا لَمْ يَسْمَعْ»(1).
وهذه مغالاة، فإنّ بعض صور الإجازة لا يبلغ هذا الحد من ضعف الرواية، فمن الصور المقبولة في الإجازة لدى الجمهور دونما تردّد (2): إجازة كتاب معيّن أو كتب معيّنة لشخص معيّن أو أشخاص معيّنين، كأن يقول الشيخ: أجزت لك أو لكم أو لفلان (مع ذكر اسمه ومميّزاته) رواية " صحيح مسلم " أو "سنن أبي داود أو " الكتب الستّة" أو ما اشتملت عليه مُدَوَّنَاتِي، وهي كذا وكذا.
ويتوسّع كثيرون فيقبلون كذلك إجازة شخص معيّن، أو أشخاص معيّنين بشيء مُبْهَمٍ غير معيّن، كأن يقول الشيخ: أجزت لك أو لكم أو لفلان جميع مسموعاتي أو مروياتي أو ما شابه ذلك من العبارات الغامضة. فقبول هذه الصورة قائم على ضرب من الاتّساع في تفهّم معنى الإجازة.
أمّا الإجازة بمجهول لمجهول ففاسدة اتفاقًا، وأمّا الإجازات العامّة كأن يقول الشيخ: أجزت برواية كذا «النَّاسَ» أو «المُسْلِمِينَ» أو «المَوْجُودِينَ» أو «أَهْلَ عَصْرِي» أو «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهَ» أو «مَنْ شَاءَ» أو «شَاءَ فُلاَنٌ» فالتحقيق أنّها غير جائزة، وإن قال بعضهم بجوازها.
والأصل في الإجازة أن ينطق الشيخ بلفظها الصريح شفاهًا أمام تلميذه، فإن أجازه كتابة من غير نطق لم تصحّ عند المُتَشَدِّدِينَ، غير أنّ الأرجح مساواة الكتابة للنطق في هذا الموضوع.
والإجازة حتّى في صورها المقبولة ليست في قوّة القراءة فضلاً على السماع، فهي تأتي بعدها في الدرجة الثالثة بين درجات تحمّل الحديث (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) "التدريب": ص 131.
(2) انظر في هذه الصور "التدريب": ص 137 وما بعدها وقارن بـ"اختصار علوم الحديث": ص 132.
(3) " التدريب ": ص 138.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
