علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
رواية الأبناء عن الآباء
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 432 ـ 438
2025-07-08
16
النوع السابع: رواية الأبناء عن الآباء
أمّا ما سُمّي فيه الأب فكثير، ولأبي نصر الوائلي (1) فيه كتاب.
* [أهمّه]:
وأهمه ما لم يُسمَّ فيه الأب، أو الجد.
* [أقسامه]:
وهما قسمان:
أحدهما: رواية الابن عن الأب فحسب، وهو كثير معروف (2).
والثاني: رواية الابن عن الأب، عن الجد (3).
* [رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه وحجّيّتها]:
نحو عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وله بهذا الإسناد نسخة كبيرة (4) أكثرها فقهيّات (5)، وشعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد احتجَّ أهل الحديث (6) بحديثه حملاً لمطلق الجد فيه على الصحابي عبد الله بن عمرو دون ابنه محمد والد شعيب، أي: ظهر لهم أنّ شعيبًا أدرك جدّه عبد الله، وله منه سماع، فحينئذٍ الضمير المضاف إليه في جدّه يرجع إلى شعيب، فيكون سنده متّصلاً.
ومنهم من توهّم رَجْعَ الضمير إلى عمرو، وأنّ عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، وهو شعيب، عن جدّه، أي: جدّ عمرو، وهو محمد، عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم-، فيكون مرسلاً (7)؛ لأنّ محمدًا لم يدرك النبيّ - صلى الله عليه [وآله] وسلم-، والحفّاظ المتقنون على ما ذكرنا.
* [أمثلة أخرى]:
ومنهم بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، عن أبيه، عن جدّه، وهي نسخة كبيرة حسنة(8).
ومن أحسن ذلك رواية الخطيب، عن عبد الوهّاب (9) بن عبد العزيز (10) بن الحارث بن أسد بن الليث بن عبد الله التميمي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب [عليه السلام] وقد سُئِلَ عن الحنّان المنّان: "هو الذي يُقبِلُ على مَن أعرضَ، والمنّان الذي يبدأ بالنّوال قبل السّؤال" (11).
آخرهم (أُكَينَة) بالنون، وهو السامع عليًّا (عليه السلام).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد السجزي، أحد الحفاظ، مات سنة 444 ص، ترجمته في "السير" (17/ 654).
(2) نحو: رواية أبي العشراء الدارمي، والأشهر أنّ أبا العشراء اسمه: أسامة بن مالك بن قِهطم، انظر "المقنع" (2/ 540).
(3) أفرده العلائي في "الوشي المعلم فيمن روى عن أبيه عن جدّه عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -" ذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة" (2/ 90) ولا أعرف لهذا الكتاب وجودا! ولابن قطلوبغا "من روى عن أبيه عن جده" وهو مطبوع بتحقيق أخينا الأستاذ فضيلة الشيخ باسم الجوابرة.
(4) اعتنى بها، وجمعها غير واحد من الكبار، على رأسهم الإمام مسلم، فله "جزء فيه ما استنكر أهل العلم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"، ذكره ابن حجر في مسموعاته "المعجم المفهرس" (ص 159)، ولعبد الغني بن سعيد جزء بعنوان "من روى من التابعين عن عمرو بن شعيب" ذكره السخاوي في "الإعلان" (ص 604)، وقد ألف العلائي جزءا مفردا في صحة الاحتجاج بهذه النسخة، والجواب عما طعن به عليها، أفاده السيوطي في "تدريب الراوي" (2/ 257)، وللبلقيني "بذل الناقد بعض جهده في الاحتجاج بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" ذكره في "محاسن الاصطلاح" (542). ولأخينا أحمد عبد الله "رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في الكتب التسعة"، لم تنشر، وهي (أطروحة) ماجستير.
(5) لذا قال ابن القيم في "الإعلام" (2/ 184 - بتحقيقي): "وقد احتج الأئمة الأربعة والفقهاء قاطبة بصحيفة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ولا يعرف في أئمة الفتوى إلا من احتاج إليها واحتج بها، وإنما طعن فيها من لم يتحمل أعباء الفقه والفتوي، كأبي حاتم البستي وابن حزم وغيرهما".
قال أبو عبيدة: تجد طعن ابن حزم في الاحتجاج بها في "المحلى" (8/ 270، 317) وطعن أبي حاتم في "الثقات" (4/ 357 و 6/ 437) و"المجروحين" (2/ 71، 73)، وليس الأمر كما قال ابن القيم - عفا الله عنا وعنه - فقد طعن في حجيتها جمع ممن تحمل أعباء الفقه والفتوي، مثل: الشافعي، فيما نقله عنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 396) وأيوب السختياني، كما في "الجرح والتعديل" (6/ 238)، و"الضعفاء الكبير" (3/ 273)، وأبو داود السجستاني كما في "السير" (5/ 169)، و"الميزان" (3/ 264)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1767). وانظر استطرادا وتفصيلا في صحة حجيتها، والرد على المانعين من ذلك: آخر "قفو الأثر" (ص 210 - 219)، و"رواية عمرو بن شعيب…" لأخينا أحمد عبد الله (ص 63 - 74).
(6) قال الإمام البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين. قال البخاري: من الناس بعدهم؟ وقال أيضا: اجتمع علي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأبو خيثمة، وشيوخ من شيوخ العلم، فتذاكروا حديث عمرو بن شعيب، فثبتوه، وذكروا أنه حجة، انظر "طبقات الحنابلة" (2/ 273)، "التهذيب" (8/ 49).
ومرادهم بالحجية ما قاله الذهبي في آخر ترجمة (عمرو بن شعيب) من "الميزان" (3/ 268) قال بعد سرد أقوال المحتجين به: "ولسنا نقول: إنّ حديثه من أعلى أقسام الصحيح، بل هو من قبيل الحسن". وانظر: التقصي لحديث الموطأ" (ص 254 - 255)، "السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 397)، "مجموع فتاوى ابن تيمية" (18/ 8)، "فتح المغيث" (3/ 178).
وللعلامة أحمد شاكر مواطن فيها تفصيل الاحتجاج به، تنظر في: تعليقه على "ألفية السيوطي" (ص 8 وص 246 - 248) وتعليقه على "جامع الترمذي" (2/ 140 - 144)، وتعليقه على "مسند أحمد" (10/ 25 - 26 رقم 6518)، "الباعث الحثيث" (ص 204)، ولشيخنا العلامة الألباني كلام جيد في مواطن من كتبه، يثبت فيه صحة الاحتجاج به، وأن عمرا ثقة في نفسه، وإنما ينزل حديثه إلى رتبة الحسن إذا روى عن أبيه عن جده، وقال: "فقد استقر رأي جماهير المحدثين على الاحتجاج بحديثه، بعد خلاف قديم فيه" كذا في "الإرواء" (5/ 155 - 156)، وانظر منه (1/ 86، 266 و 4/ 392، 411 و 5/ 116 و 8/ 70، 155 - 151، 214)، "السلسلة الضعيفة" (46/ 2)، "السلسلة الصحيحة" (1/ 132، 135، 710 و 2/ 67 و 3/ 243، 533 و 6/ 1199 - 1196) و"صحيح سنن أبي داود" (124).
(7) ومنهم من فصّل، والذي أراه أنّ الأصل هو الاحتجاج، ما لم تأت قرينة تدلل أن يكون المراد غير جده الصحابي، وهذا الذي وجدت الألباني عليه في تطبيقاته، قال السيوطي في "التدريب" (2/ 257) بعد كلام: "وذهب الدارقطني إلى التفرقة بين أن يفصح بجدّه أنّه عبد الله، فيحتج به، أو لا، فلا، وكذا إن قال عن جده: سمعت النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، ممّا يدلّ على أنّ مراد عبد الله.
وذهب ابن حبان إلى التفرقة بين أن يستوعب ذكر آبائه بالرواية، أو يقتصر على أبيه عن جده، فإن صرح بهم كلهم فهو حجة، وإلا، فلا، وقد أخرج في "صحيحه" [رقم 485] له حديثا واحدا، هكذا: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه عبد الله بن عمرو، عن أبيه، مرفوعا: "ألا أحدّثكم بأحبّكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة"، الحديث. قال العلائي: ما جاء فيه التصريح برواية محمد عن أبيه في السند، فهو شاذ نادر".
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/ 58) عن شيخه المزي فائدة تدل على ذلك، قال: "ومن فوائد شيخنا الحافظ جمال الدين المزي: قال: عمرو بن شعيب يأتي على ثلاثة أوجه:
1 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهو الجادّة.
2 - وعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.
3 - وعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه عبد الله بن عمرو.
فعمرو له ثلاثة أجداد: محمد، وعبد الله، وعمرو بن العاص، فمحمد تابعي، وعبد الله وعمرو صحابيّان.
فإن كان المراد بجدّه: محمدا، فالحديث مرسل؛ لأنّه تابعي، وإن كان المراد به: عمرا، فالحديث منقطع؛ لأنّ شعيبا لم يدرك عمرا، وإن كان المراد به: عبد الله، فيحتاج إلى معرفة سماع شعيب من عبد الله. وقد ثبت في "الدارقطني" [3: 50 - 51] وغيره، بسند صحيح: سماع عمرو من أبيه شعيب، وسماع شعيب من جده عبد الله". وانظر "محاسن الاصطلاح" (541).
(8) تفرّد بنسخة بهز هذه مكي بن إبراهيم البلخي، قاله الحاكم في "المعرفة" (165) وذكر البخاري في "صحيحه" شيئا من أحاديث هذه النسخة معلقا، وانظر: "محاسن الاصطلاح" (542)، "من روى عن أبيه عن جده" (رقم 52) لابن قطلوبغا، "جامع الأصول" (1/ 166 - 167)، "معرفة النسخ والصحف الحديثية" (ص 108 - 109).
(9) ابن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي، توفي سنة (425 هـ)، ترجمته في "تاريخ بغداد" (11/ 32)، "المنتظم" (15/ 244)، "البداية النهاية" (12/ 37).
(10) ترجمة الذهبي في "الميزان" (2/ 624 - 626)، قال: "من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغادِدة، إلا أنّه آذى نفسه، ووضع حديثا أو حديثين في "مسند الإمام أحمد". قال ابن رزقويه الحافظ: كتبوا عليه محضرًا بما فعل، نسأل الله العافية السلامة".
وله ترجمة مطولة في "تاريخ بغداد" (10/ 461 - 462).
(11) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/ 32) ومن طريقه ابن الجوزي في "المنتظم" (15/ 244) وابن العربي المالكي في "أحكام القرآن" (4/ 1684)، وابن صلاح في "المقدمة" (ص 316) والعراقي في "التقييد والإيضاح" (348) العلائي في "الوشي المعلم" - كما في حاشية "المسلسلات المختصرة" له (ص 33) - ومن طريقه محمد عبد الباقي الأيوبي في "المناهل السلسلة" (223)، وأبو الفيض الفاداني في "العجالة في الأحاديث المسلسلة" (ص 68/ رقم 53) ونقل عن العلائي قوله: "إنّه إسناد غريب جّدا، وأكينة ذكره في "الإصابة" وأشار إلى هذا الأثر".
وأخرج الخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (ص 72) بهذا الإسناد المسلسل بتسعة من الآباء أثرا آخر عن علي، وهو قوله: "هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل". وأخرجه من طريق الخطيب: أبو القاسم بن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه" (رقم 15) والسيوطي في "جياد المسلسلات" (ص 271 - 272) ومحمد عبد الباقي الأيوبي في "المناهل المسلسلة" (ص 220) وأبو الفيض الفاداني في "العجالة" (ص 68).
وأخرجه العلائي في "المسلسلات المختصرة المقدمة أمام المجالس المبتكرة" (ص 33) وابن حجر في "لسان الميزان، (5/ 199) وأبو الفيض الفاداني في "العجالة" (67 - 68) بالإسناد إلى أكينة قال: سمعت أبي [الهيثم] سمعت أبي [عبد الله] يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - يقول: "ما اجتمع قوم على ذكر إلا حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة".
قال العلائي: "غريب السلسلة بهؤلاء الآباء، فيهم جماعة لا يعرفون إلا بهذه الطريق، وقد روى الحافظ أبو بكر الخطيب عن عبد الوهاب والد رزق الله هذا مسلسلا آخر مثله، كتبته في غير هذا الموضع".
وقال ابن حجر على إثره: "المتّهم به أبو الحسن، وأكثر أجداده لا ذكر لهم في تاريخ، ولا في أسماء رجال، وقد سقط منهم جد، وهو الليث والد أسد"، ثم أورد أثر علي [عليه السلام] المذكور عند المصنّف، وإسناده هو هو، والحكم عليها واحد.
وانظر: "ميزان الاعتدال" (2/ 625)، "التقييد والإيضاح" (348)، "المقنع" (2/ 541). وقال مغلطاي في "إصلاح كتاب ابن الصلاح" (ق 1/ 47) عقب هذا الحديث: "وقد وقع لنا أكثر من الذي ذكر، من ذلك أربعة عشر…" وساق حديث علي [عليه السلام] ومرفوعا "المجالس بالأمانة" مسلسلا بالعدد الذي ذكره من الآباء، وذكر أربعة أحاديث أخرى مسلسلة بالآباء.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
