علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
رواية الأقران
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 417 ـ 421
2025-07-08
16
النوع الرابع: رواية الأقران:
* [تعريفه]:
هم المتقارِبُون في السِّنِّ والإسْنَاد، وربَّما اكْتَفى الحاكمُ (1) بالتَّقارب فيها بالإسناد، وإنْ لم يوجد التَّقاربُ فِي السِّنِّ.
* [أنواعه]:
وهذا النَّوعُ قِسمان:
* [المدبَّج]:
أحدهما: يسمّى المدبَّج، هو أن يرويَ كلُّ واحدٍ من القَرِينَين (2) عن صاحبه، كرواية عائشة عن أبي هريرة، وروايته عنها (3).
وكرواية عُروة عن سَعيد بن المُسيِّب، وهو يَروي [عنه] (4) في التَّابعين (5). وكرواية مالك عن الأوزاعيِّ، والأوزاعيِّ عنه (6).
وكرواية أحمد بن حنبل عن عليّ بن المديني، ورواية عليٍّ عنه في أتباع الأتباع(7).
قيل: دَبَّج الظَّهرَ إذا ثَنَّاهُ، فارْتَفَع وَسَطُهُ كالسَّنَام.
وقيل: دبج إذا زُيِّنَ بالدِّيباج، والمدبَّج المزيَّن (8)، واللّه أعلم.
الثاني: غير المدبَّج (9): وهو أن يرويَ أحدُهما عن صاحبه، ولا يروي الآخر عنه، ثم قد يكون القرناءُ في السَّند اثنين، كسليمان التَّيميِّ، عن مِسْعرَ، ولا يعرف لمسعر رواية عن التَّيمي (10).
وقد يكونون ثلاثةً، كحديث عمر عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -: "ما أتاك من هذا المال من غير مسألة فخذه.." (11) الحديث رواه نعمان بن راشد، عن الزُّهري، عن السَّائب بن يزيد (12)، عن عبد الله بن السَّعديِّ، عن عمر.
فالسَّائب، وابن السَّعدي، وعمر ثلاثة صحابيُّون (13).
وقد يكون أكثر من ذلك (14).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في "معرفة علوم الحديث" (النوع السادس والأربعون: معرفة رواية الأقران بعضهم عن بعض) (ص 215) وانظر انتقاده في الهامش الآتي.
(2) قال العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص 333): "وما قصره الحاكم، وتبعه ابن الصلاح، على أنّ المدبّج أن يروي كلّ من القرينين، ليس على ما ذكرا وإنمّا المدبّج أن يروي كلّ من الراويين عن الآخر، سواء كانا قرينين أم كان أحدهما أكبر من الآخر، فيكون من رواية الأكابر عن الأصاغر. والحاكم أخذ هذه التسمية عن بعض شيوخه من غير أن يسمّيه. والمراد الدارقطني فإنّه أحد شيوخه وهو أوّل من سمّاه بذلك فيما أعلم، وصنّف فيه كتابًا حافلًا سمّاه (المدبّج) في مجلّد، وعندي منه نسخة صحيحة". وانظر "رسوم التحديث" (151) للجعبري الخليلي وما سيأتي قريبًا في التعليق على (ص 419 - 420).
(3) توفّيت عائشة (سنة 57 هـ) وتوفّي أبو هريرة في السنة نفسها، وقيل في التي تليها، أو تلي التي تليها، روى أبو هريرة عن عائشة حديث "فقدْتُ رسول اللَّه - صلى الله عليه [وآله] وسلم - ذات ليلة من الفراش …" أخرجه مسلم (486) وروت هي عنه حديث: "إنّ امرأة عذبت في هرّة … " أخرجه أحمد (2/ 519) وغيره، انظر "معرفة علوم الحديث" (578 - ط السلوم)، "الإجابة" (117 - 118)، و"محاسن الاصطلاح" (524) للزركشي، وكتابي "من قصص الماضين" (346).
(4) سقطت من الأصل.
(5) لم تقع في "الكتب الستّة" رواية لأحدهما عن الآخر، وماتا في سنة واحدة، سنة ثلاث وتسعين، انظر "تهذيب الكمال" (20/ 23) وهذا المثال من زيادات المصنّف.
(6) مات مالك سنة (179 هـ) ومات الأوزاعي سنة (157 هـ) ولكلّ منهما رواية عن الآخر، انظر "الحلية" (6/ 348)، "معرفة علوم الحديث" (581 – ط: السلوم)، "محاسن الاصطلاح" (525)، ففيه رواية كلّ منهما عن الآخر.
(7) مات أحمد سنة (241 هـ) ومات ابن المديني سنة (234 هـ)، ورواية أحمد عن ابن المديني في "مسند أحمد" (1/ 161، 185، 249، 2541/ 74، 108، 204) وأحصى له الأستاذ عامر صبري في "معجم شيوخ الإمام أحمد في المسند" (ص 272) اثنين وستين حديثًا، رواها أحمد في "مسنده" عن ابن المديني.
(8) قال العراقي في "التقييد والإيضاح" (334): "ما المناسبة المقتضية لتسمية هذا النوع بالمدبّج؟ لم أرَ من تعرّض لذلك، إلَّا أنّ الظاهر أنّه سمّي به لحسنه؛ لأنّه لغة: المزيّن قاله صاحب "المحكم" [7/ 244] والرواية كذلك إنّما تقع لنكتة يعدل فيها عن العلو إلى المساواة، فيحصل للإسناد بذلك تزيين".
قال: "ويحتمل أن يكون سُمّي بذلك لنزول الإِسناد فيكون ذمًّا، من قولهم: رجل مدبّج، قبيح الوجه والهامة، حكاه صاحب "المحكم"، ولكن استبعد العراقي هذا الاحتمال. قال: "ويحتمل أن يقال: إنّ القرينين الواقعين في المدبّج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة شُبِّها بالخدين، إذ يقال لهما: الديباجتان، قاله صاحب "المحكم" [7/ 244] و"الصحاح" [1/ 312]، قال: وهذا المعنى يتّجه على ما قاله الحاكم وابن الصلاح أنّ المدبّج مختص بالقرينين". وجزم ابن حجر في "النزهة" (ص 60) بتوجيه العراقي لكلام الحاكم وابن الصلاح وبه قال، وهذا نصُّ كلامه بحروفه: "إذا روى الشيخ عن تلميذه صدق أنّ كلًّا منهما يروي عن الآخر، فهل يسمّى مُدبّجًا؟ فيه بحث؛ والظاهر لا؛ لأنّه من رواية الأكابر عن الأصاغر، والتدبيج مأخوذ من ديباجتي الوجه، فيقتضي أن يكون ذلك مستويًا من الجانبين فلا يجيء فيه هذا". وانظر: كتابي "البيان والإيضاح" (150) وفيه: "وفائدة المدبّج: ألّا يُظنّ الزيادة في الإسناد، وألّا يظن إبدال (عن) بـ(الواو)".
(9) نعم، إن تباعدت الطبقة، واختلف أشياخ كلّ راوٍ في المرتبة، فليس رواية من كان هكذا عن الآخر من المدبَّج في شيء، بل يكون من: رواية الأكابر عن الأصاغر، ومنه: رواية الآباء عن الأبناء، ورواية الصحابة عن التابعين، ولابن حجر جزء مطبوع بعنوان "نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين"، وانظر ما سيأتي عند المصنّف، فقرة رقم (112). وممّا ينبغي التنبيه إليه: ما أفاده العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص 290) من افتراق رواية الأقران عن المدَبَّج، بأنّ رواية الأقران لا تكون إلَّا من جهة واحدة، بخلاف المدَبَّج، ففيه يروي كلّ واحد منهما عن صاحبه، وهذا الذي قرّره المصنّف، وانظر كتابي "البيان والإيضاح" (151).
(10) قال العراقي في "التقييد والإيضاح" (336): "هذا المثال ليس بصحيح، بل هو من (القسم الأول)، وهو المدَبَّج، فقد روى مِسعر أيضًا عن سليمان التيمي".
قلت: ويعكّر على هذا في كون التيمي ليس من أقران مِسْعر، بل هو أكبر منه. انظر: "فتح المغيث" (3/ 161) والكلام مأخوذ من "المعرفة" (587 - ط السلوم) للحاكم.
(11) أخرجه البخاري (7163) بسنده إلى الزهري قال: أخبرني السائب بن يزيد ابن أُخت نَمِر أنّ حُويطب بن عبد العُزّى أخبره أنّ عبد الله بن السَّعْدي أخبره أنّه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: .... فذكر الحديث.
فهؤلاء أربعة لا ثلاثة! فأسقط المصنّف (حويطب بن عبد العُزّى) وهو كذلك في صحيح مسلم" (1045)، وتابعه البلقيني في "محاسن الاصطلاح" (618)، ووهم المزّيّ في "تهذيب الكمال" (7/ 475) فعزى رواية حويطب لمسلم، ونقل ابن حجر في "النكت الظراف" (8/ 39) عن شيخه العراقي أنّ النسائي وابن السكن قالا: "السائب لم يسمعه من ابن السعدي، وإنّما سمعه من حويطب". وانظر: "تاريخ بغداد" (7/ 273)، "فتح الباري" (13/ 153)، "الرباعي في الحديث" (ص 17/ رقم 1) للحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي.
(12) في الأصل: "زيد"، وهو خطأ، انظر الهامش السابق.
(13) ومعهم صحابي رابع، هو حُويطب بن عبد العُزي، كما تقدّم.
(14) للحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي (ت 409 هـ) جزء مطبوع بعنوان "الرباعي في الحديث" وأورد فيه أربعة أحاديث يروي كلّ واحد منها أربعة من الصحابة، وكذلك فعل الحافظ عبد القادر الرّهاوي (ت 612 هـ) ثم الحافظ يوسف بن خليل (ت 648 هـ) فزاد عليه قدرها، وزاد واحدًا خماسيًّا، فصارت تسعة أحاديث، أفاده ابن حجر في "الفتح" (13/ 12).
قال أبو عبيدة: ونبّه النووي على ما وقع منها في "صحيح مسلم" وذلك في "شرحه" عليه، انظر منه لرواية ثلاثة بعضهم عن بعض من الصحابة: (6/ 20) ولرواية أربعة منهم عن بعضهم بعضًا: (7/ 192 - 193 و 18/ 3 - 5) و (ثلاثة تابعيون عن بعضهم بعضًا): (1/ 117، 295، 2/ 67 - 68، 118 - 119، 136، 184، 187، 189، 238، و 3/ 10، 19، 131، 225 - 226، و 4/ 106، و 5/ 306، 308 و 6/ 126، 157، و 7/ 51، 141 - 142 و 8/ 8، 149، و 10/ 44، 35، 318 و 12/ 87 - 88 و 13/ 80، 270، و 13/ 272) و (أربعة تابعيون عن بعضهم بعضًا): (1/ 33 و 2/ 36، 102 و 3/ 140، 164، 215، 222، 5/ 280 - 281 و 6/ 10 - 11، 88، و 7/ 308 و 9/ 278 و 10/ 37 - 38، 317، و 12/ 18 - 19، 20، 25، 289، و 14/ 74، 153 و 15/ 234 و 17/ 30، 49 - 55، 50. 155 – ط: قرطبة في جميع المواطن السابقة). وللنووي جزء مفرد في هذه الأحاديث.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
