تـجارب التنـميـة السيـاحـيـة
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص355 - 257
2025-06-24
434
ثالثاً - تجارب التنمية السياحية:
فإننا سنعرض باختصار شديد لنتائج تجربتين للتنمية السياحية في كل من المكسيك وتركيا (كحالة للدراسة).
تجربة كل من المكسيك وتركيا في التنمية السياحية:
في دراستين نشرهما كل من الكاتبين السياحيين Jud عام 1974 و Diamond عام1977(1) عن التنمية السياحية خلال السبعينات يتضح منهما ما يأتي:
- في المكسيك:
دعمت السياحة النمو الاقتصادي من ناحيتين:
الأولى: امتصاص قدر كبير من العمالة وخصوصاً تلك القوة العاملة التي تأثرت بتطبيق سياسة المكننة الزراعية التي طبقتها المكسيك خلال هذه الفترة.
الثانية: تخفيض حدة ضغط الصرف الأجنبي على التنمية.
ـ أما في تركيا
فلم تشارك السياحة إلا بمشاركة محدودة في التنمية ولم تتمكن من توليد الفرص المنتظرة من العمالة، بل تطلب نوعاً من المهارات كانت تركيا تعاني نقصاً فيها. وعلى الرغم من أن قطاع السياحة في تركيا حصل على معدلات عالية من الاستثمارات إلا أنه لم يسهم في حصيلة النقد الأجنبي إلا بنسبة قليلة (4.3%) بينما كانت هذه النسبة مرتفعة في المناطق السياحية المجاورة (0.5% في يوغسلافيا و13% في اليونان).
وقد أسهمت عدة عوامل في تحقيق النتائج السابقة أهمها:
أ- القدرة على المنافسة:
سبقت المكسيك تركيا في مجال التنمية السياحية، فقد بدأت المكسيك تنمية قطاعها السياحي اعتباراً من الخمسينات وباستمرار، بينما بدأت تركيا ممارسة التنمية السياحية بعد ذلك ببطء حيث أصبحت تواجه منافسة دولية واسعة النطاق.
ب - موقع الدولة المضيفة:
بالنسبة للدول الرئيسية المصدرة للسياحة إن موقع المكسيك يعتبر موقعاً ملائماً لاستقبال السائحين من سوق أمريكا الشمالية، بينما لا تتمتع تركيا بمثل هذا الموقع بالنسبة لسوق أوروبا الغربية. وعلى الرغم من المغريات السياحية في تركيا وبصفة خاصة المناخ الذي يمكنه أن يجذب سائحي دول شمال غرب أوروبا فإن هناك مناطق سياحية تتماثل مع مغريات تركيا السياحية تكون أقرب لهؤلاء السائحين، ومن ثم فإن على تركيا أن تنتظر حتى تكتمل المناطق التي تتوسط بينها وبين سوق دول أوروبا الغربية لكي تحصل على تدفق سياحي مرموق.
ج- عدم استقرار الطلب:
يشترك كل من المكسيك وتركيا في هذه المشكلة، فهما يتعرضان للتقلبات الموسمية، ولكن المكسيك تعاني من هذه الظاهرة بشكل أقل. ويرجع ذلك إلى قربها الشديد من أمريكا الشمالية فضلاً عما يتميز به سوقها السياحي من رخص الأسعار بينما أثر على الطلب السياحي في تركيا بعض المشكلات السياسية الداخلية وبعض الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات وبشكل خاص عام 2000. والذي حدث من التدفق السياحي إليها.
ومن ناحية العرض السياحي فقد تعرضت تركيا بوجه خاص إلى عدة مشكلات وهي تمثل في الواقع المشكلات التي تواجهها معظم الدول النامية وهي تحاول أن توسع من صناعة السياحة فيها.
وتتمثل أهم هذه المشكلات فيما يلي:
1 ـ درجة عالية من الكثافة الرأسمالية في مجال مشروعات البنية الأساسية وفي مجال الاستثمار الفندقي بما يتضمنه ذلك من رؤوس أموال ثابتة ضخمة.
2- درجة عالية من الاعتماد على استيراد السلع اللازمة للقطاع السياحي (إنشاءات - المعدات والآلات أو السلع الاستهلاكية) اللازمة للمنشآت السياحية والفندقية. الأمر الذي أدى إلى زيادة تكاليف التنمية.
3 ـ درجة قليلة من الاعتماد على القطاعات الاقتصادية المحلية في مجال تزويدها بما تحتاجه من سلع وخدمات.
4- مستوى منخفض في التنظيم السياحي وفي تسهيلات النقل ووسائل الاتصال.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة