مـستـويـات المنـتـج السيـاحـي
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص248 - 250
2025-06-15
364
من هنا، نؤكد على أن الصناعة السياحية اليوم لا تقتصر على اهتمام بالمنتج السياحي والقدرة على تسويته وترويجه فحسب، بل أيضاً على حماية مستهلكي هذا المنتج وتوفير الأمن والأمان والسلامة لهم.
ونميز هنا ثلاث مستويات للمنتج (1):
1- المنتج الأساسي: ويعني المزايا الأساسية التي يبحث عنها المشتري والتي تسمح بإشباع حاجاته.
2 - المنتج الملموس: هو الذي يتكون من الملاح والأبعاد المادية الملموسة والتي تسهل عملية المبادلة للمنتج الأساسي.
3- المنتج (المتنامي): هو جميع الخدمات التي ترافق المنتج ،التوزيع، والضمان ، الصيانة.
بمعنى آخر، فإن صناعة السياحة في الوقت الحاضر عبارة عن مثلث قاعدته المنتج السياحي من جهة والأمن السياحي من جهة أخرى ورأسه الدخل الوطني. فمن أجل أن تساهم السياحة بنصيبها من الدخل الوطني لا بد أن يكون منتجها عالي الجودة ومدروس امنياً، فمن المسلم به أن هناك تداخلاً. بين الأمن السياحي والمنتج السياحي، وأن هناك علاقة مطردة بين هذين العصرين والدخل الوطني (2).
ومن الخطأ القول بأن المنتج السياحي هو مجرد تشييد منشآت سياحية، كالفنادق والمنتجعات والمطاعم والاستراحات..... الخ، كما أنه من الخطأ اقتصـار الأمن السياحي على مجرد الحماية الشرطية لهذه المنشآت السياحية.
نحن نعتقد أن المنتج السياحي الجيد هو ذلك الذي لا يشتمل على مــا ذكــر فقط، بل يتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. وعلى سبيل المثال، فإن الفندق كمنتجع سياحي لا تقاس جودته بفنه المعماري وقدرته الإيوائية فحسب، بل بتوعية شبكة المواصلات المؤدية إليه والمرافق الرياضية والترفيهية وغيرها من المرافق العامة التي تعد عناصر جذب للسائح، من جهة أخرى، فإن مثل هذا المنتج السياحي لا يمكنه المساهمة في زيادة الدخل الوطني وتنمية الصناعة السياحية إلا في حال تحقيق شروط الأمن السياحي الذي، وكما ذكرنا، يتعدى الشرطة السياحية إلى الدراسة الطبيعية والجيولوجية لموقعه تلافيا لكل أنواع الأخطار المحتملة من زلازل وانجرافات وغيرها من الكوارث التي يمكن أن تهدد أمن وسلامة السائح، إضافة إلى توفير كل متطلبات الأمن الضرورية لمرافقه الداخلية، كالأمن الصحي، مثلاً، الذي يطال الإطعام والتهوية والإنارة ونظافة المستخدمين والعاملين والمعدات والتجهيزات التي يجب أن تخضع للتعقيم باستمرار تحاشياً لكل أنواع الأمراض والإصابات التي في حال حدوثها للسائح يمكن أن تؤدي إلى أضرار بالغة بسمعة هذا المنتج السياحي ومدخوله المادي. وهكذا، فإن " الأمن السياحي المرتبط بالشروط الصحية والوقائية الواجب توافرها بكل مرافق الوحدات السياحية، وكذا الخدمات الفندقية تجسد بدورها منتوجاً سياحياً يتكامل مع المنتوج السياحي الشامل". إضافة إلى ذلك، فإن تفعيل طاقة المنتج السياحي إلى حدودها القصوى لا تحقق إلا في مناخ الحرية والانفتاح على الآخر والتسامح ونبذ العنف، أي باختصار في ظل الأمن الاجتماعي بمفهومه العام.
هذا المسائل وغيرها تبين بما لا يقبل الشك بأن المنتج السياحي إذا ارتبط بأمن سياحي مناسب لا يجلب السياح فحسب، بل يزيد من فرص الاستثمار السياحي المحلي والأجنبي، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الدخل الوطني، وبالتالي على مستوى المعيشة للناس.
هذا وقد أصبح قطاع السياحة قطاعاً اقتصادياً حيوياً على مستوى الدولة الواحدة، كما على المستويين الإقليمي والدولي، فهو يستأثر بنسب متزايدة من الدخل القومي والعمالة، بل أصبح مصدر دخل وإيراداً مهماً من الإيرادات العامة. وفيما يلي إيجاز لأهم جوانب اقتصاديات السياحة، خصوصاً ما يتعلق منها بالعرض والطلب والعوائد الاقتصادية للنشاط السياحي والعوامل المؤثرة في هذا النشاط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) C pasco- beriro, marketing international, 2edition,dunod; 1997;p92
(2) مولاي علي العلوي، مفهوم الأمن السياحي وأثره على الدخل الوطني، في مكافحة جرائم السياحة، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب؛ الرياض، 1992، ص157.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة