مـرتـكـزات (مـتـطلبـات) الأمـن السيـاحـي
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص241 - 243
2025-06-15
432
ثالثاً: مرتكزات (متطلبات) الأمن السياحي (1):
تعد عملية توفير عنصر الأمن والطمأنينة والهدوء للسائح من لحظة وصوله إلى البلاد وحتى مغادرته وتوفير متطلباته الكفيلة بإشباع رغباته وحاجاته المشروعة من أهم متطلبات أمن السائح وسلامتهم، وبهذا فإن تأمين النشاط السياحي تقوم على المرتكزات الرئيسية التالية:
1- وجود خطة أمنية محكمة ومحدودة والتي نستطيع من خلالها تحقيق الأهداف في أي وقت وتحت أي ظرف وأي مكان قابلة للتنفيذ مع وجود البدائل الممكنة.
2- الأخذ بعين الاعتبار أن مسؤولية الأمن الوطني في الدولة تأخذ إطار أشمل وتحيط بمهام الأمن السياحي وتؤثر فيه وتتأثر به: إن عملية التوفيق بينهما أمر هام في النظرة العامة للأمن الشامل.
3 ـ الأخذ بمفهوم الشامل للأمن في مجال السياحة فحماية رأس المال العامل في السياحة ومقومات السياحة (جواذب السياحة) في الدولة والرقابة على الجهد البشري وتنقية جوانب العرض السياحي من الشوائب أمنياً. ودقــــة المهام الأمنية وفقاً لشرائح الطلب السياحي زمانياً ومكانياً موضوعاً يمثل أهم عوامل صناعة السياحة. 4- دقة التوازن بين الأهداف والوسائل في إطار الحركة التفاعلية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية محلياً وإقليمياً وعالمياً، يحقق أهداف الأمن الوطني والأمن السياحي بصورة متوازنة.
5 ـ امتداد دفاعات الدولة الأمنية إلى خارج حدودها : إن حركة الصراعات والتفاعلات خارج الحدود السياسية للدولة، بكل تداعياتها تؤثر في الأمن السياحي للدولة، مما يستدعي أن تمتـد خطوط دفاعات الدولة الأمنية إلى خارج حدودها السياسية لتدعيم خططها بالمعلومات والدراسات.
ولكن القائمين على الأمن السياحي يقعون في عدة محاذير من شأنها خلق تداعيات لا يحمد عقباها على صناعة السياحة، وحتى تضمن عدم الوقوع في هذه المحاذير يجب الأخذ بالمرتكزات التي تؤثر في مجال الأمن السياحي وكافة الفعاليات السياحية بصورة إيجابية، ومن هذه المحاذير التي يحذر من الوقوع فيها:
أ. مواجهة الأخطار السياحية أمنياً بمعزل عن الأخطار التي تواجه المجتمع بصفة عامة، لأن السياحة بكل عناصرها ومقوماتها وآثارها هي جزء من حركة المجتمع وترتبط بالأخطار التي تواجهه بكل أبعادها.
ب. التصدي لهذه الأخطار بنفس الخطط والوسائل التقليدية التي يتم التصدي بها إلى إلاخلال بالأمن.
ت. المبالغة في رد الفعل من خلال الشعور بالتقصير أو القصور الأمر الذي يغطي على الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الأمن السياحي، وهو تعظيم الإحساس بالأمن والاستقرار في المجتمع وعند السياح.
ث. إغفال دور الإعلام، فالإعلام الأمني، والسياحي، أو غياب الأسلوب العلمي الواعي للتفاعل الإعلامي مع القضايا والأحداث تهويلاً أو توهيناً.
ج. تسيطر على بعض المسؤولين فكرة: أن الأمن السياحي عملية إدارية خدمية بحيث تندرج تحت المهام الخدمية للدولة تجاه مواطنيها أو تجاه الآخرين، الأمر الذي يستلزم الحد من الإنفاق عليها وضغط مصروفاتها، وفقاً لسياسة الدولة في حفظ الإنفاق الحكومي.
كما نرى من الضروري توافر بعض متطلبات وجهود لضبط الحالة الأمنية الراهنة والردع والمنع والوقاية مما يمكن أن يهدد أمن السياح وسلامتهم، ويأتي في مقدمة هذه المتطلبات الأمنية ما يلي:
- تامين المطارات والموانئ والطرق ووسائل النقل السياحي.
- تأمين المواقع والأماكن الطبيعية والأثرية التي يرتادها السياح.
- تأمين المنشآت السياحية.
- وضع خطط التدخل الأمني السريع لمواجهة التحديات الأمنية ذات الطابع الإرهابي.
ـ وضع خطط الحماية المدنية والإسعاف والإنقاذ والإخلاء وتأمين الملاجئ في حالات الكوارث الطبيعية والاختلالات الأمنية الكبرى.
ـ وضع نظام لمراقبة الأجهزة الحكومية والمراقبة الشركات والمؤسسات ذات العلاقة بقطاع السياحة بهدف التأكد من عدم وجود ما يهدد أمن وسلامة السياح وممتلكاتهم وحقوقهم المادية والمعنوية.
ـ وضع الخطط لتأمين الأفواج السياحية.
وتعد السياحة إحدى ركائز التنمية الأخلاقية والمتواصلة والسليمة بيئياً في العصر الحديث، فإن الأمن مهم جداً للسياحة ويتضح من خلال معرفة العلاقة بين مفهوم الأمن الشامل والتنمية الشاملة، أن العلاقة عضوية ومركزية ومتبادلة، فالأمن يمهد للتنمية ويُمكّن لها ويساعد على تحقيق أهدافها ويسهم في تحقيق الرفاه الاجتماعي مثلما يصون المجتمع من كافة أشكال المخاطر التي تهدد حياة أفراده ومقدراته، مثلما تساعد عمليات التنمية في نمو الدولة وازدهارها وتحقيق المستوى الملائم للإشباع الإنساني الذي ينعكس إيجابياً على العملية الأمنية.
ولابد من الإشارة إلى أن السلامة السياحية هي أمر مكمل مهم ربما يفوق بعض جوانب الأمن السياحي أهمية وهنا نود أن نشير إلى أمن وسلامة السائح بالإيجاز.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للمزيد يمكن العودة إلى:
- كتاب الدكتور بركات كامل المهيرات الأمن السياحي والتشريعات السياحية، دار الفكر، عمان، الأردن، .2009
- كتاب الدكتور مصطفى كافي ، صناعة الساحة والأمن السياحي والجرائم السياحية، دار رسلان للنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، 2009.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة