مـفهـوم الأمـن السـيـاحـي و شمـوليـتـه
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص238 - 240
2025-06-13
656
المبحث الثاني
مفهوم الأمن السياحي
أولاً- مفهوم الأمن السياحي:
ويمكن النظر للأمن السياحي على أنه جزء من الكل، أي جزء من الواقع والمنظومة الأمنية السائدة في بلد معين مع بعض الخصوصية التي تنبع من خصوصية القطاع السياحي، بنفس القدر، ومع الفارق دائماً، الذي يمكن به القـول بأن الأمن الصناعي أو الأمن الفكري أو الأمن الاقتصادي أو الأمن الاجتماعي وغيرها...... هي جزء من كل.
أي أن الأمن السياحي مسؤولية جماعية، تبدأ بتعزيز قيم الإنتماء والولاء للعاملين في قطاع السياحة لوطنهم ولعملهم، وزيادة الوعي الوطني بأهمية السياحة والأمن السياحي وكذلك تضافر جميع الجهود المشتركة للأجهزة المعنية بالسياحة والمؤسسات الإعلامية والدينية والاجتماعية والسياسية في القطاع العام، مع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني مع أجهزة الأمن العام والأمن السياحي بصورة خاصة.
مما تقدم يمكننا تناول مفهوم الأمن السياحي من زاويتين موضوعيتين فمن جهة، يمكن النظر للأمن السياحي من منظور ما هو كائن أي وصف الحالة الأمنية الراهنة التي تخيم بظلها على الواقع السياحي في بلد معين. وفي هذا الجانب يمكن التفريق بين الحالة الأمنية العامة أو الأمن العام في البلد المعني، والحالة الأمنية الخاصة بالقطاع السياحي بنفسه، وهاتان الحالتان متكاملتان تكامل الجزء والكل كما سبقت الإشارة إليه. والحالة الراهنة للأمن السياحي لها طابعها الوقائي والعملياتي، أي " الردع" أمام ما يمكن أن يخل بالأمن ومواجهة حالات الإخلال بالأمن فعلاً بالإمكانيات والتنظيم والموارد الموجودة على أرض الواقع.
ومن جهة أخرى، يمكن النظر للأمن السياحي من زاوية" ما يجب أن يكون"، أي ما يجب أن تكون عليه الحالة الأمنية في القطاع السياحي، هذه نظرة تخطيطية تستقرئ الواقع والمستقبل الأمني لهذا القطاع والمخاطر والتهديدات التي تؤثر أو يمكن أن تؤثر في الوضع الأمن السياحي، ثم وضع الخطط الأمنية للارتقاء بالأداء الأمني لمواجهة هذه المخاطر والتهديدات.
يمكن تعريف الأمن السياحي على انه "مفهوم جزئي تطبيقي من المفاهيم المكونة للأمن الشامل يقوم على توفير البيئة الأمنية المستقرة والظروف الملائمة للسياح في محيط البنية الأساسية للقطاع السياحي وخارجها، في تنقلهم وإقامتهم، منذ وصولهم حتى مغادرتهم، بحيث تتوافر لهم جميع الخدمات السياحية التي تحقق أهداف السياح في الاستمتاع بقضاء وقتهم في آمن واطمئنان، وبما يعطي انطباعاً عاماً للسياح من الداخل والخارج، بعدم وجود ما يهدد أمنهم وطمأنينتهم".
كما يعرف الأمن السياحي بأنه: " هو منظومة من المفاهيم التربوية والعقابية والإجرائية التي تحقق ظروفاً جاذبة لتنقل الناس بقطع النظر عن أهدافهم ومــــدة إقامتهم وديانتهم بطمأنينة ويسر (1).
وكذلك يشمل الأمن السياحي أمن التراث الثقافي والتاريخي والحضاري الإنساني بالإضافة إلى المشاهد الطبيعية والموروثات الحضارية، التي قد تتعرض للإتلاف أو السرقة أو التزييف أو التعدي.
ثانياً: شمولية الأمن السياحي:
أما عن شمولية الأمن السياحي فإنه يدخل في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للسياحة، وذلك للمردود الاقتصادي العالمي في اقتصاديات الدول السياحية، وتكاليف الجريمة الباهظة سواء أكان في الجانب الاقتصادي أو البشري، مما دفع الدول الأوروبية السياحية بإيلاء الجريمة الأولوية الأولى بالاهتمام مثل مشكلة البطالة، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وبناءً على ذلك أصبح الأمن السياحي بشموليته يسعى لتحقيق أهداف التنمية السياحية الإستراتيجية وأبعادها، من خلال تطبيق الخيارات التالية:
1- الأمن ومتطلبات التنمية السياحية
2- التشريعات والأنظمة.
3- العنصر البشري المؤهل.
4- التقنية الحديثة.
5- تطور مفاهيم الثقافة السياحية.
6- التخطيط الاستراتيجي السياحي.
7- التدريب المستمر (برامج التعليم والتدريب).
8 ـ الإدارة الحديثة للسياحة.
9 ـ التوازن التنموي.
10- تكامل أسباب الوقاية والأمن السياحي.
11- الاهتمام بالبحث العلمي.
12- التنسيق بين الأجهزة والمؤسسات ذات العلاقة.
13- إدارة الحدث الأمني بكفاءة عالية.
14- الاستعداد لمواجهة الكوارث والأحداث السياحية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أ. د. أحمد بن سليمان صالح الربيش ، جرائم السياح، ص102 وما بعد.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة