مفهوم الطاقة الاستيعابية واستخدام عناصر المزيج التسويقي للتحكم في الطلب السيـاحـي
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص190 - 194
2025-06-10
531
سابعاً - مفهوم الطاقة الاستيعابية: (الطاقة القصوى والمثلى)
يشير مفهوم الطاقة الاستيعابية إلى كافة التسهيلات المادية والبشرية المتاحة التي تستطيع بها المؤسسة تقديم خدماتها لزبائنها. فمثلاً في الفنادق تتمثل الطاقة الاستيعابية بعدد الغرف والأسرة المتاحة، وعدد المقاعد والصالات التي يتضمنها فضلاً عن المعدات المستخدمة في تقديم الخدمة مثل الكمبيوتر، أجهزة غسل الملابس، معدات تنظيم الغرف، أو استخدام بعض الآلات في تقديم الخدمة مباشرة للزبون، والأجهزة المستخدمة في إعداد الطعام والشراب بالإضافة إلى القوة العاملة القائمة على تقديم الخدمة.
وهذا يعني أن المؤسسة الخدمية إما أن تواجه حالة التوازن بين العرض والطلب (استثمار الطاقة المثلى)، حيث تكون المؤسسة هنا قادرة على تلبية احتياجات وطلبات زبائنها في ضوء القدرات والإمكانيات المتوافرة لديها، أما في حالة عدم التوازن بين العرض والطلب (زيادة الطلب) فإن المؤسسة هنـا تفقد السيطرة نسبياً كنتيجة لعدم توافر الطاقة الاستيعابية لمقابلة هذه الزيادة بالتالي تلجأ إلى الضغط واستغلال طاقتها بحدها الأقصى والذي قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على نوعية الخدمات المقدمة وما لذلك من آثار سلبية على العلاقة مع الزبائن ومستوى رضاهم.
ثامناً- استخدام عناصر المزيج التسويقي للتحكم في الطلب:
هناك مجموعة من الأساليب التي يمكن الاعتماد عليها بهدف التحكم بالطلب في المؤسسات الخدمية، وتشتمل هذه الأساليب على الآتية:
(1) إستراتيجية التسعير:
حيث يمكن للمؤسسات الخدمية أن تستخدم إستراتيجية التسعير بهدف معالجة الطلب على خدماتها فمثلاً ترفع الأسعار بهدف التقليل من ذروة الطلب أو تخفيض الأسعار لأجل زيادة الطلب وهذا ما هو حاصل في الفنادق في المواسم السياحية.
وعلى الرغم من ذلك فإن إستراتيجية التسعير لا يمكن الاعتماد عليها في بعض الشرائح السوقية بسبب انخفاض حساسيتها للسعر ويمكن التعبير عن ذلك من خلال الرسم البياني الآتي الشكل (4)
في حين أن بعض الشرائح السوقية تكون درجة حساسيتها تجاه السعر عالية بحيث أن ارتفاع أو انخفاض السعر يؤثر في حجم الطلب زيادة أو نقصان. والشكل رقم (5) يوضح ذلك.
حيث:
D1 :حجم الطلب على الخدمات السياحية خارج الموسم.
D2: حجم الطلب على الخدمات السياحية ذروة الموسم.
(2) إستراتيجية الترويج
حيث تتبع هذه الإستراتيجية من قبل المؤسسات الخدمية لأجل إثارة الطلب على خدماتها كما هو الحال في الفنادق المطاعم والبنوك، إذ تروج لخدماتها خلال فترة الركود لغايات زيادة حجم التعامل.
(3) الحجوزات
يعتبر نظام الحجز أسلوباً مرغوباً لدى العديد من المؤسسات الخدمية مثل: الفنادق ، المطاعم، محلات تصليح السيارات، محلات تصفيف الشعر، لذلك فإن إستراتيجية الحجوزات تجنب العملاء الانتظار لفترات طويلة، طويلة فضلاً عن نها تتيح للمؤسسة إمكانية السيطرة والتحكم في الطلب.
ويمكن للمؤسسات الخدمية التي تعاني من مشكلات التنبؤ بالطلب والسيطرة على العرض أن تستخدم إحدى الإستراتيجيتين التاليتين:
1- إستراتيجية ضغط وشدة العمل:
حيث تقوم على تحديد حجم معين وثابت من الطلبات والخدمة وأي زيادة أو نقص يمكن تغطيته عن طريق العديد من السياسات، فعند زيادة الطلب عن الطاقة المثلى يمكن معالجة ذلك من خلال تشغيل العاملين وقتاً إضافياً، التأجيل في تلبيــة الطلبات، أي أن هذه السياسة قادرة على امتصاص التغيرات التي تحصل في الطلب.
والشكل التالي يوضح ذلك.

2 ـ إستراتيجية متابعة الطلب
حيث تقوم هذه الإستراتيجية على أساس متابعة الطلب ارتفاعاً وانخفاضاً ومتطلبات ذلك الارتفاع والانخفاض وبدون تحديد حجم معين وثابت من الطلب على الخدمة، كما هو واضح في الشكل (7).

الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة