أنـواع العـمالـة فـي القـطاع السـيـاحـي
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص114 - 119
2025-06-02
659
أنواع العمالة في القطاع السياحي
إن للسياحة قدرة على توليد العمالة في الاقتصاد الوطني من خلال ثلاثة أنواع هي:(1)
أ- العمالة المباشرة : DIRECTE MPLOYMENT
وتشمل فرص العمل المتاحة في المنشآت السياحية والفندقية كوكالات السفر وشركات النقل السياحي وبيع التذاكر والتسويق السياحي ومحل بيع التحف والتذكارات والفنادق والمطاعم ودور الترويج وغيرها من الأماكن التي يزورها السائح.
وتهتم معظم الدراسات بهذا النوع من العمالة (2) ويشير إلى عدد فرص العمل المتولد عن الإنفاق السياحي. فقد أوضحت دراسة Archer ، أن العمالة المتولدة عن وحدة واحدة من الإنفاق في القطاع السياحي تمثل ضعف العمالة المتولدة عن وحدة واحدة من الإنفاق في أي قطاع آخر.
وعلى سبيل المثال فإن المنشآت الفندقية من الدرجة الممتازة تتطلب عمالة بنسبة عاملين اثنين مقابل كل غرفة تنشأ ومن الدرجة الأولى بنسبة (3) عمال لكل غرفتين وهكذا بحيث يمكن القول بوجه عام أن كل غرفة فندقية سياحية تقام على أرض الدولة تهيئ العمل لعامل، ومن ثم تفتح بيتاً.
كذلك فإن كل سيارة سياحية يقابلها عاملان في المتوسط ومن ثم تفتح بيتين وهكذا التشغيل الذي يهيئ دخلاً مناسباً للمواطنين يعتبر أحد عوامل دعم الاقتصاد بل ويعتبر أحد أهداف الاقتصاد الوطني (3).
كما وقد حصل VAUGAN في دراسته له عام 1977(4) عن مضاعف العمالة (Multiplier Employment) في أدنبره ( Edinburgh) على أن معدل العمالة المتولدة عن إنفاق (1000) جنيه إسترليني في قطاع الإقامة على النمو الذي يوضحه الجدول التالي:
جدول (17) فرص العمالة في قطاع الإقامة
لكل إنفاق قدره (1000) جنيه إسترليني
- الفنادق 0.187
- بيوت الضيافة 0308
- بيت وإفطار 0284
- مخيمات 0171
- كرافانات 0113
ومن جهة أخرى أسفرت الدراسات التي أعدها الكاتب (Geoffery Wall) في ترانداد وتوباجو (1977) عن العمالة المتولدة في القطاع الفندقي، أن الحجرة الفندقية تعمل على توليد عمالة مباشرة قدرها (1.2) عامل.
ب ـ العمالة غير المباشرة: Indirect Employment
وتشمل العمالة غير المباشرة الناتجة للإنفاق غير المباشر للسائح مثل قطاع الإمداد (الطعام والشراب) المحلات التجارية السياحية (الأثاث والمباني... والأطباء البشريين والأسنان... الخ) (5).
وقد أفرزت الدراسات التطبيقية التي أجريت على العديد من الأقاليم ودول العالم السياحية عن أثر الإنفاق السياحي في توفير العمالة غير المباشرة. فقد اتضح من دراسة ( Archer (1973) (6) عن منطقة الكاريبي . أن كل (9) فرص عمل تتولد مباشرة في القطاع السياحي والفندقي تقابلها فرصة عمل واحدة غير مباشرة في القطاعات الأخرى.
وعلى سبيل المثال فإن فندقاً يملك (1000) سرير سيؤمن استخدام حــــوالـي (500) شخص من ذلك الفندق، إضافة إلى (500) شخص آخر على الأقل في مواقع أخرى كالمؤسسات التجارية المساعدة مثل المصانع المختصة بالغسيل والكي، والحمالين وسائقي السيارات والدكاكين وساحات الترفيه والمرشدين السياحيين وعمال التسويق والإنتاج، بالإضافة إلى التأثير في الصناعة الإنشائية، لأن الإنفاق السياحي المتزايد يستوجب تشييد منشآت سياحية إضافية كالفنادق والموتيلات وبيوت الضيافة والشاليهات وقرى الاستجمام مما يؤدي إلى تأمين فرص عمل لعديد من الحرفيين (7).
ج- العمالة المحفوزة:
وتشمل العمالة التي تتولد في الاقتصاد نتيجة للإنفاق السياحي فبخلاف العمالة المباشرة وغير المباشرة. يتولد في المجتمع نوع ثالث من العمالة يحفزه الإنفاق السياحي. وفي دراسة لـ (vaugan) عام 1977 عن مدينة Edinburgh أن كل (1000) ألف جنيه إسترليني تعمل على توليد ( 0.142) فرصة عمل مباشرة و (0.022) فرصة عمل غير مباشرة و (0.027) فرصة عمل محفوزة (8). وبالمحصلة أن الأنشطة السياحية توفر حوالي (2.75) فرصة عمل لكل غرفة فندقية، فإذا افترضنا تشييد فندق سياحي في منطقة سياحية معنية بطاقة (200) غرفة فإن ذلك يعني توافر حوالي (550) فرصة عمل في مجال أنشطة الإقامة والسياح والترويج. نستطيع القول أن ازدهار السياحة والترويج يؤدي إلى تعدد فرص العمل المتاحة في الأنشطة المرتبطة بها (9) مثل "الدوائر التي يحدثها حجر يلقى على سطح ماء بركة هادئة.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية توظف صناعة السفر حوالي (5) خمسة ملايين شخص، ويبلغ دخلها (260) مليار دولار سنوياً. تجنى من خدمات السياحة الداخلية والسياحة الدولية، أما في بريطانيا فإن السياحة توظف مليون فرد، ويصل دخلها إلى عشرة مليارات دولار سنوياً (10).
إن ظاهرة توليد فرص عمل نتيجة الإنفاق السياحي تستمر بمعدل متناقص حتى استنفاذ كامل طاقتها، وترجع هذه الظاهرة إلى ما يسمى بأثر مضاعف الاستخدام (11) Employment. Multiplier Effects . ويمر هذا المضاعف مــن خلال الأنواع الثلاثة السابقة الذكر.
وهنا تبدو بعض الملاحظات على العمالة Employments المتولدة في القطاع السياحي والفندقي نذكر منها :
1. إن الإنفاق السياحي يؤدي إلى زيادة الدخل القومي بالتالي يؤدي إلى زيادة العمالة في المجتمع. ولكن ليس من الضروري أن يتساوى معامل الدخل مع معامل العمالة.
2. إن آثار الإنفاق على العمالة يكون متأثراً بنوعية النشاط السياحي والفندقي. وعلى سبيل المثال في دراسة أعدها JUD جود عام 1974 عن العمالة في المكسيك اتضح أن العمالة قد زادت في الفنادق والموتيلات بواقع (111%) فيما بين (1960 - 1970)، بينما كان الرقم (127%) في أنشطة المطاعم والمقاهي.
3. إن العمالة تتأثر بأنماط المهارات المطلوبة والمتاحة في سوق العمل المحلي. فالسياحة تتطلب قدراً كبيراً من العمالة ذات المهارات المحدودة بينما تحتاج إلى وظائف قليلة لمستوى الإدارة العليا والوظائف التخصصية والإشرافية، وقد تشغل هذه الوظائف من القطاعات الاقتصادية الأخرى أو من خارج المنطقة التي يقع فيها النشاط السياحي. وعلى سبيل المثال، فقد ذكرت Brun Swick (1972) أن الوظائف التخصصية والإشرافية تكون في حدود (5%) من إجمالي العمالة، كما أن معظم أعمال التدبير الفندقي وإعداد الطعام يكون من نصيب الإناث (النسبة 3: 1) لصالح الإناث.
4. أن السياحة قد تجتذب أفراداً ينخرطون في قوة العمل من القطاعات الأخرى. كما قد تجتذب أفراداً من خارج الاقتصاد النقدي. أو قد تمتد إلــــى الزوجات اللاتي لا ينخرطن في سلك الوظائف أو الأفراد الذين اعتزلوا الخدمة وقد تكون الوظائف الجديدة لبعض الوقت Part Time فقط (12).
5. إن قدراً كبيراً من العمالة في القطاع السياحي يكون موسمياً ويتعرض على النطاقين المحلي والقومي لتقلبات متنوعة. وفي كثير من الأحيان يتطلب الأمر تشغيل عمالة إضافية لمواجهة الزيادة في الطلب خلال فترة الذروة.
ويعزى هذا الوضع هؤلاء الذين يرغبون في العمل بصفة موسمية مثل: الطلبة وربات البيوت والعاطلين الذين يرغبون في العمل لبعض الوقت. ولا شك أن الموسمية في القطاع السياحي تعكس آثاراً عديدة على النواحي الاقتصادية والاجتماعية وبخاصة موضوع طاقة العمل العاطلة في فترات غير الموسمية.
6. نظراً للموسمية ومستوى الأجور في القطاع السياحي مقارنة بغيــره مـــن القطاعات قد تكون غير مرضية فقد تواجه الخدمات السياحية صعوبة في اجتذاب العمالة المدربة والمؤهلة تأهيلاً مناسباً على نحو الذي واجهته المملكة المتحدة في الستينات وفرنسا في السبعينات. ولذا فإن سياسة الأجور تلعب دور هاماً نحو توفير هذه النوعية من العمالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) د. الروبي، نبيل - 1987 - اقتصاديات السياحة - مر مرجع سابق، ص 173.
(2) Mcintosh,R.W, 1980- Tourism: Principles..... P.182.
(3) ا . د. عبد الوهاب، صلاح الدين - تخطيط السياحي - العدد الثاني - الدار القومية للطباعة والنشر، ص26.
(4) MATHEISON. A. and Wall.G, 1982- Tourism: Economic, Physical and Social Impacts, Longman, London, P79.
(5) ( Bhatia,A.K - 1985 - Tourism Development P.195.
(6) Alister. OP. cit. P87.
(7) Negij, 1990 - Tourism and Travel: Con cepts & principles p75.
(8) Matheisona. And Wall G, 1982. op.cit.p78.
(9) الزوكة، محمد خميس - 1992 - صناعة السياحة في المنظور الجغرافي، دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية ص 239.
(10) الريماوي، حسين – 1998 – مدخل إلى السياحة والاستجمام والتنزه، دار النظم، عمان، ص158.
(11) Matheison A. and Wall G,- 1982. op. cit, p76.
(12) تجتذب الفنادق والمطاعم في المملكة المتحدة الإناث فمن بين ثلاثة من العاملين اثنين كما أن ثلث منهن يعملن نصف الوقت.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة