انـواع فـئـات السيـّـاح واختلافـهم
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص62 - 64
2025-05-28
238
يختلف الناس في مدى اندفاعهم للسفر، وفي طريقة قيامهم بالسياحة، ومدى ممارستهم لتحقيق رغباتهم والبعد الذي ينطلقون إليه بعيدين عن بلدهم. وذلك نتيجة لظروفهم ونفسيتهم ومعتقداتهم وتكوين شخصيتهم وعند ما يدخل موقع سياحي أو منطقة أو بلد عالم السياحة، فإنه سيجد نفسه أمام مراحل وفئات من السياح تتوالى لزيارته، وقد دلت الدراسات على وجود خمس فئات من سياح متميزة في مدى اندفاعهم للسياحة وهي:
1- المكتشفون: ونسبهم قليلة (5ـ7 %) وهم أشخاص يغمرهم حسب الاستطلاع ويندفعون إلى التعرف على كل شيء جديد في السياحة، ويحققون سبقاً عن غيرهم، ويبحثون خلال سفرهم عن الصدف الغربية والأحداث غير العادية، ويتفاخرون بمغامراتهم ويعتزون بجرأتهم ومعارفهم النادرة، ويتسمون بأن لهم نظرة إنسانية للعالم، وتطلعات إيديولوجية سامية وأفكار أساسية، ومعظمهم من الشباب.
2- المبتكرون: وهم حوالي (15%) من السياح على استعداد لرؤية الجديد، ولكن بعد حساب المخاطر والكلفة، ويقودون سفرتهم بأنفسهم، ومعظمهم من أصحاب الدخل المتوسط، ولا يهتمون كثيراً لموضوع مستوى الخدمات
السياحية، ودون أن يخرجوا من سفرهم بصداقات يخلصون لها، ويحاولون العودة إلى مواقع زيارتهم السابقة، ويتسمون بالثقافة والواقعية.
3- الأكثرية : حوالي (%35) وهم السياح العاديون الذين يدرسون جميع أمور السفرة، ويحاولون عمل شيء خاص في كل رحلة، ويرغبون في أن يكون برنامج سياحتهم مضموناً وكاملاً، كحجز الفنادق ووسائل النقل وحتــــى المطاعم. مقدماً، وينقادون للدليل ويحبون النظام والسياحة الجماعية.
4- المتأخرون: حوالي (30%) لا يتقبلون الجديد في السياحة حتى يتأكدوا أن كل شيء منتظم وحقيقي ومستقر. ويبتعدون مواجهة الغرائب والمخاطر ويسألون كثيراً عن المواقع أو البلد المقصود، ومعظمهم من فئة كبار السن الأغنياء هواة التراث التاريخي أو التحف القديمة والمواقع الدينية، وتدعى هذه الفئة (الفئة المحافظة للسياحة).
5- الأخيرون: (13-15%) ذوو عقلية جامدة (رجعيوا السياحة) لا يقبلون الانطلاق للسفر حتى يتأكدوا من أن جميع الناس سبقهم. وأن السلامة مؤمنة والموقع قديم وعريق، يحيط بهم الخوف والقلق والتساؤل المستمر والمتعب للدليل أو قائد الرحلة.
وتظهر مراحل الاستجابة هذه واضحة، عندما تنشأ فيها مواقع سياحية جديدة، ونظام جديد للنقل أو المبيت أو نمط جديد للسياحة (موضة أو ممارسة مبتكرة)، فمثلاً دلّت الدراسات على توجه طلائع أو رواد السياحة (المكتشفون) مــــن شـمال أوربا إلى جنوبها في الخمسينات، ثم إلى شواطئ المتوسط وشمال إفريقيا في الستينات في حين بدأت مرحلة لمبكرين في بلغاريا واسبانيا والأكثرية في جنوب أوروبا في الستينات. وحالياً يندفع المكتشفون إلى جنوب شرق أسيا واستراليا، مع بداية طلائع المبكرين في السبعينات، أما في الثمانيات فقد عاشت فرنسا واسبانيا وإيطاليا واليونان مرحلة الأكثرية.
ونظراً لظروف الشرق الأوسط، (أو بسبب الإدارة السياحية غير الخبيرة)، فإن تلك المسيرة متعثرة فيه وإن مجموعات من كل فئة تطل على المنطقة من بقايا المراحل التي مرت على بلدان جنوب أوربا، ووصلت إلى الشرق الأقصى متجاوزة دول الشرق الأوسط. وإذا تحقق السلام والتوازن السياحي في الشرق الأوسط فسيدخل مرحلة الأكثرية، ويصبح ، معقداً للمتأخرين وحتى المكتشفين.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة