كـيفـية تـطـور السيـاحـة والسفـر
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص34 - 36
2025-05-26
298
المبحث الثالث
كيف تطور السياحة والسفر ؟
المصطلحات والتعاريف في السياحة مازالت قيد المناقشة، وتخضع للتطور مع الزمن وبحسب المكان لأنها تتأثر بموقف البلد من السياحة ومستوى تطورها لديه، فكلمة السفر ببساطة هي "فعل الحركة"، ولكنها تأخذ في مجال السياحة صيغاً" أخرى عديدة" مثل فعل الحركة إلى مكان آخر بهدف المعرفة والمتعة لكن ليس للعمل أو للإقامة لان تلك الفعاليات تزيل الطابع الاقتصادي. لقد تطور مفهوم السياحة والنظرة إليها في العالم عبر الزمان للتكامل ضمن ثلاث مراحل رئيسية كما يلي:
الأولى: منذ بدايات ظاهرة السياحة في العالم في القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الأولى، كانت النظرة إلى السياحة اقتصادية بحتة، محورها تبادل الخدمات من قبل المكان بالمال الذي ينفقه السائح، وكانت هذه النظرة تقتصر على الاحتياجات الضرورية في مجالات المبيت والإطعام والنقل وبعض الأنشطة البسيطة.
الثانية: منذ نهاية الحرب العالمية الأولى بدأت الدول ترسم حدودها الثابتة، وتصدر التشريعات والأنظمة وإجراءات تخص السفر والسياحة، كما نشأت في العالم أنظمة سياسية واقتصادية متباينة، أضافت إلى المفهوم الاقتصادي جانباً آخر هو النظرة السياسية، والموقف من السياحة ومن فئة أو فئات من السياح، ومن سفر المواطن إلى بلد أو بلدان معينة، وانعكست تلك الأوضاع على السياسة السياحة لكل بلد، بحيث تفاوت مستوى التعامل مع السياحة (حرة - مقيدة - ممنوعة).
الثالثة: بعد الحرب العالمية الثانية تصاعد نمو السياحة، وتسابقت الدول في تجهيز مواقعها السياحية بهدف اجتذاب السياح. ومع التطور الكبير في وسائل ونظم النقل، بدأ التطور الكمي في السياحة، بحيث أصبحت جماهيرية الطابع، وأصبح مئات الملايين من السياح يتحركون في أنحاء العالم. ورافق ذلك ظهور تأثيرات اجتماعية سلبية وإيجابية هامة وخطيرة، وانعكس ذلك ببروز جانب آخر للسياحة هو النظرة الاجتماعية. وفي السنوات الأخيرة برزت مسائل أخرى هامة مرتبطة بنمو السياحة، وأصبحت محور الأبحاث والدراسات والمؤتمرات الدولية: مثل: سلامة أمن السائح - الصحة السياحة - سلامة البيئة - الحفاظ على التراث والآثار - استثمار الأبنية التاريخية والأثرية سياحياً ــ حق السفر كأحد حقوق الإنسان ــ التعاون السياحي الدولي والسياحة المستدامة (المخططة لأمد طويل الأجل بتوازن مع البيئة والثقافة) السياحة الإلكترونية.
في المراحل الأولى لتطورها اقتصرت السياحة على البعد الاجتماعي وعلى الطبقات الغنية من المجتمع affluent على أساس أن الإنسان اجتماعي بطبعه لذلك فهو ينتقل طالباً للمعرفة والإطلاع على الحضارات والعادات والتقاليد والثقافات لشعوب المختلفة. ولكنه بعد تدفق الأعداد الهائلة من السياح بدأت الشعوب بالاهتمام بالمردود الاقتصادي والأهمية الاقتصادية والاجتماعية والجوانب الأخرى للسياحة. وهذا بطبيعة الحال يشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، خلق الوعي الوطني، التعريف بقضايا المجتمع وبنشر السلام والمحبة، وكذلك لإيقاف الهجرة المتواصلة من الأرياف إلى المدن المكتظة بالسكان.
إلا أنه ونظراً للأهمية الخاصة للسياحة، فقد تحولت الصناعة السياحية إلى مفهوم اقتصادي يعتمد على النظريات الاقتصادية والمطبقة على القطاعات الاقتصادية الأخرى وخاصة نظرية العرض والطلب. إذ انه عندما ازدادت الحركة السياحية الكلية بدأت الدول تتزاحم على الحصول على حصتها من الحركة السياحية العالمية ومحاولة زيادة حصتها من فترة إلى أخرى من خلال برامج خاصة تقوم بإعدادها وتنفيذها.
عندما ازدادت حركة المنافسة بين الدول لاجتذاب السياح بدأت بعض الدول النشطة بالقيام بحملات تسويق سياحي لترويج مناطق الجذب السياحي والتسهيلات والخدمات التي توفرها للسياح في الأسواق المستهدفة والعناية الخاصة بمناطق الجذب السياحي المتوفرة وإيجاد البنية التحتية والفوقية والتكامل المطلوب من قبل السوق المستهدف من السياح.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة