1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

عطش الاستقلال عند الشاب

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 46 ــ 49

2024-10-29

109

الشاب، بشكل طبيعي له عطش للاستقلال والشخصية، وهذه الرغبة خلقت معه بحكمة الله تبارك وتعالى. فقد قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إن الابن (وزير سبع سنين) وهذا يعني ان الوالدين يجب ان يتصرفا معه باعتباره (وزيراً) وهكذا يلبيان طلباته الطبيعية، ويحترمان شخصيته واستقلاله، لكي يخلقوا منه شخصاً مفيداً ولائقاً للمجتمع.

وعندما يهتم الوالدان بطلبات ابنهم الطبيعية، ويعملان وفق أوامر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) فإنه سينشأ معتمداً على نفسه ويكون ذا شخصية، وفي المستقبل يكون إنساناً مستقلا ذا إرادة، وعنصراً مفيداً وثميناً، يستفيد منه المجتمع.

تشدد الأبوين:

وإذا لم يهتم الوالدان برغبات أبنائهم الشبان، ولم يلتفتا إلى قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ووقفا بصلابة وخشونة وعنف بوجه رغبات أبنائهما في الاستقلال واحتقرا هذه الرغبات وأهاناهم وقمعا شخصياتهم، أو قاما بالتدخل في أعمال أبنائهما متجاوزين الحدود على اعتبار أنه واجبهما في المسؤولية عليهم، أو سلبا منهم فرصة التفكير بالإشراف عليهم دون حساب، أو حمايتهم دون مبرر فإنهما يقطعان عليهم فرصة الاعتماد على النفس، وبهذا سوف يعتمدون على الآخرين، ونتيجة هذا التصرف غير الصحيح يمكن أن تظهر على شكلين غير مرغوبين في أبنائهما الشبان.

أولاً: من الممكن أن يفقد الشاب مقاومته إثر الضغوط الشديدة والإشراف المتعب من قبل الوالدين فيستسلمون للشروط الموجودة، وينصرفون عن طلب الاستقلال. طبعاً مثل هذا الشاب سيكون شاباً منسجماً مع الوضع الذي هو فيه، ولا يخلق المتاعب لوالديه، ولكن هذا النوع من التربية يقتل الكفاءات الكامنة لدى الشاب، ويجعله ضعيفاً، متخلفاً لحرمانه من الاستقلالية والاعتماد على النفس وفي المستقبل سيكون من جملة الأفراد التعساء والبؤساء.

تدخل الوالدين:

(عندما ينشأ الشباب معتمدين على الأخرين ولا يتمنون الاستقلال فإن المدرسة والبيت سيكونان هادئين بوجودهم، ولكن سيكون لهم مستقبل غير ثابت، لم تكن والدة فيليب لتدرك هذه القضية، كما أنها لا تستطيع في المرحلة الثانية ان تفهم سبب فشل فيليب، حيث إنها كانت دائماً تتدخل في كل مسألة له ولم تكن تسمح له حتى بأداء أعماله الشخصية. فهي لم تكن لتعرف أن سبب فقدانه الشخصية وفشله ناتج عن هذه التدخلات غير الصحيحة، كان فيليب يحب الوحدة ويكره المدرسة، ولم تكن لديه القدرة على اتخاذ أي تصميم حول أي موضوع، وكان فيليب يعيش تحت إشراف أمه، فهي تعين له أين يذهب، وماذا يلبس، وماذا يقول وفي النتيجة لم يكن هناك عناء لكي يجد فيليب أسلوباً لنفيه، فقد كانت أمه هي التي تخطط له كل شيء، تشتري له الملابس وتنظم له برامج عطله. بل كانت هي التي تعين له الفرع الذي يجب أن يدرس فيه، وكانت نتيجة هذه القدرة وتدخل الأم، أن نشأ شاب مثل فيليب ابناً لا يقدر على تحمل أية مسؤولية، ليس قادراً على الاعتماد على نفسه، كما لم يكن هناك من قام بتربيته على أساس أن يتقبل المسؤولية والاستقلال، كان يلعب كرة القدم ولكنه كان فاشلاً. أصغر الأطفال كانوا يستطيعون ضربه، كان يجيد السباحة جيداً لكنه لم يكن مستعداً لترأس فريق السباحة، وكان يقول لا اريد أن أجذب انتباه أحد، ولم يكن يندفع لمعرفة وتدقيق وتفحص وميل نحو أي أمر، كما لم يكن يبحث عن أية مسألة ولا يبدي أية علاقة تجاهها لكي لا يتحمل بالتالي أية مسؤولية، فقد كان يخشى من قبول أية مسؤولية) (1).

التشدد والتنازع:

ثانياً: إن الشاب الذي يعتمد على نفسه وتكون له إرادة قوية يقف بثبات أمام ضغوط الوالدين غير الصحيحة ولن يغض النظر للتخلي عن شخصيته واستقلاله اللذين هما من حقوقه الطبيعية والشرعية وفي هذه الحالة التي يشتد فيها الاختلاف، يبدأ التمرد والطغيان وينقلب جو الأسرة إلى ساحة للصراع والمشاجرة والصياح والخشونة، والدموع والبكاء والقلق والاختلاف والتضاد كل هذه الحالات ستصبح برنامجاً عادياً لمثل هذا البيت وكلما زاد الوالدان من ضغطهما ازدادت المشاكل.

(إن المرحلة الأخيرة للانقلاب الروحي للشباب، هي عدم الرضى والبؤس والحزن، وتأتي هذه المرحلة عندما يبدأ الكبار بزيادة تحكمهم، بهدف حفظ احترامهم ومكانتهم، بينما الاحترام هو وليد حسن العلاقة والمحبة وكلما ازدادت الشدة وقام الكبار بمراقبة الشباب والضغط عليهم كانت لنتيجة انفصال الشبان وهروبهم) (2).

إن الوالدين المسلمين اللذين يريدان تربية ابن شاب ذي شخصية إنسانية لائقة، عليهما أن يعملا بقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وينفذا أوامره المثمرة كما يجب عليهما أن يعتبرا الشاب وزيراً للأسرة، ويحترما شخصيته ويستشيراه في الشؤون الداخلية، ويدرسا آراءه، وبهذه الطريقة يلبيان طلبه في الاستقلال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المشاكل الروحية للشباب، ص 62.

2ـ المصدر السابق.