تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
في السديم
المؤلف: يعقوب صرُّوف
المصدر: بسائط علم الفلك وصور السماء
الجزء والصفحة: ص133–136
2023-11-06
957
لما ترجم أستاذنا الدكتور فان ديك كلمة Nabulae بكلمة سديم في كتاب الفلك الذي ألفه لم يكن يعلم على ما يظهر أنَّ أبا الحسن الصوفي أكبر علماء الفلك عند العرب، رأى سديم المرأة المسلسلة وسماه «لطخة سحابية»، وأشار إليه وإلى غيره مما يماثله بكلمة اللطخة أو السحابي لكن كلمة سديم عاشت باعتمادنا عليها في المقتطف وفيما كتبناه عن الرأي السديمي، فصار من الصعب تركها والرجوع إلى كلمة لطخة ناهيك أن كلمة لطخة مبتذلة بمعنى آخر ينصرف الذهن إليه وليس كذلك كلمة سديم فهي أولى بأن تكون عامية.
والسدام 1 كثيرة جدا وموقعها بين النجوم لا يتغيَّر، وهي مختلفة الأشكال بعضها لولبي وبعضها حلقي وبعضها مستدير كالسيارات وبعضها غير منتظم؛ أي ليس له شكل محدود وقد رسمنا في الأشكال التالية صورة سديم السلاقي وهو لولبي وسديم الشلياق وهو حلقي وسديم المرأة المسلسلة وهو لولبي أيضًا أو لولبي وحلقي في وقت واحد، وسديم الجبار وهو غير منتظم. فالسديم اللولبي قرص تحيط به أذرع معكوفة عليه أو دوائر تحيط به كأنه إسفنجة ملئت ماءً، وأديرت على نفسها فخرج منها الماء بقوة التباعد عن المركز، ودار حولها قبلما ابتعد عنها، وله شأن كبير في علم الفلك إذ يظنُّ أن النظام الشمسي كان سديمًا مثل هذا، فانفصلت أجزاء منه تكونت منها السيّارات وبقيت بقيته فتكونت منها الشمس كما سيجيء.
وأول مَنْ رأى السديم اللولبي لورد روس، وذلك بنظارته الكبيرة التي قُطْرُ مرآتها ست أقدام، وسديم المرأة المسلسلة أكبر السدام اللولبية؛ لأنه يمتد نحو درجة وهو الذي ذكره الصوفي باسم اللطخة السحابية، ويُرى بالعين المجردة في الليالي الصافية إذا لم يكن القمر مضيئًا.
والسدام اللولبية بيضاء النور ونورها ضارب إلى الزرقة وهي أكثر أشكال السدام عددا، فقد قدَّر الأستاذ كيلر عدد ما يرى منها بنظارة مرصد لك مائة وعشرين ألفا، وأوصل الأستاذ بيرن هذا العدد إلى خمسمائة ألف ومن رأيه أنه قد يرى منها أكثر من مليون سديم إذا زادت آلات التصوير إتقاناً ولكن أكثرها صغير جدًّا لبُعْدِهِ الشاسع. والسديم الحلقي حلقة مفرغة كاسمه في وسطها نجم، وقد كان محسوبا من نوع السديم اللولبي، والسدام التي من هذا النوع قليلة أشهرها سديم الشلياق ويُعرف بالسديم الحلقي وهو المرسوم في الشكل 16–1، ولا يُرى بالعين لبعْدِه الشاسع، والنجم الذي في وسطه من القدر الخامس عشر وقد رصد شيبارلي الفلكي هذا السديم فوجد أنه يكاد يكون من النوع اللولبي.
والسديم المستدير صغير جدًّا إذا نظر إليه بالتلسكوب ظهر كأحد السيارات، وواحد منه سائر في الفضاء نحو الأرض بسرعة بين ثلاثين ميلا وأربعين ميلا في الثانية من الزمان، فيقطع في السنة أكثر من مائة مليون ميل، فهل هو غاز لطيف لا خوف منه؟ وكيف يتأتى للغاز أن يسير بهذه السرعة ويحفظ قوامه أو الفضاء الذي هو جار فيه خال من كل مادة يحتمل أن تعوق سيره؟
والسدام غير المنتظمة ليس لها شكل قياسي مخصوص أشهرها سديم الجبار ومركزه وسط سيف الجبار، وهو يُماثل سديم المرأة المسلسلة حجمًا ويظهر بالسبكتروسكوب أنه غاز ملتهب، وفي برج الرامي سديم مثلث الأجزاء يخرج من قلبه ثلاثة خطوط مظلمة تقسمه إلى ثلاثة أجزاء، وفي شعر برنيكي أكثر من مائة سديم مجتمعة معا في بقعة لا تزيد سعتها على وجه القمر.
ويظهر من البحث بالسبكتروسكوب أن مادة السديم اللولبي باردة نوعا؛ ولذلك يكون نوره أبيض، وأما السديم الذي نوره ضارب إلى الخضرة فغاز كله، وفيه آثار العنصر المسمى كروميوم وهو موجود أيضًا في إكليل الشمس.
(1) سديم السلاقي اللولبي. (2) سديم الشلياق الحلقي.
(3) سديم المرأة المسلسلة اللولبي. (4) سديم الجبار غير المنتظم.
شكل 16–1
يظهر مما تقدم أن بين الأجرام السماوية لطخًا سحابية منيرة وهي السدام على أنواعها وعناصرها مثل عناصر الشموس والسيَّارات والأقمار وطيوف الأجرام السماوية كلها متدرجة من البسيط في السدام إلى المركَّب في الشموس والسيارات، أفلا يحق لنا إذن أن نستنتج أنَّ هذه الأجرام يتولَّد بعضها من بعض؟ وأبسطها السدام وبعدها الأجرام المركبة الملتهبة كالشموس ثم الجامدة الباردة كالأرض والمريخ، ويستحيل على الإنسان أن يثبت ذلك بالمشاهدة؛ لأن سنيه قليلة وهذا التولُّد يقتضي ملايين الملايين من السنين، ولكن ما تتعذّر رؤيته بالعين لا يتعذَّر على العقل استنتاجه وهنا يتصل بنا البحث إلى آراء العلماء في تكون أجرام السماء.
___________________________________________
هوامش
1– جمع سديم كنِسام جمع نسيم ولعل جمعه على سُدّم أولى، ولكن الدكتور فان ديك اختار الجمع الأول فشاع استعماله.