الفصل الثاني

أبـعاد السلـوك التنظيـمي 

مقدمة   

القاعدة تقول أن هناك علاقة بين السلوك والاستجابة حيث يأتي بعد الاستجابة الإدراك لتتوسع مدارك الإنسان على مر السنين وتتوسع قدرته على ملاحظة سلوك الآخرين بما في ذلك التفسير والتنبؤ كلُ بطريقته الخاصة حسب معلوماته وخبراته المكتسبة بل قد يصل الأمر للوصول إلى التعميمات التي تصل إلى حد الاعتقاد عن طريق الملاحظة والإحساس والأقوال والأفكار الشائعة وهذا يعني أن معرفتنا تأتي مباشرة عن طريق تجاربنا مع الأشياء التي نتعامل معها أو عن طريق خبرات الآخرين، كثير من المعتقدات قد يكون صحيحاً والكثير قد يجانبه الصواب .

المهم أن نعي وندرك أن كثيراً من تصوراتنا عن السلوك الإنساني قائمة على التخمين لا على الحقائق لذلك يساعد الاعتماد على المنهج العلمي لدراسة السلوك الإنساني كثيراً على تفسير وفهم والتنبؤ بالسلوك الإنساني في المنظمات.

تعريف السلوك التنظيمي (السلوك الإنساني في المنظمات) 

هو دراسة التأثير الناتج عن الأفراد أو المجموعات أو الهيكل التنظيمي على السلوك في المنظمات بغرض انسجام وترشيد تلك المتغيرات لتحسين الكفاءة التنظيمية.

احد المتغيرات الأساسية في التعريف السابق هو المنظمات والمقصود به الهيكل الذي يتكون من مجموعة من الأشخاص ينسقون جهودهم ويوجهونها نحو تحقيق أهداف محددة. فالسلوك التنظيمي يميل إلى معالجة مواضيع لها علاقة بالعمل والوظيفة والغياب وترك العمل والإنتاجية والكفاءة.

هو العقل الذي يهتم بدراسة سلوك واتجاهات وآراء العاملين في المنظمات وتأثير المنظمات الرسمية وغير الرسمية على إدراك ومشاعر وأداء العاملين وتأثير البيئة على المنظمة وقواها البشرية وأهدافها وأخيراً تأثير العاملين على التنظيم وكفاءته. هذا التعريف للسلوك التنظيمي يوضح العديد من النقاط الرئيسية:

1. بجانب التنظيم الرسمي يهتم السلوك التنظيمـي بـالأفراد والمجموعات كمجال للبحث والدراسة.

2. إنه من الضروري معرفة ودراسة سلوك واتجاهات وأداء الفرد والجماعة.

3. يلعب التنظيم غير الرسمي وبيئة المنظمة دوراً في كيفيـة سـلوك وأداء العاملين لذلك فالعلاقة بين مكونات التنظيم من ناحية والبيئـة مـن ناحيـة أخرى يجب أن تكون مجال للبحث والدراسة.

4. يؤثر العاملون على كفاءة التنظيم وعلى تحقيق الأهداف.

5. حتى يتم الإلمام بالجوانب المختلفة للسلوك التنظيمي تصبح الحاجة ماسة للبحث في العلوم السلوكية واستخدام أساليب البحث العلمي لدراسة المتغيرات في هذا الحقل المتجدد.

صفات السلوك التنظيمي:

1ـ يعتبر السلوك التنظيمي بصفة عامـة بأنه طريقة للتفكير وبصورة أضيق يمكن النظر إليـه كمجـال للمعرفة يغطـي عـدداً محدداً مـن الموضوعات الأساسية.

2ـ يمكن تصور وفهم السلوك التنظيمي كحقل قائم على المنهج العلمي وليس وبذلك فهو ليس ظاهرة عشوائية تقوم على معادلة المؤثر والسبب.

3ـ ينظر السلوك التنظيمي إلى السلوك داخـل المنظمات وكنتيجـة يرتبط بمفاهيم كالأداء وكل ما يتعلق بالكفاءة ومـا يـؤدي إلى تحقيق أهـداف التنظيم.

4 ـ يوجد اتفاق فيما يتعلق بالموضوعات والمجالات التي يتكون منهـا السـلوك التنظيمي بينما لا يزال هناك قدر من النقاش والحوار حول أي الموضوعات تحظى بقدر أكبر من الأهمية.

5. يوجد اتفاق على الموضوعات الرئيسية التي تشكل محور السلوك التنظيمي مثـل الـدوافع والحوافز والقيادة والقوة والثقة والتفاوض والاتجاهـات والإدراك والتعلم وديناميكية المجموعات وإدارة النزاعات والتغيير والتطوير التنظيمي.

مواضيع ذات صلة

مـراحـل تـطويـر تـنظيـم الـمـؤسـسة العـامـة

مـفاهيـم تـطويـر تنـظيـم الـمؤسـسة Organization Development

الخريطة التنظيمية والدليل التنظيمي وأهمية وفوائد التنظيم وأنواع التنظيم في المؤسسات العامة

مـحـددات التـنظيـم ومـكونـاتــه ( الهـيكـل التـنظيمـي للمؤسـسة )

المعـوقـات والمـشكلات التـي تـواجـه عمليـة التـفويـض

مـتطلـبـات التـفـويـض الفـعـّال

الشروط الواجب توافرها في التفويض الفعال

مـراحـل عـمليـة التـفـويـض

أهـداف وأشـكال التـفـويـض

تفويـض الصلاحيـات والتطويـر التنظيـمي (مـفهوم التفويـض وأنـواعه)

قـيـاس الـولاء التـنظـيمـي

العلاقة بين الولاء التنظيمي والمتغيرات التنظيمية