1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

العقوبة والتعزير

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  حدود الحرية في التربية

الجزء والصفحة:  ص377 ـ 382

25-8-2022

1447

كما لاحظتم أن أسس التربية تقوم على غض النظر، والعفو والرفق، والمداراة والاهتمام، وترجيح التشويق على العقوبة، بالإضافة إلى ذلك فإن المبدأ الأساسي يقوم على استعمال المحبة والأنس والصفاء والأخلاق الكريمة لتوجيه الفرد.

في حالة فشل الأساليب السابقة يجب علينا تجربة أساليب أخرى أكثر شدة كالتحول من المداراة إلى الخشونة أي تكون العقوبة إحدى خياراته.

هل أن مبدا العقاب موجود في النظام التربوي الإسلامي؟ الجواب: نعم، ولكن بحثنا هنا يدور حول شروط وضوابط وموارد وكيفية العقاب، نعرض ذلك مع الاختصار:

الإنسان والعقوبة (التنبيه)

السؤال هل أن الإنسان جدير بالعقوبة أم لا؟ الجواب: لو أخذنا المعنى اللفظي للتنبيه بنظر الاعتبار فإننا سنقول: بما أن الإنسان يولد جاهلاً في مجالات الحياة لذا فهو بحاجة إلى التوعية والتعليم.

ولو أخذنا المعنى العرفي لها بنظر الاعتبار والذي يعني الضرب فنقول هنا، الإنسان موجود منضبط ومتمسك بالمقررات والحضارة والقانون وهنا لا تجدر به العقوبة، ولكن عندما يكون متجاوزاً للحدود الإنسانية ومتخذاً للأسلوب الحيواني وسائراً في سبيله فهنا يجب القول نعم إن العقوبة والتنبيه سيكون من شأنه وهو منطقي في حقه وقد وضعه الإسلام في إطار القصاص والحد(1)، وجودها ضروري للحياة والرشد لأن بعض الأفراد يسلكون السبل الشريرة والمنحرفة ويحققون رغباتهم بطرق لا يمكن الرجوع منها إلا بواسطة العقوبة.

العقوبة مؤثرة ولكن حسب رأينا أن الخوف منها أكثر تأثيراً أي يجب إظهار شيء يجعله يخاف ويخشى العقوبة ويفكر دائماً في اجتنابها ولحفظ كرامته.

نرى بعض الأولياء يلجأون إليها والسبب يعود إلى سرعة تأثيرها ومفعولها.

موارد العقوبة

أما موارد العقوبة فهي كالآتي:

- عندما يعلم الطفل بقبح وخطأ أمر ما ويفعله.

- عندما تفشل سبل الإصلاح الأخرى ولا تؤثر به النصيحة والموعظة.

- عند تحذيره من هذا الفعل أو حتى تم تهديده ولكن بدون فائدة

- عندما يكون عالماً وفاهماً.

- عند صدور الأخلاق الحيوانية منه ويبقى مصراً على مخالفة القانون والانضباط.

شروط العقوبة

- يجب أخذ قدرته على التحمل بنظر الاعتبار.

- اجتناب الأغراض الشخصية والعقد التي تجبر على العقاب.

- لا تكون لها صبغة مخجلة أو انتقامية ولا يضاعف مقدارها المحدود والمعقول.

- لا تؤدي إلى الجرح ونقص في الأعضاء.

ـ يجب أن يكون الولي مسلط على أعصابه أثناء العقوبة.

- تتناسب مع نوعية الجريمة أو الخطأ وتقع ضمن الضوابط الشرعية والعقل.

- قدر الإمكان تكون ملائمة وبالمستوى الذي تجعله يلتفت إلى وضعه وظروفه.

- التفكير بآثارها وعوارضها المستقبلية وبشرط أن يكون نفعها أكثر من ضررها.

حدود العقوبة

حدها يتحدد برجوع الطفل عن الانحراف والعودة من طريق الخطأ.

ـ يجب ان لا تكون بالمستوى الذي يقضي على استقلاله.

- يجب إشعار الطفل بأن جزاءه هو هذه العقوبة ولن يظلمه أحد بذلك.

- لا تؤدي الى تحطيم روح الرفض والمقاومة لديه وتجعله فرداً مستسلماً.

- لا تؤدي به العقدة بحيث تجعل منه فرداً متربصاً لتفريغ عقدته هذه على الآخرين.

- لا يمكن إجراؤها على الطفل الصغير وإنما على الفرد المميز.

- لا حدّ على الأطفال ولكن يؤدبونه أدباً بليغاً(2).

الآثار الجانبية للعقوبة

لها آثار سلبية ترافق الإيجابية منها:

- العقوبات وحتى التهديدات والشدة تؤدي إلى قتل ثقة الطفل بنفسه.

- يمكن أن تخلق روح الطغيان والعصيان لدى الطفل.

- ان تكررت العقوبة فإنها ستفقد غرضها لأن الطفل سيعتاد عليها.

- العقوبة الجسدية تحفز الفرد على الاستمرار بالمخالفة من خلال اعتقاده بأن جزاء عمله هذا هو العقوبة فقط ولهذا فانه سيعتاد عليها.

- تجعله فرداً ذليلاً ومستسلماً بالكامل.

- تؤدي أحياناً إلى الشعور بالضياع وهذا له خطر مضاعف.

ـ يؤثر على علاقته مع والديه ويفقد الصميمية والشعور بالارتباط معهم.

ضوابط العقوبة

- يجب ان نؤمن بانها غير لازمة في جميع الحالات ويمكن الاستعاضة عنها بالغرامة أحياناً أو تقليل العطاء.

- الالتفات إلى عمره وخصوصاً فترة الشباب التي يقوى فيها النمو الجسدي والعاطفي وقد تؤدي إلى تحطيم غروره.

- لا ننسى الهدف من العقوبة وعدم تأثره بالانفعالات والأغراض الشخصية.

- يجب أن يعلم الطفل سبب العقوبة، مثلاً سبب ضربه من قبل الأب أو المربي لكي يبتعد عن الأعمال الخاطئة والاستعاضة عنها بالحسنة.

- الأفضل أن تكون بالخفاء وخصوصاً بعيداً عن أصدقائه والأفراد الذين يخجل أمامهم.

- تتناسب مع الخطأ وأن تنبع من التفكير والتخطيط.

- أن تكون بعد وقوع الخطأ مباشرة ولا نسمح بأن يمضي عليها زمن طويل.

- لا يتجاوز حده المعقول بحيث تتضاعف العقوبة مثلاً، فإن ضربته فلا يمكن أن تتعامل معه بشدة أو قسوة أو تجرحه بالكلام لأن هذه الأساليب قد تكون مضرة للقلب والروح (حسب البحوث والتحاليل).

الموارد التي يجب اجتنابها

ـ يجب أن لا تكون بسبب قوله الحقيقة وإن كانت مرة وقاسية.

ـ أن لا تطغى العقوبة على التشويق والتشجع في البيت.

-لا تحصل العقوبة دون الفكر بعواقبها وتقييم نتائجها.

- الخطأ المكرر لا يحتاج إلى العقوبة المتكررة ويجب إيقاف الضرب، ويجب البحث عن علة تكرار ذلك الخطأ.

- ان حاولت الأم التشفع له فلا تكسر ذلك واصرف النظر عن العقوبة.

- العقوبة بعد أخذ العهد منه على عدم تكرار ذلك الفعل اشتباه وخطأ.

- تنفيذ العقوبة يكون من قبلك ولا تدع الأمر لشخص آخر كالأخ أو الصديق.

- لا تتجاوز العقوبة حد الضرب خلف اليد أو المؤخرة ولا يجوز تعذيبه.

- يجب اجتناب العقوبة المفاجئة وعليك إخباره بنية العقوبة الموجودة لديك.

- لا تؤدي إلى نقص الأعضاء أو تعريضه للصدمات.

- لا تجمع الأخطاء وتعاقب عليها مرة واحدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ حد الزنا والسرقة.

2ـ النوري - مستدرك الوسائل: ج18، ص47، نقل عن الإمام الكاظم (عليه السلام).