x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أنا أخشى الموت
المؤلف: ريوهو أوكاوا
المصدر: كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة
الجزء والصفحة: 201 ـ 205
5-5-2022
1710
بحسب تقديري فإن ما يزيد عن 90 في المائة من الناس يخشون الموت. وعلى الأرجح، نحو نصفهم تقريباً يقولون إنهم لا يؤمنون بالحياة بعد الموت، ويتساءلون في الوقت نفسه، (لكن ماذا لو؟). حتى أولئك الناس لا يستطيعون نفي وجود الآخرة تماماً.
بالتالي، يخاف كثير من الناس من الموت لعدم ثقتهم بوجود حياة بعده. فعلى الرغم من أننا نسمع الكثير من القصص عن العالم الآخر، إلا أننا لا نستطيع أن نحدد ما إذا كانت حقيقية بالفعل، لأن أولئك الذين انتقلوا إلى العالم الآخر لم يرجعوا قط إلى عالمنا. ومن الطبيعي أن يخاف الناس من المجهول.
نحن لا نخشى زيارة البلدان الأجنبية، لأننا نسمع عنها من الناس الذين زاروها قبلنا. لكن لو كان الناس الذين يذهبون إلى الخارج يختفون ولا يعودون أبداً، فإننا سنخشى حتى في التفكير في السفر إلى هناك.
علاوة على ذلك، اتت معظم معلوماتنا عن عالم ما بعد الموت من القصص المخيفة والمرعبة عن الموتى والأشباح. بالتالي فإن ما نخشاه ليس الموت بحد ذاته بل الأشباح. فعندما يفكر العديد من الناس في العالم الآخر، يتصورون أنهم سيتحوّلون إلى شبح، وهذه هي الفكرة التي ترعبهم وتدفعهم إلى إنكار وجود مثل هذا المكان المرعب.
ـ الخارطة الجيّدة للعالم الآخر تزيل الخوف من الموت
مع أن الجحيم موجودة فعلاً، إلا أن الجنة هي بالفعل عالم من النعيم تسكنه الأرواح الصالحة. واليقين بوجود هذا العالم الرائع يمنح الناس أملاً كبيراً.
إذا كان الخوف من المجهول هو الذي يجعلنا نخشى الموت، فإن الخارطة الواضحة للعالم الآخر يجب أن تقضي على خوفنا. فمن الطبيعي أن نشعر بعدم الارتياح إذا كنا ننوي زيارة بلد أجنبي من دون أي معلومات عن وجهتنا. لكننا سنشعر براحة وأمان أكبر بشأن رحلتنا إذا كنا نملك خرائط وكتباً إرشادية.
أنا واثق من أنك تخشى الذهاب إلى غابة نائية في بلد أجنبي من دون خريطة أو دليل سفر. ولكنك ستشعر على الأرجح براحة أكبر إذا كان لديك دليل يشرح لك ما ينبغي أن تتوقعه عند وصولك. كذلك، نحن نخشى الموت لأن كثيرين منّا يرون العالم الآخر أشبه بغابة كثيفة في جزيرة نائية، يضيع فيه الناس ولا يعودون أبداً.
حتى لو ذهبنا إلى مكتبة لشراء دليل لعالم الأرواح، فإن معظم الكتب التي نجدها عبارة عن قصص مخيفة للأرواح والأشباح الغاضبة التي تطارد البشر وتسبب لهم الألم والمعاناة. إذ يحاول العديد من الوسطاء إخافة الناس عن طريق سرد قصص مرعبة عن الجحيم. ومن شأن هذه المعلومات أن تكون صحيحة إلى حد ما، لكن عليهم أيضاً الحديث عن الجوانب الرائعة لعالم الأرواح.
عندما تنظر إلى الناس الذين يعيشون في هذا العالم على الأرض، كيف تراهم؟ إن كنت ترى أمامك بؤرة من الآثام، فمن الطبيعي أن تتخيل هرجاً ومرجاً في عالم ما بعد الموت. لكن من غير المحتمل ألا ترى سوى الشر في هذا العالم. ذلك أن من يعيش بصدق وقلب نقي من العدل أن يجد عالماً جميلاً ومشرقاً بانتظاره بعد الموت.
وقد أثبت علماء الرياضيات وجود عالم متعدّد الأبعاد، بحيث يحيط بالبعد الثالث بعدٌ رابع، وبالرابع بعدٌ خامس، وهكذا دواليك وصولاً إلى البعد التاسع، لكنّهم لم يدركوا بعد أنواع عوالم هذه الأبعاد المختلفة.
وقد ألّفتُ عديداً من الكتب التي تتضمن وصفاً مفصلاً لهذا العالم متعدد الأبعاد الموجود خارج عالمنا المادي، أبرزها ثلاثية قوانين الشمس، والقوانين الذهبية، وقوانين الخلود (التي نُشرت في الولايات المتحدة تحت عنوان الأبعاد التسعة). ويشتمل كتاب قوانين الخلود تحديداً على تفسير واضح وشامل لبنية العالم الآخر.
ـ الإيمان بالآخرة يجلب السعادة
أود أن أطرح السؤال التالي: (أيّ طريقة حياة برأيك ستجعلك أكثر سعادة: العيش مع الاعتقاد أن العالم الآخر موجود أم أن ما بعد الموت العدم؟).
في الأربعين من عمرك، وأمامك خمس وثلاثون سنة أخرى حتى تموت. هل فكرتك عن السعادة أن تعيش لنفترض أنك الآن معتقداً أنه بغضّ النظر عمّا ستفعله خلال السنوات الخمس والثلاثين القادمة، سيطويك التراب وتكون تلك النهاية؟
إذا انتهى كل شيء بالموت، فهذا يعني أن جميع الأخلاقيات والفلسفات والأديان في هذا العالم ليست سوى عبث. لماذا تحسّن أطباعك؟ لأي غرض تدرس، وتعمل بجد، وتصادق الناس الذين تلتقي بهم في الحياة؟ لأي سبب تسعى وراء حياة أفضل؟
إذا اختفى وجودنا عند الموت، ستكون حياتنا فارغة. ولن يكون لجهودنا أو دراستنا لتحسين أنفسنا أي جدوى. لن تكون ثمّة حاجة لمحاولة أن نصبح أشخاصاً أفضل أيضاً. هذا يعني أننا نُخدع جميعاً للقيام بكل الأشياء التي نحاول جاهدين فعلها. بالتأكيد، من شأن تحسين الذات أن يرفع من مكانتنا أو دخلنا، ممّا قد يمنحنا سعادة مؤقتة، ولكن إذا انتهى كلّ شيء عند الموت، فلن تكون هذه سوى ملذّات فارغة.
أليس من الأفضل لك أن تعتقد أنك تملك روحاً فريدة ستظل موجودة إلى الأبد، حتى بعد الموت؟ وفي هذه الحالة، فإن جميع الجهود التي نبذلها في هذا العالم تستحق العناء.
ما هي طريقة التفكير التي تؤدي برأيك إلى السعادة الحقيقية؟ الاعتقاد أن كل شيء سوف يتبدد عند الموت أو أن روحك باقية وأن جهودك في هذا العالم ستساعدك على عيش حياة رائعة حتى بعد وفاتك؟ أي من الاثنين تفضّل؟
فكر بعناية في طريقة التفكير التي ستقودك إلى مزيد من السعادة. في النهاية، سيساعدك ذلك على قبول الحقيقة والتعرف بتواضع على العالم الأخر. ولن تخشى الموت إطلاقاً حين تتعرف على العالم الآخر وتفهم أن أسلوب حياتك في هذا العالم سيحدد نوع العالم الذي ينتظرك الوفاة. والوحيدون الذين يجب أن يخشوا الموت هم الأشرار الذين يُلحقون الأذى بالآخرين، ولا يتوبون أو يشعرون بأيّ ندم على أفعالهم. فإن لم تكن واحداً منهم، بل تعيش بطريقة تفتخر بها حقاً، فلا داعي للقلق.