ظاهرة القلق والإضطراب عند الأطفال
المؤلف:
عيسى محسني
المصدر:
أساليب تعديل سلوك الأبناء رؤية إسلامية
الجزء والصفحة:
ص124ــ127
2025-12-18
42
القلق والإضطراب
يعرف القلق والإضطراب بأنه حالة نفسية تصيب الشخص، وتجعله يشعر بحالة من عدم الارتياح النفسي؛ إذ يسيطر عليه التوتر، والخوف نتيجة تجمع العديد من العوامل الجسدية، والإدراكية والسلوكية مثل القلق الناتج من الظلام، أو رؤية بعض الحيوانات الوحشية كالكلب والهرة، أو القلق الناشئ من الذهاب الى المدرسة والحضور في الإختبارات الدراسية في نهاية السنة، وغيرها من الدوافع والأسباب التي تثير القلق والإضطراب في نفس الطفل.
تعتبر ظاهرة الإضطراب عند الأطفال من الأمور الطبيعية التي سيواجهها أغلب الأبناء، بل تعد هذه الظاهرة أحياناً من الأمور الإيجابية التي تسبب نمو شخصية الطفل وتطوره الفردي والإجتماعي مثل خوفه وقلقه من إجتياز الشارع وتفادي السيارات والحافلات عدم تعرضه الى حادث إصطدام مع السيارات ووسائل النقل، أو قلقه من مواجهة الغرباء والأجانب وعدم الثقة بهم وعدم تعرضه للاساءة من قبلهم. هذا إذا كان الخوف والقلق بشكل معتدل ومتوازن وأمّا إذا كان القلق والإضطراب الذي يعاني منه الطفل شديداً أو كان مستمراً لا يمكنه التحكم به والسيطرة عليه فلا شك حينئذ سيكون للقلق والإضطراب تأثيراً سلبياً على نفس الطفل وعلى سلوكه اليومي ولابد حينئذ من معالجته بطريقة مناسبة وسنذكر طرق معالجة القلق والإضطراب عند الأبناء.
أعراض وعلامات القلق والإضطراب
تنقسم أعراض القلق والإضطراب عند الأبناء حسب شدة الإضطراب وضعفه إلى أقسام فهي تارة خفيفة وأخرى متوسطة وأخرى شديدة ولكل حالة من هذه الحالات الثلاث علامات وأعراض مختلفة.
أعراض الحالة الخفيفة:
هناك العديد من الأعراض التي ذكرت للحالة الخفيفة من الإضطرابات مثل عض الشفتين ولحسهما، اللعب بأزرار الثياب، اللعب بالشعر واللهو بالأشياء التي تتواجد حوله مثل القلم والمشط والدفتر وغيرها من الأعراض التي تدل على وجود إضطراب خفيف عند الطفل، ولا ينحصر هذا النوع من الإضطراب بصنف خاص من الأبناء بل هو عام، ونستطيع أن ندعي أن هذا القسم من الإضطراب موجود في أغلب الأبناء بمختلف حالاتهم وصفاتهم ولهذا لا ينبغي للآباء أن يقلقوا من وجود هذا الإضطراب عند أبنائهم لأنه يعدّ من الحالات الطبيعية التي يصاب بها أغلب الأولاد، وستزول عنهم بمرور الزمن.
أعراض الحالة المتوسطة
ذكر الأخصائيون للحالة المتوسطة للإضطراب عددا من الأعراض والعلامات منها: مضغ الأظافر، تقشير الجلد وتقشير قروح الجسم، نتف شعر الرأس، الحركات اللاإرادية، السلوك العدواني، الغمز اللاإرادي للعين، مشاكل النوم، التبول المتكرر واللاإرادي والكوابيس والأحلام السيئة، التصرفات العصبية وغيرها من الأعراض التي قد تنشأ من كثرة الضغوطات النفسية التي يواجهها الأطفال جراء نزاع الأبوين والخلافات الأسرية الأخرى التي تحدث أمامه وقد يكون هذا النوع من الإضطراب بسبب المولود الجديد الذي ولد في هذه الأسرة، وقد يكون لأسباب أخرى نشير إليها فيما بعد.
ولا بد للآباء أن يتنبهوا إلى أن إضطراب الأولاد في هذه الحالة ليس أمرا طبيعيا بل يعد من الحالات الشاذة التي لا ينبغي أن يصاب بها الأولاد حيث تؤثر سلباً على الصعيد النفسي والجسمي. فإذا وجدوا هذه الأعراض لدى أولادهم فليبادروا إلى معالجتها قبل أن تتضخم وتترك أثرها السيء على أبنائهم.
أعراض الحالة الشديدة
تتميز أعراض هذه المرحلة عن المرحلتين السابقتين بشدتها وحدتها بل تعتبر من الأزمات النفسية التي يتحتّم على المصاب بها أن يراجع الطبيب النفسي، وقد ذكروا جملة من الأعراض لهذه الحالة كإصابة الطفل بالدوّار، أو الشعور بالتقيء، نبض القلب والتنفس السريع، التبول المتكرر، تصبب العرق من اليدين تغير لون الوجه والخلل في الذاكرة، الإكثار من نقد الذات، عدم الإهتمام بالوضع الظاهري، عدم القدرة على أخذ القرار الحاسم، التدخين، تعاطي المشروبات والكحول، الإنعزال، عدم التركيز وغيرها من الأعراض التي تدل على وجود خلل في الأجهزة العصبية والتي تنشأ غالباً من المشاهد والمناظر المخيفة والمروّعة
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة