x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أنا لا أتّفق مع مديري
المؤلف: ريوهو أوكاوا
المصدر: كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة
الجزء والصفحة: ص169 ـ 174
29-3-2022
1608
ـ العلاقة الجيّدة مع المدير شرط حيوي لنجاح حياتك المهنية
أعتقد أن أكثر من 90 في المائة من العاملين في الشركات يعانون من مشكلة ما في العلاقات المهنية. عادة، نحن لا نختار الشخص الذي نعمل من أجله، وفي كثير من الأحيان، لا نختار حتّى الشخص الذي يعمل لدينا. لذلك، ومن أجل توفير بيئة عمل جيدة، علينا أن نتعلم كيفية تقويم العلاقات المتشابكة.
بالطبع، قد يحالفنا الحظ أو يعاكسنا عندما يتعلّق الأمر بالأشخاص الذين نعمل معهم. فإن كان المدير جيّداً، يمكننا أن نكرس أنفسنا للعمل ونجند كل طاقاتنا. أما إذا لم نتفق مع مديرنا، فسيصعّب ذلك الأمور علينا. وهذه مسألة قد يضطرّ الجميع في عالم الأعمال التعامل معها عاجلاً أم آجلاً.
كقاعدة أساسية، لن نتمكن من النجاح ما لم نكن على علاقة جيدة بمديرنا المباشر. وحتى لو تمكنا بطريقة ما من تمهيد الطريق للنجاح، فلن يؤدي ذلك إلى نتائج باهرة.
إذاً، ما الذي يجب علينا فعله حين لا ننسجم مع الشخص الذي نعمل لديه؟ يولد هيكل حياة الشركات، من نواح عديدة، ثقافة تشبه ثقافة المجتمع الإقطاعي. إذ يُتوقع من الموظفين أن يكرسوا أنفسهم لخدمة الشركة والمساهمة في نموّها. وللمضي قدماً، يجب أن يكونوا محبوبين من قبل (النبلاء)، أي كبار المسؤولين في الشركة، والمديرين، وكبار الموظفين. وهذا أمر علينا قبوله ببساطة.
من حين لآخر، يتمكن الناس من النجاح في الشركة التي يعملون فيها على الرغم من العلاقة الصعبة التي تربطهم بمديرهم المباشر. فقد يمنحهم شخص آخر في منصب أعلى فرصة للتقدم. ولكن في كثير من الحالات، يكون هؤلاء الناس قد كسبوا أعداء لهم في مرحلة من المراحل، وسيتم استبعادهم في نهاية المطاف.
غالباً ما يكون فرط الثقة بالنفس سبباً لعدم اتفاق العديد من هؤلاء مع مدرائهم. فعندما لا يتفقون معهم حول طريقة إتمام العمل، ينصرفون إلى التنفيذ حتى لو خالفوا مشيئة مديرهم. وقد يظنون أنهم قاموا بعمل جيد، لكنهم يحصلون في نهاية المطاف على تقييم منخفض لأدائهم. هذا النوع من التجارب محبط، وقد يلجاً الموظف إلى طلب العمل تحت إشراف شخص آخر أو الانتقال إلى قسم آخر. ولكن هذا مأزق شائع يقع فيه كثير من الناس في عالم الشركات.
إذا كانت علاقتك صعبة بمديرك أو المشرف عليك، عليك أن تعرف أن ثقتك بنفسك قد تكون جزءاً من المشكلة. فالأخذ برأي كل موظف من الموظفين ليس بالضرورة من أولويات الشركة، التي يتمثل هدفها الرئيس في الاستمرار والتطور كمؤسسة. وقد لا يكون لذاتك مكان في هذا المخطط.
ما هو شعورك حيال قيام إدارة الشركة التي تعمل فيها بتعيين الشخص الذي تنعته بقلة الكفاءة مشرفاً عليك؟ بغض النظر عن منصبك، لا بد أن يكون أحد أصحاب المناصب العليا مسؤولاً عن تقييم أداء مديرك. لنفترض أن المشرف عليك يعمل في منصب إداري. في هذه الحالة، ينبغي أن يتم تقييم أدائه من قبل المدير العام أو المسؤول التنفيذي. لذا فإن تعيينه مشرفاً عليك يعني أن الإدارة تثق به، وأنه يقوم بعمل جيد، وهم يدركون كفاءته. وإذا لم يكن كفؤاً كما تعتقد، فلن يحتفظ بمنصبه طويلاً. وفي هذه الحالة، سيكون الأمر مجرد مسألة وقت، وما عليك سوى التحلي بالصبر وانتظار رحيله.
لكن في الحالتين، لا بد أن يكون لدى الإدارة العليا سبب لتعيينه في منصبه الحالي. وقد لا تفهم قرار المدراء أو تتفق معه، لكن عدم موافقتك قد يعني أيضاً أنه من غير المحتمل أن تنضم أنت إلى صفوف الإدارة العليا للشركة. بالتالي، إذا كنت تخطط للبقاء في شركتك الحالية، نصيحتي لك الامتناع عن التعبير عن انتقادك الشديد لمديرك.
ـ احترم من هم في المناصب العليا
من السمات المشتركة الأخرى التي نجدها لدى الأشخاص الميّالين إلى النزاع مع الآخرين هو التسرع في الحكم. لذا، إن كانت علاقتك بمدرائك صعبة باستمرار، فتأمل في نفسك وفكر في ما إذا كنت تملك رغبة خفية في سحق من هم في السلطة.
في الواقع، من شأن الأشخاص الذين يتمتعون بروح متمردة ويرغبون في سحق القوي لحماية الضعيف أن يكتسبوا الشعبية بين العاملين تحت إمرتهم، ولكنهم قد يُرهبون المشرفين عليهم. وعلى العكس، قد يكون الأشخاص الذين لا يتمتعون بالشعبية بين زملائهم محترمين للغاية من قبل أصحاب المناصب العليا.
أي من هؤلاء الأشخاص سوف يرتقي سلم النجاح برأيك؟ على الرغم من أن الأمر قد يبدو غير عادل، إلا أنها المجموعة الأخيرة، وذلك لأن أصحاب المناصب العليا لديهم سلطة على قضايا الموظفين. فمن شأن اكتساب شعبية كبيرة بين الرؤساء أن يساعدنا في التقدم في مسيرتنا المهنية، حتى لو كنا مكروهين من قبل مرؤسينا.
في عالم العصابات، تختلف الأمور، وقد يساعدنا التمتع بالشعبية بين مرؤوسينا في الحصول على مواقع أكثر أهمية داخل العصابة. لكن معظم الشركات تملك هيكلاً صارماً ومنظماً، وللإدارة العليا الكلمة الأخيرة في قرارات الموظفين. لذا، ومن أجل التقدم في الشركة، من الضروري للغاية أن نحظى بتقدير كبير من جانب الإدارة.
من التحديات الأخرى أننا لا نعرف دائماً سبب شعبيتنا بين زملائنا ومرؤوسينا في الأساس. فربما كسبنا قلوبهم بسبب دعوتنا لهم لتناول الطعام في الخارج أو في منازلنا، لكنهم غير قادرين على تقييم كفاءتنا في العمل بدقة أو معرفة كيف يقيم رؤساؤنا قراراتنا.
إذا كنت تتمتع بالشعبية بين مرؤوسيك، ولكن رؤسائك لا يقدرونك كثيراً، فهذا يعني إما أنك تسيء فهم شيء ما، أو أنك تملك إحساساً بالعدالة يجعلك ترغب في إسقاط الأقوياء وإنقاذ الضعفاء. لكن غالباً ما تنشأ الرغبة في سحق الأقوياء من عقدة نقص. إذ يعاني أولئك الناس في كثير من الأحيان من ألم روحي يجعلهم يشعرون بالتهديد من قبل من يملكون سلطة على الآخرين، ويعتقدون أنهم بحاجة إلى القتال لمنع المزيد من الضرر. وقد يعود هذا النفور إلى مشكلة أو فشل عاشه الشخص في الماضي. وتعود ذكرى هذا الفشل لمطاردته كلّما رأى أناساً في مواقع سلطة. لكن التمسك بهذا الشعور لن يساعدنا على النمو أو التقدم في حياتنا المهنية.
نحتاج نحن البشر إلى رسم طريق وتحديد أهداف لنا في الحياة. لتحسين أنفسنا، يجب علينا احترام من هم أكثر منا قدرة وخبرة. وإذا أردنا النجاح في حياتنا المهنية، علينا أن نكف عن انتقاد مدرائنا لأن نجاحنا يعتمد على نجاح من نعمل من أجلهم.
ـ شارِك الآخرين في فضل العمل الذي أنجزته
يكافح الناس في مناصب السلطة للعثور على موظفين أكفاء. فهم بحاجة إلى فريق جيّد من الأشخاص الذين يعملون تحت إمرتهم للحصول على أفضل النتائج. ومع الموظفين الماهرين يأتي النجاح بسهولة، حتى من دون أي مجهود من جانبهم.
بعبارة أخرى، يتمثل الطريق الأضمن للتقدم في الوظيفة في مساعدة مديرك على ارتقاء السلم الوظيفي، بغض النظر عن أطباعه. بالتالي علينا أن نجعل هدفنا مساعدة مديرنا المباشر على الترقية والعمل بتصميم وحماسة قويين لتحقيق ذلك الهدف. هكذا نضع أقدامنا على المسار السريع للنجاح الوظيفي في عالم الشركات. لذا، ضع جانباً آراءك الشخصية، وابذل كل ما في وسعك لمساعدة مديرك على النجاح.
وعندما تقوم بالأمور بهذه الطريقة، تذكر عدم الاستئثار بالفضل. فإن رحت تتجول قائلاً إنها كانت فكرتك أنت أو أنك أنت من قام بكل هذا العمل، فقد يقوم أحدهم بالإيقاع بك.
مع أن الأمر قد يبدو لك متناقضاً، لكن إذا كنت ترغب في الحصول على ترقية، فما عليك سوى إشراك الآخرين في فضل العمل الذي أنجزته. فأولئك الذين يشعرون أن جهودهم لا تنال التقدير الكافي قد يرغبون في الاستحواذ على كل الفضل لإنجازاتهم. لكن الاعتراف بجهود الآخرين سيفتح أمامك بلا شك طريق للنجاح. بالتالي، إذا كنت تقوم بعملك على أفضل وجه ممكن، وتعطي الفضل لمديرك، فسوف ترتقي بالتأكيد سلّم النجاح.