1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

أعيش في خوف دائم من التعرض للأذى

المؤلف:  ريوهو أوكاوا

المصدر:  كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة

الجزء والصفحة:  ص47 ـ 51

1-3-2022

1968

ـ الخوف من التعرّض للأذى هو نتيجة لتجربة مريرة في الماضي

من شأن العيش في خوف مستمر من التعرّض للأذى أن يكون كفاحاً بحد ذاته. وربما ما من أحد يعاني من هذا الخوف يمكنه أن يعلن أنه شعر يوماً بالسعادة. بهذا المعنى، قد يكون هذا النوع من الخوف النمطَ الفكري الانهزامي الذي يوضح على أفضل وجه كيف تتجلّى متلازمة التعاسة في حياتنا اليومية.

من المهمّ أن نبدأ بالفهم أنّ هذه المعضلة جوهرية لدى النوع البشري. إذ ينشأ هذا الخوف تحديداً من دافعنا الطبيعي للعيش في مجتمعات كبيرة. فبما أنّنا اجتماعيون بطبيعتنا، لا يمكن أن تكون سعادتنا أو تعاستنا معزولة تماماً عن تأثير المحيطين بنا وبقيّة المجتمع البشري. فكما أن سلوكنا قد يجلب الفرح أو الحزن لشخص آخر، من شأن سلوك الآخرين أن يؤثر على حالتنا الذهنية. وهذا جانب من جوانب الحياة التي لابد لنا من تقبّلها.

إن كنت محاطاً برجال ونساء ودودين ولطفاء، يقدّمون لك الدعم، ويجلبون أخباراً إيجابية، ويساعدونك على النجاح، فلن تحتاج إلى كثير من الجهد لتشعر بالرضى والسعادة بينهم. بالمقابل، إن كنت تعيش وسط أشخاص لا يكفّون عن الاستخفاف بالآخرين، وانتقادهم، وعدم الوثوق بهم، فإنّ السعادة قد تبدو لك ترفاً نادراً. وإن كانت الحالة الأخيرة تنطبق عليك، فمن المحتمل أن ترى العالم مليئاً بالعداوة والأذى. ولو تفحصنا عن كثب أولئك الذين اكتسبوا هذه النظرة إلى العالم، سنجد على الأرجح كثيراً منهم يحملون عبئاً عاطفياً لبعض التجارب المؤذية في الماضي.

تماماً كما أن الخوف من الكلاب نابع من ذكرى رهيبة لنباح أو عضة كلب في الماضي، خلال الطفولة على الأرجح، فإن الخوف من التعرض للأذى من قبل شخص آخر ناتج غالباّ عن صدمة لتجربة مؤلمة في الماضي. فبالنسبة إلى الطفل، من شأن نباح أو عضّة كلب غاضب أن تسبّب صدمة قاسية إلى حد أن مجرد رؤية كلب في سن البلوغ قد تسبّب له الخوف. كذلك، إن تعرض المرء للأذى أو الخيانة في حياته، من شأن الألم الناتج عن ذلك أن ينطبع في الذاكرة ويسبّب الخوف من الوقوع ضحية تجربة مشابهة مرة أخرى.

على سبيل المثال، يُعتبر الأشخاص الذين عايشوا تجربة الانفصال مع عدّة شركاء أكثر عرضة لتكوين اعتقاد راسخ ان أي شريك محتمل سيرحل عنه في نهاية المطاف. فيتحول هذا الاعتقاد إلى قلق، والقلق إلى بحث عن (علامات) لتأكيد صحة الشك في أن الشريك الجديد سيجلب معه الخيبة مجدداً.

ـ تولد الصورة الذاتية الإيجابية هالة تحمي من الأذى

عندما ندرس بعناية الأشخاص الذين يعتقدون أنهم ضحايا دائمون للأذى، ماذا نجد برأيك؟ ما نجده أن الخطأ لا يرتكبه فقط أولئك الذين يسببون الأذى. إذ تكشف الدراسة عن كثب وجود عنصر مشترك بين الضحايا، ألا وهو هالة عقدة الضحية. ما أقصده أن أولئك الأشخاص يعطون الانطباع للآخرين أنهم يشعرون بالأذى دائماً ويتوقعون التعرض لمزيد من المواقف المؤلمة.

على سبيل المثال، من الأخطاء النموذجية التي يرتكبونها كشف نقاط ضعفهم بتهوّر، ومنح الآخرين فرصة لذرّ الملح على جراحهم. وهذه نتيجة للقصور الذي يعانون منه في حب الذات السليم. فهم يملكون رغبة لا واعية بتدمير الذات تظهر عرضياً وبشكل متكرّر. ومن المرجح أن تكون نكسة أو فشل تعرضوا له في الماضي هو المسؤول عن إحساس قوي باحتقار الذات ترسّخ في أعماقهم وظل يردّد لهم أنهم أشخاص تافهين، وفاشلين، ولا يساوون شيئاً.

إن وجدت نفسك في أوضاع كهذه، أنصحك باستخدام التفكير الإيجابي لإخراج نفسك من تأثيرات أفكارك الباطنية. فإن واصلت الاعتقاد أنك شخص تافه، ولست بارعاً بما فيه الكفاية لتحقق شيئاً، ستجد نفسك مجرد كتلة من اليأس والإحباط. ويجب تغيير هذه الأفكار السلبية واستبدالها باعتقاد قوي أنك إنسان رائع. ارسم صورة قوية في ذهنك، يوماً بعد يوم، للحقّ الذي منحك إيّاه الله في أن تكون سعيداً. تخيل كيف أن الله وهبك الحياة وجعل بلوغ السعادة واجباً عليك.

بتلك الطريقة، ستنضح إيجابية بحيث لن يتمكن أحد من انتقادك خوفاً من أن يرتد الانتقاد إليهم. ولن يتمكن أحد من إيذائك بعد الآن، لأنك دائم البهجة والمرح والنجاح، وكل شيء سلبي يقوله الآخرون عنك ينعكس عليهم بشكل سيء، ويعطيهم الانطباع أنّهم قد يكونون هم المستائين منك.

أما بالاستغراق في الكأبة والقنوط، فإنك عملياً تمنح الآخرين أسباباً للموافقة على أي ملاحظات سلبية ينشرها الناس عنك. وبالنظر إلى معضلتك من هذه الزاوية، سترى كم أنه من المهم الكف عن إيجاد العيوب في الآخرين والبدء بتحمّل مسؤولية التغلّب على هذه المشكلة عن طريق تنمية احترام أكبر للذات، وتبديل موقفك، وتغيير أجوائك.