x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أربع علامات على انقطاع علاقتك بالتعاسة
المؤلف: ريوهو أوكاوا
المصدر: كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة
الجزء والصفحة: ص27 ـ 30
21-2-2022
1377
لكي تضع حدّاً لتعاستك، لا يجدر بك أن تُقلع عن التفكير السلبي فحسب، بل أن تصبح سعيداً وتبقى كذلك. فتماماً كما تبدأ الطائرة رحلتها بالإقلاع، وتصل بعد ذلك إلى ارتفاع الطيران البالغ ثلاثين ألف ميل فوق الأرض، نريد أن نسمو بالتوقّف عن التفكير السلبي والمحافظة على حالة سعادة دائمة.
من الوسائل الأساسية لبلوغ (ارتفاع الطيران) دراسة تجاربك غير السعيدة. إذ ينبغي أن يساعد الفحص الدقيق للماضي على تمييز الأنماط السلبية المحددة المعرّض لها أكثر من غيرها وأن يظهر لك كيف يؤثّر كل منها على حياتك. بهذه الطريقة، ستتمكن من التعرف على هذه الأنماط عند ظهورها، والعودة إلى السعادة بسرعة أكبر. وبذلك تتحسن قدرتك على السيطرة على عقلك، وتتمكن من الحفاظ على سعادتك لفترات أطول.
هل ثمة طريقة لقياس ما إذا كنت قد تخلّصت من التفكير السلبي؟ أجل! ثمة أربع إشارات واضحة تساعدك على معرفة ما إذا كنت قد بلغت حالة ثابتة من السعادة. وعندما تمتلك المؤشرات الأربعة معاً، يمكنك أن تكون على يقين من أنّك تغلبت على التفكير السلبي.
العلامة الأولى هي الاستيقاظ كل صباح وأنت تشعر بالحماسة للحياة. فالتحرر من التفكير السلبي يعتمد كثيراً على الحالة الذهنية التي تستيقظ بها صباحاً. هل تستيقظ وأنت تشعر بالاستعداد ليوم جديد، وتعتقد أن الحياة رائعة؟ فالمرء يشعر بالامتنان على سعادته إن كان يستيقظ من نومه كل يوم وهو ممتن لكونه على قيد الحياة، وشكور على يوم ثمين آخر، ومليء بالتوقعات الهائلة ليوم عظيم بانتظاره. لكن واقع أوقات الصباح لدى معظم الناس عكس ذلك. إذ يستيقظ معظم الناس وهم يشعرون بعدم الرغبة في الذهاب إلى العمل، وبعدم اللهفة لرؤية زوجاتهم أو أزواجهم، وبقلة الحماسة إزاء العمل مع زملائهم وتحمّل يوم طويل آخر. فإن لم يكن صباحك مليئاً بالتوقعات الإيجابية والشعور بالامتنان، هذا أول هدف عليك أن تضعه نصب عينيك في سعيك إلى التحرر من التفكير السلبي.
أما العلامة الأخرى فهي إحساس بالحيوية يملأ كل خلية من خلايا، جسدك ولهفة قوية ودائمة للعمل. على الأرجح، أمضى كثير من الناس عقوداً من حياتهم منجرفين في الحياة بروح مفككة، حتى إنهم ما عادوا قادرين على التذكر كيف يكون الإحساس بالحماسة أو الشغف تجاه العمل، بل يرافقهم تخوف دائم من المستقبل. والبقاء في هذه الحالة من الكسل والإعياء يومياً يبعد السعادة حتماً.
في نهاية المطاف، فإن المشهد العقلي هو الذي يحدد السعادة. إذ تعتمد سعادتك على الصور التي تسمح لها بالتكشف في عالمك الداخلي. بالتالي، تتوقف سعادتك إلى حد كبير على مدى قدرتك على الحفاظ على قوتك البدنية والعقلية طوال حياتك.
يعاني الشخص العادي عادة من الإرهاق وقلة الطاقة نتيجة مزيج من الإجهاد في العمل وقلة النوم وقلة الرياضة. بالتالي، ولكي تعرف ما إذا كنت سعيداً أم لا، تحقق مما إذا كنت لا تزال قادراً على الشعور بالحيوية - ليس على مستوى المظهر الخارجي، بل ذلك النوع الذي ينبع من أعماقك. وإذا وجدت صعوبة في ذلك، أنت بحاجة إلى البدء باستعادة حيويتك وحماستك.
العلامة الثالثة هي القدرة على رؤية الجوانب الرائعة لجميع من حولك. فالاكتفاء بملاحظة النواحي السلبية يشير إلى نظرة سيئة جداً للحياة. من المحتمل أن ترى نفسك محاطاً بالأشرار الذين يحاولون إيذاءك. وهذه النظرة التشاؤمية للحياة لا يمكن أن تؤدي سوى إلى التعاسة. ذلك أنه من الصعب جداً أن تجذب السعادة بمثل هذه الصورة القاتمة للعالم.
بالمقابل، فإن القدرة على رؤية الناحية الإيجابية للآخرين تشير إلى أنك تملك قلب إنسان رائع وتشكل صيغة واضحة للسعادة. وإن لم تكن قد بلغت هذه الحالة بعد، حاول إيجاد شيء إيجابي لدى شخص أو اثنين على الأقل كل يوم، وعبر عن ثنائك عندما تلاحظ فكرة أو عملاً مثيراً للإعجاب. هكذا، لتحرير نفسك من التفكير السلبي، اسعَ إلى ملاحظة الجوانب الإيجابية لدى من حولك والتعبير عنها.
أما العلامة الأخيرة على أنك تغلبت على التفكير السلبي فتتمثل في الاعتقاد أنك موجود في هذا العالم لخدمة غرض أبعد منك. فنحن نكتسب إحساساً عميقاً بالسعادة عندما نشعر أننا ساهمنا في سعادة الآخرين، أو بتعبير آخر، عندما ندرك أننا ساعدنا في جعل هذا العالم مكاناً أفضل. وربما ما من شكل آخر من أشكال السعادة يمكن أن يولد الفرحة الأعظم من ذاك الذي نشعر به عندما نعلم أن الحياة التي اخترناها وقراراتنا بأن نتبع قلوبنا، والجهد الذي بذلناه لنكون على أفضل وجه ممكن أدت إلى زيادة سعادة الآخرين.