x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
شركتي على وشك الإفلاس
المؤلف: ريوهو أوكاوا
المصدر: كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة
الجزء والصفحة: ص193 ـ 198
16-2-2022
1931
ـ المصاعب هي اختبار لإبداعنا
سواء كانت الشركة كبيرة أم صغيرة، يعد الإفلاس قضية خطيرة بالنسبة إلى أصحاب الشركات. وتتفاوت أوضاع الشركات. فقد يرى صاحب العمل أن شركته ستفلس في غضون شهرين، في حين يضطر آخر إلى إغلاق شركته عند انتهاء الشهر التالي. وثمّة من يكافح من أجل سداد الديون ولا يعرف كم ستدوم شركته.
وتتفاوت أسباب الإفلاس. فقد ترجع إلى انخفاض المبيعات، وربّما لا يعرف المالك سبب ذلك حتى. وقد يكون توفير منتجات جيدة بطريقة نزيهة شرطاً غير كافٍ، لأن بعض الشركات تحقق أرباحاً بوسائل غير مشروعة. وقد يتدهور وضع بعض الشركات لأن شركة منافسة استحوذت على السوق.
ولكل صاحب شركة قصّته. فمن الممكن أن يخسر متجر بقالة تتوارثه الأسرة منذ أجيال زبائنه أمام سوبر ماركت افتتح في الجوار. وبالنتيجة، لا يعود ملّاكه قادرين على تحمّل تكاليف إرسال أبنائهم إلى الجامعة، فتضطر العائلة إلى إغلاق المتجر قريباً. ومن الممكن أن ينتج انخفاض مبيعات شركة تصنيع الصلب عن الركود الاقتصادي. فلا يجد المالك مخرجاً من مأزقه ويداهمه اليأس بشأن المستقبل.
حريّ عن القول إن المناخ الاقتصادي يؤثر على أداء الشركات. فالمشاريع التي حققت أداءً جيداً لسنوات في ظل ازدهار اقتصادي قد تواجه فجأة تراجعاً في المبيعات وتتجه إلى الإفلاس بمجرد حدوث ركود. لكن في الوقت نفسه، تستمر بعض الشركات في النمو حتى في ظل الركود. لذلك، ربما يجدر بنا اعتبار الركود الاقتصادي اختباراً لبراعتنا.
عندما تكون ظروف العمل جيدة، نشعر كما لو أن أي شخص كان يستطيع إدارة مشروع ناجح. لهذا السبب، يبدأ العديد من الناس نشاطاً تجارياً جديداً، سعياً إلى جني ثمار النجاح. لكن هذا ما يولّد المنافسة، ونتيجة لذلك، تُضطرّ الشركات المتعثرة إلى الإغلاق.
لا أحد يخطط للإفلاس عند تأسيس شركة. كما أنه من الصعب للغاية تقبّل فشل المشروع. لكن مهما بدا ذلك قاسياً، إلا أنه طبيعي. فعندما يحدث فائض في العرض، يتعين على بعض الشركات الرحيل وإيجاد مجال جديد في مكان آخر. والمهم المجموعة التي ستنتمي أنت إليها. هل سيكون الحظ حليفك وتتمكن من المثابرة والاستمرار، أم سينبذك السوق ويكون مصيرك الفشل؟
إذا أردنا الاستمرار في مجال عملنا الحالي، فنحن بحاجة إلى ابتكار أفكار جديدة. علينا ابتكار وفعل شيء لا يفعله أي من منافسينا. كما علينا تقديم شيء جديد وفريد لنتميّز به عن الشركات الأخرى. ومن الطرق الأخرى لإنقاذ شركتنا من الإفلاس تنويع أعمالنا.
لا يتم اختبار قدراتنا الإدارية عندما نزيد مبيعاتنا في ظل اقتصاد مزدهر، بل عندما ننجح في الاستمرار خلال فترة من الركود ونخرج بقاعدة أعمال قوية. بالتالي إذا كانت شركتك على شفير الإفلاس، فكر بهدوء وابحث عن طريقة لتجديد أعمالك.
ـ فكّر في الانتقال إلى مجال مختلف
إن لم تتمكن في النهاية من الفوز في المنافسة، مهما فعلت أو حاولت، فعليك تقبل النتيجة. في الطبيعة، سواء بالنسبة إلى النبات أم الحيوان، يحدث الانتقاء الطبيعي عندما يزداد عدد أي نوع من الأنواع ويتجاوز حداً معيناً. فتحدث المنافسة وينخفض عدد ذلك النوع حتى يبلغ مستوى معيّناً. هذا قانون الطبيعة.
يعمل القانون نفسه في المجتمع البشري إلى حد ما. ذلك أن الحياة تكون صعبة إذا عمل جميع الناس في المهنة نفسها. تخيل عالماً كل الناس فيه أطبّاء، أو نصف سكانه ضبّاط شرطة، أو أسواق السمك هي المكان الوحيد لشراء الطعام. لكي يعمل المجتمع، نحتاج إلى جميع المهن، بما في ذلك الجزّارين والمزارعين والصيّادين. وحتّى إذا كنت ترغب في تأسيس سوق للسمك، وكانت منطقتك أساساً حافلة بأسواق السمك، فمن الأفضل لك فتح محل بقالة أو متجر خردة. ذلك أن المجتمع يعدّل نفسه للحفاظ على التوازن بين مجموعة متنوعة من المهن.
بالتالي إذا نظرت إلى ظروفك الحالية وشعرت بأنّك الشخص الذي يحتمل أن يتم استبعاده، أقترح عليك السعي للعثور على وظيفة جديدة أو مجال جديد يناسبك. في بعض الأحيان، علينا أن نقبل مصيرنا ببساطة، ذلك أن مقاومته بعناد لن تجدينا نفعاً.
ربما كنت لا ترغب في تغيير مهنتك لأنها متوارثة في العائلة منذ أجيال، أو لأنك ببساطة تحب عملك. لكن هذه الأمور لا ينبغي أن تحد من إمكاناتك. إذا كنت بارعاً في عمل ما، فمن المرجح أن تبرع في أعمال أخرى أيضاً. لذا كن منفتحاً على الخيارات الأخرى.
ـ تخلَّ عن غرورك وكن براغماتياً
تُعتبر القدرة على موازنة الإيرادات والنفقات سر الإدارة الجيّدة. والسبب الذي يجعل شركة ما تواجه الإفلاس بسيط للغاية: إنها تكسب أقلّ مما تُنفق.
للحد من العجز، نحن بحاجة إلى الموازنة بين إيراداتنا ونفقاتنا. بعبارة أخرى، علينا إما زيادة الدخل أو تقليل النفقات. بالتالي، إذا لم تجد، بعد دراسة متأنية، أي احتمال لزيادة المبيعات في شركتك الحالية، فإن خيارك الوحيد الآخر يتمثل في خفض النفقات. وأول بند يتم العمل عليه هو النفقات الثابتة. عليك التفكير أيضاً في كيفية خفض المشتريات غير الضرورية وكمية المخزون غير اللازمة.
في بعض الأحيان، يمنعنا الغرور من خفض النفقات. على سبيل المثال، هل تريد أن تبدو في صورة جيدة من خلال استئجار مكتب كبير في مبنى شاهق في موقع متميز؟ هل لديك الكثير من المكاتب غير الضرورية التي لا يستخدمها أحد؟ هل تمنح موظفيك مكافآت كبيرة في حين أنك عاجز عن دفع فواتيرك؟ هل تشتري لوازمك دائماً من تاجر الجملة نفسه من دون التحقق من الأسعار التنافسية أو التفاوض على سعر أفضل؟ إن الموازنة بين الإيرادات والنفقات من خلال زيادة الأرباح أو خفض النفقات هي الطريقة الوحيدة لتجنب الإفلاس. لذا، كن مبدعاً وقم باكتشافات جديدة، وابتكر منتجات وخدمات جديدة لزيادة إيرادات الشركة. كما يمكنك تخفيض النفقات العامة عن طريق خفض التكاليف الثابتة، مثل إيجار المكتب أو إيجار العقار.
ربما كان غرورنا يدفعنا باستمرار إلى توسيع أعمالنا وعدم التراجع إطلاقاً. لكن علينا أن نكون مستعدين للانسحاب عند الضرورة، والاّ فإننا سنفقد كل شيء. وخير مثال على ذلك هو الطريقة التي قاتل فيها اليابانيون في الحرب العالمية الثانية. إذ لم يكن لدى الجيش الياباني أي أمل في النصر، لكنه استمر في القتال، واختار موتاً مشرّفاً بدلاً من الاستسلام. لكن تذكر، خيار التراجع مطروح دائماً. فنحن بحاجة إلى الانسحاب عند الضرورة، وفي بعض الأحيان، الابتعاد كلياً.
إذا وجدت نفسك على شفير الإفلاس، فاحرص على مواجهة الواقع بشجاعة وراجع نفسك بصدق لمعرفة ما إذا كنت مدفوعاً بالكبرياء. وفي هذه الحالة، تخلَّ عن غرورك وفكّر في ما عليك القيام به من منظور براغماتي. وأنا متأكّد من أنّك ستبتكر أفكاراً جديدة تساعدك على المضيّ قدماً.