1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

أجد صعوبة في الاندماج

المؤلف:  ريوهو أوكاوا

المصدر:  كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة

الجزء والصفحة:  ص71 ـ 75

16-1-2022

2400

ـ خفف من مشاعر الدونية بمواضيع المحادثة الجاهزة

كثيرون هم الأشخاص الذين يكافحون للاندماج في الجلسات الاجتماعية. ففي معظم الأوقات، يواجه هؤلاء صعوبة في الاختلاط مع المجموعات الكبيرة من الناس، ويفضّلون البقاء بمفردهم، وغالباً ما يشعرون أنهم مستبعدون أو منبوذون. وعندما نتأمّلهم عن كثب، نجد لديهم قاسماً مشتركاً. فهم يعانون من عقدة نقص تتعلق مثلاً بشخصيتهم، أو مظهرهم، أو مستوى ذكائهم. أياً يكن السبب، فإنّ عقدة النقص غالباً ما تنتج أحاسيس بالوعي الذاتي، وبالتالي الأمل في ألا يلاحظ الآخرون نقاط ضعفهم.

قد تكون صورتك عنهم أنهم أشخاص خجولون وانطوائيون جداً. لكن من شأن البعض منهم أن يكثروا من الكلام والتباهي عندما يكونون مع الآخرين. فشخصيتهم الحقيقية انطوائية، يجدون متعة في التأملات الهادئة بمفردهم، لكنّهم يصبحون كثيري الكلام في الأماكن الاجتماعية. وعندما يرجعون إلى المنزل، غالباً ما يشعرون بالإحراج والندم على سلوكهم، ويبدأون تدريجياً بتجنب الأنشطة الاجتماعية.

ثمة أيضاً أشخاص يصبحون شديدي الخجل والهدوء في الأماكن الاجتماعية. ومن شأن هؤلاء أن يشعروا بالوعي الذاتي تجاه تعليمهم مثلاً أو ذكائهم، أو أن يشعروا بالإحراج من لدغة في الكلام مثلاً أو بعدم الارتياح مع أشخاص من الجنس الآخر. لأولئك الناس أودّ تقديم النصائح التالية.

أولاً، أغلبية الناس ليسوا قساة أو ماكرين إلى حدّ احراجك بسبب لدغة في الكلام أو أياً يكن العيب الذي تعيه في نفسك. ربّما لن يمر من دون أن يلاحظه أحد تماماً، لكن من غير المحتمل أن يسخروا منك.

ثانياً، إن كنت تخشى التحدّث أمام الناس خوفاً من الظهور كشخص غير ذكي، فربّما كنت بحاجة إلى بذل الجهد للتغيير. إن كنت لا تجد حقاً ما تتحدّث عنه، فلا يمكنك القاء اللوم على الآخرين إن لاحظوا ذلك. ذلك أن المشكلة تكمن في قلة جهدك. فربّما لم تبذل جهداً لتصبح شخصاً اجتماعياً بسبب رغبتك في حماية نفسك من الإحراج وأمَلِك في أن تحظى بنظرة ايجابية إن لزمتَ الصمت.

وصفتي لك إن كنت ممن يعانون من حالة كهذه أن تجهّز مواضيع حديث يمكنك الخوض فيها في المناسبات الاجتماعية. فالسبب الرئيسي لخجلك هو عجزك عن المشاركة في الأحاديث التي لست على دراية بها، وخوفك من إحراج نفسك بقول شيء خاطئ. غير أنه من السهل حلّ هذه المشكلة من خلال تثقيف نفسك بقراءة الكتب ومشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية حول الموضوعات الشائعة. فتجهيز مواضيع للحديث سيساعدك على الشعور بالاسترخاء خلال تفاعلك مع الآخرين وعدم الإحساس بأنك مستبعد. وهذا أمر يمكن تحقيقه بالجهد.

ـ انفتح على مختلف الناس وخذ المبادرة في الكلام

يعجز بعض الناس تماماً عن المشاركة في الأحاديث التي تدور في المناسبات الاجتماعية. وغالباً ما يملك هؤلاء شخصية جادة، إذ يعتبرون أنفسهم مهذّبين، ومجتهدين، وفلسفيين، ومثقّفين واسعي الاطّلاع. ويشعرون أن جلسات الثرثرة والنميمة دون مستواهم. فهم يفتخرون بسمو أخلاقهم وتفوّقهم على الآخرين.

أحث أولئك الناس على الإدراك أنهم ما زالوا غير مثقفين في مجالات لم يولوها اهتمامهم. فقد بنوا أنفسهم قوقعة من الفوقيّة بسبب رغبتهم في حمايتها وعدم استلطافهم للآخرين.

إن كانت شخصيّتك تتناسب مع هذا الوصف، فإن صعوبة اندماجك ناتجة عن قلة فضولك حيال الآخرين، وهو أمر يتفاقم على الأرجح بسبب موقفك الفوقي والمتعالي. فأنت تشعر أن فهمك للحياة ولهذا العالم أعلى بكثير من فهم من حولك وأنك بالتالي لا تنتمي إليهم.

لكن على المقلب الآخر من هذه المشاعر، ثمّة على الأرجح أحاسيس بانعدام الأمان ورغبة في حماية كبريائك. فربّما كنت لا تريد أن يحاكمك الآخرون على كونك فريداً. أو ربّما كنت لم تنم لديك فهماً كافياً للتنوع البشري ولا تستطيع أن ترى أن جميع الناس مميزون، بغض النظر عن هويتهم. في الواقع، يؤكّد سلوكك أنك عاجز عن التحدّث بحرّية ومرونة مع مجموعات متنوعة من الناس.

من الأمور الهامّة التي يسعى إليها المتحدّثون مثلي تقديمُ نصائح تلائم احتياجات جمهورنا. فالدليل الحقيقي على الثقافة والفهم هو القدرة على إعطاء تعاليم تناسب احتياجات كثير من الأفراد المتنوعين. فإن كنت قادراً على إلقاء محاضرات على حشد من الناس الذين يشبهونك لكنّك تعجز عن التحدث مع أناس ذوي صفات وخصائص مختلفة، فقد يكون ذلك إشارة إلى حاجتك إلى تنمية فهمك الروحي أكثر. فالكائنات البشرية أعمق بكثير مما تراه حالياً، وما زال أمامك الكثير لتتعلّمه عنها.

من المهم أيضاً أن تنمي ثقة حقيقية بنفسك وتفتح قلبك لقبول الناس على نطاق أوسع. أفسح في قلبك مجالاً أكبر لقبول أنواع مختلفة من الناس. ففي نهاية المطاف، هذا هو سرّ القدرة على الاندماج مع أطياف متنوعة من الأشخاص.

إن كنت قادراً على التحدث بشكل مريح حول موضوعات متقدّمة، لكنك تتعثّر في أحاديث الحياة اليومية البغيضة أو البذيئة، فهذا نقص يمكن التعامل معه. إذ يجدر بك أن تنمي قدرة إنسانية كافية لتتكلم مع الناس حول مختلف المواضيع التي يطرحونها.

بالتالي، إن كنت تواجه صعوبة في التواصل مع الآخرين، فمن الخطأ إلقاء اللوم على عيوبهم والاعتزاز بمشاعر الفوقية. وما عليك فعله هو التراجع خطوة إلى الخلف، والنظر إلى نفسك بتواضع، والإدراك أنك ما زلت تفتقر إلى التعلم والثقافة الروحية.