تحت شعار: (الفتوى عبق الانتصار ومسك الشهادة) انطلقت عصر اليوم الخميس (21شعبان 1438هـ) الموافق لـ(18آيار 2017م) فعاليّات مهرجان فتوى الدفاع المقدّسة الثقافيّ الثاني على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات الذي يُقيمه قسمُ الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ويأتي هذا المهرجان استذكاراً للفتوى المباركة التي أطلقتها المرجعيّة الدينيّة العُليا والاستجابة الكبيرة التي لاقتها من قبل أبناء الشعب العراقيّ.
استُهِلَّ المهرجانُ الذي شهد حضور المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة وعددٍ من مسؤوليها بالإضافة الى جمعٍ واسعٍ من الشخصيّات الدينيّة والثقافيّة والأكاديميّة وجمعٍ من مقاتلي الحشد الشعبيّ، بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، عُزِف بعدها النشيدُ الوطنيّ ونشيدُ العتبة العبّاسية المقدّسة الموسوم بـ(لحن الإباء)، جاءت بعدها كلمةُ المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) التي أكّد فيها: "الاستجابة السريعة أسقطت ما كان الدواعش يرمون اليه، فالفتوى المباركة والاستجابة السريعة من أبنائها أوقفت وأجهضت مخطّطات داعش، وانتظمت الأمور وبدأت الطغمة بالتراجع الى ما وصلنا اليه اليوم بحمد الله تعالى.." لمتابعة باقي الكلمة اضغط هنا.
أُلقيت بعدها قصيدةٌ من الشعر العموديّ شنّف بها أسماع الحاضرين الشاعر نجاح العرسان وأشاد فيها بالتضحية الكبيرة والبطولات العظيمة التي قدّمها أبناءُ الشعب العراقيّ في استجابتهم للفتوى المباركة.
لتأتي بعدها كلمةُ المشرف العام لفرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة الأستاذ ميثم الزيدي، جاء فيها:
"من دواعي السرور والفخر والشرف أن نتشرّف بإلقاء كلمةٍ تمثّل فرقة العبّاس(عليهم السلام) القتاليّة في هذا المحفل الكريم المبارك تتمحور في المرجعيّة والعراقيّين، هذه المرجعيّة التي حفظت ماء وجه الإنسانيّة بفتواها المباركة والتي كانت بلسماً لجروحنا، دائماً نقف عند عبارة (الحشد المقدّس) ونتساءل كثيراً لماذا هذا الحشد اقترنت معه هذه الكلمة الكريمة والكبيرة والعظيمة وهي (المقدّس)، ونحن نعلم أنّ في العراق هناك إجراءات كثيرة سواءً على المستوى الإداريّ أو المستوى الأمنيّ، فلماذا لم تسمَّ مجالس الإسناد المقدّسة أو الصحوة المقدّسة؟!! مع أنّها حظيت بأوامر إداريّة محترمة وذات تقدير".
مبيّناً: "هذا الحشد أخذ قدسيّته من فتوى المرجعيّة المباركة، هذه الفتوى المقدّسة التي انطلقت من النجف الأشرف لتحفظ لهذا البلد بل لبلاد العالم أجمع استقلاليّتهم وإنسانيّتهم، لأنّ هذا العدوّ عدوٌّ غاشم يريد النيل من الإنسانيّة، فلم يستهدف ديناً فقط ولا عرقاً فقط وإنّما استهدف جميع الإنسانيّة، ولكنّ المرجعيّة المباركة أطلقت فتواها العظيمة في ذلك الحين فهبّ الشعب العراقي ملبّياً".
وأوضح الزيديّ: "نحن كشعب نفتخر أن تكون بلادنا متشرّفة باحتضان الأجساد الطاهرة لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وهذا البلد يتشرّف أن يكون مسقط رأس الإمام الحجّة المنتظر(عليه السلام) من سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ونحن نتشرّف كعراقيّين أن نكون إن شاء الله مقصد هذا المصلح العالميّ عندما يُطلق ثورته الإصلاحيّة للعالم أجمع، لم تكن هذه المناسبات كلّها سواءً بمقصد هذا البلد من خلال ستّة أئمّة(سلام الله عليهم) ومولد الإمام الحجّة المنتظر، وأن تكون فتوى مرجعيّتنا المباركة وأن نكون نحن -العراقيّين- مصداقاً لفتوى المرجعيّة، لم تكن محظ صدفة وإنّما نحن جسّدناها، فالشعب العراقيّ جسّد ملحمةً لو كنّا نسمع بها سابقاً كنّا سنقول: هذه أساطير، ولكنّنا عشناها وسوف يعيش قصصها ويفتخر بقصصها أولادنا وأحفادنا، لا أريد أن أطيل عليكم ولكن أريد أن أختتم كلمتي بقصّة من هذا الشعب العظيم، وبالتحديد من أرض الفتوى المباركة النجف الأشرف". للاطّلاع على القصّة اضغط هنا.
عُرِض بعدها فيلمٌ وثائقيّ من إنتاج شعبة الكفيل للإنتاج الفنّي في العتبة المقدّسة، وثّق الخدمات الجليلة والكبيرة التي قدّمتها المرجعيّة الدينيّة العُليا للعوائل النازحة من شمال العراق الى جنوبه. ثمّ تمّ الإعلان عن مشروع موسوعة فتوى الدفاع المقدّسة التي تكفّل بها مركزُ العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة. لمتابعة تفاصيل هذا المشروع اضغط هنا.
بعدها توجّه الحاضرون لساحة ما بين الحرمين الشريفين لافتتاح معرض الصّور الفوتوغرافيّة الموثّقة لانتصارات مقاتلي فتوى الدفاع المقدّسة، وقد عُرِضت فيه عددٌ من الصور الفوتوغرافيّة وأعمال فنّية أخرى لمصوّرين وفنانيين من داخل وخارج العتبة المقدّسة.