قدّم الباحث محسن الفقيهي ورقةً بحثية بعنوان (الإمام الكاظم -عليه السلام- وتبيين مسألة الإمامة استناداً إلی القرآن الكريم). جاء ذلك على هامش مشاركته في الجلسة البحثية لمؤتمر الإمام الكاظم(عليه السلام) العلمي، الذي يشرف عليه قسم شؤون المعارف الإسلاميَّة والإنسانيّة، والمنعقد ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة، تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمّة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمّة)، للمدّة 27/ 6/ 2024م إلى 4/ 7/ 2024م. وقال الفقيهي في ملخّص البحث إنّ "لموضوع الإمامة مكانة سامية في الفكر الإسلامي وطريق تربية المجتمع، وجاءت هذه المسألة في نفس الوقت الذي حدثت فيه مسألة الرسالة والنبوّة، لقد ركّز النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله) منذ بداية البعثة ونبوّته على مسألة الإمامة، وكذلك القرآن الكريم مليء بالآيات الّتي تشير خفيًّا أو جليًّا إلى هذه المسألة الرئيسة، وللأسف الشديد، مع كلّ توصيات القرآن الحكيم والنبي الكريم(صلّى الله عليه وآله) بشأن الحفاظ على منصب الإمامة، لم يسمح أهل الدنيا للأئمّة(عليهم السلام) بالحكومة لهم".
وأضاف "جميع الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) الذين تمّ تعيينهم بأمر الله تعالی، لم يسكتوا آناً واحداً خلال حياتهم المباركة عن تبيين هذه المسألة، خاصة بالرجوع إلى آيات القرآن الكريم؛ لأنّ تربية الفرد والأمّة وسلوكهم نحو السعادة لا تكمن إلّا بالإمامة وما يتعلّق بها من تشكيل الحكومة وإجراء الأحكام الدينية، وكان لتبيين مسألة الإمامة، نقطة مشرقة في حياة الامام الكاظم(عليه السلام)؛ لأنّ هارون قد انحرف تماماً عن نظام الإمامة الإسلامية، والقضاء على هذا الانحراف الواسع، يتطلّب تفسيراً وتبييناً جوهرياً من الوحي المبين". وتابع أنّ "الإمام الكاظم(عليه السلام) في طيلة حياته الشريفة والمشرقة قد بين هذه المسألة، بوجهٍ تام وكاملٍ في مختلف الأحوال، مستشهداً بالآيات الكريمة من القرآن الكريم، وتمكن من إبداء وإظهار انحراف الخلفاء الغاصبين عن طريق الإمامة". وسلّط الباحث الضوء على أخبار الإمام الكاظم(عليه السلام) باستخدام المنهج الوصفي التحليلي في تبيين مسألة الإمامة من منظار الوحي الإلهي، والعلاقة الوثيقة بين القرآن والإمامة، وهو مضمون الحديث النبوي (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)".