المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المطاط الطبيعي
10-10-2017
انتقاء أكثر أساليب الكفاح تأثيراً
5-03-2015
Solomon,s Seal Knot
5-6-2021
The Sapir–Whorf hypothesis
10-3-2022
STEAM CRACKING OF HYDROCARBONS
26-7-2017
العدة ممن روى عن الامام الرضا (عليه السلام)
2023-02-21


أبو القاسم الفزاري  
  
3190   01:34 مساءً   التاريخ: 8-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص246-248
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 2109
التاريخ: 27-09-2015 7436
التاريخ: 27-1-2016 2868
التاريخ: 28-06-2015 4314

 

هو أبو القاسم محمّد بن عبد اللّه الفزاريّ، ولد في القيروان و نشأ فيها. و كانت وفاته سنة 345(956-957 م) .

كان أبو القاسم الفزاري رجلا متقلّب الهوى يتكسّب من أهل كلّ دولة قائمة. لمّا تغلّب مخلد بن كيداد (1) على عدد من المدن التونسية و انتزعها من يد الفاطميّين ثم خضعت له القيروان (٣٣٣ ه‍) مدحه أبو القاسم الفزاري بعدد من القصائد هجا فيها الفاطميّين و تعرّض للمذهب الفاطميّ. و لمّا تمكّن الفاطميّون من هزيمة مخلد و استرداد القيروان، و شيكا بعد ذلك، ثم بذلوا الأمان لأهل القيروان مدحهم أبو القاسم الفزاريّ بقصيدة يرفعهم فيها فوق جميع المشاهير من أهل الجاهلية و الإسلام، و يشيد بالمنصور الفاطميّ (334-341 ه‍) . و القصيدة متينة السبك سهلة التلاوة برغم ازدحامها بأسماء الرجال.

مختارات من شعره:

- قال أبو القاسم الفزاريّ من القصيدة التي يرفع فيها من شأن الفاطميّين:

لعمرك، ما أوس بن سعدى بقومه... و لا سيّد الأوبار قيس بن عاصم (2)

و لا كان ذو الجدّين بين كتائبٍ... لهاميم من بكر و حيّ اللهازم (3)

و ربّ معدّ و الأحاليف حوله... عباب كموج اللّجة المتلاطم (4)

و لا حاجب ذو القوس يخطر حوله... قروم كأسد الغيل من آل دارم (5)

و لا خالد سمّ العداة ابن جعفرٍ... و لا الحارث الشهم الفؤاد ابن ظالم (6)

و لا كان بسطام بن قيس بن خالدٍ... و عمرو بن كلثوم شهاب الأراقم (7)

و لا علم الأجواد كعب بن مامةٍ... عقيد الثناء المحض دون اللوائم (8)

بأمنع منّي في جوار خليفةٍ... عطوف على أهل البيوتات راحم (9)

كريم المساعي و الأيادي، سمت به... أبوّة صدق من ذؤابة هاشم (10)

-و قال يفتخر بالقيروان و يفضّلها على بغداد:

فهل للقيروان و ساكنيها... عديل حين يفتخر الفخورُ (11)

بلاد حشوها علم و حلمٌ... و إسلام و معروف و خير (12)

عراق الشام بغداد، و هذي... عراق الغرب بينهما كثير (13)

و لست أقيس بغدادا إليها... و كيف تقاس بالسنة الشهور

بناها كلّ بدريّ كريمٍ... كأنّ صفاح أوجههم بدور (14)

هم صلّوا بمسجدها براحا... و ليس لها جدار مستدير (15)

____________________

1) راجع ، ص ١٧٣.

2) أوس ابن حارثة الطائي من السادات الكرماء و سعدى أمّه. و قيس بن عاصم سيّد بني تميم قال فيه رسول اللّه: «هذا سيّد أهل الوبر» .

3) ذو الجدّين (من كان جدّه لأبيه و جدّه لأمّه عظيمين) ، و هو عبد اللّه بن عمرو بن الحارث فارس الضحياء (اسم لعدد من الخيل المشهورة) . و في «مجمل تاريخ الأدب التونسي» (ص 84) : ذو الحدّين (بالحاء المهملة) : مسعود بن بسطام، و كان شريفا في قومه. الكتيبة: قطعة من الجيش (المشاة أو الفرسان) . اللهاميم جمع لهموم (بضمّ اللام) : الجيش العظيم، العدد الكبير. اللهازم: لقب بني تيم اللّه بن ثعلبة (القاموس 4:١٧٩) . و في مجمل الأدب التونسي (ص 84) : بطن من بني شيبان.

4) ربّ معدّ (من مجمل تاريخ الأدب التونسي) : قصيّ بن كلاّب لأنه جمع كلمة قومه. الأحاليف (يقصد الأحلاف جمع حليف) ستّ قبائل من قريش اجتمعوا على أن ينصر بعضهم بعضا و أن يكونوا عونا على غيرهم (و هم أبناء عبد مناف، و هؤلاء متأخّرون عن قصيّ، و لكن الشاعر جعلهم حول قصيّ) . العباب: معظم السيل، أو ارتفاعه أو موجه.

5) حاجب بن زرارة رهن قوسه عند كسرى حتّى لا يعتدي قومه بنو تميم على مراعي القبائل الأخرى عند الفرات، و وفت بنو تميم بذلك. دارم من بني تميم.

6) خالد بن جعفر الكلابي و الحارث بن ظالم الغطفاني مشهوران بالشجاعة.

7) بسطام بن قيس سيّد بني بكر، و عمرو بن كلثوم سيّد بني تغلب. الشهاب: اللامع، المشهور. و الشهاب حجر يخرج من مداره حول كوكب فيصل مشتعلا إلى الأرض (كناية عن الشجاعة و الشدّة) . الأراقم (جمع أرقم: حيّة) حيّ من تغلب.

8) كعب بن مامة من مشاهير الأجواد في الجاهلية.

9) البيوتات: الأسر (جمع أسرة) المشهورة ذوات المكانة.

10) ذؤابة: أعلى الأشياء (الشريف المقدّم في قومه) .

11) عديل: مثيل.

12) الخير (بالكسر) كالخير (بالفتح) .

13) الشام (هنا) : المشرق. العراق أعظم أقطار المشرق، و تونس أعظم أقطار المغرب.

14) البدري: الذي حارب مع الرسول في معركة بدر (أولى معارك الإسلام، في السنة الثانية للهجرة، 6٢4 م) .

15) براحا: حينما كانت أرضه براحا (أرضا لا زرع فيها و لا شجر-غير مبنية) -ليس المهمّ أن يكون هناك بناء يسمّى مسجدا، بل المهمّ أن يجتمع الناس للصلاة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.