المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

عدوى العصيات القولونية Colibacillosis
30-9-2018
سرية أبي عبيدة بن الجرّاح إلى القصّة
11-12-2014
المورد لا يخصص الوارد
9-10-2014
مناهج جغرافية السكان - المنهج التحليلي
2023-03-23
خصائص نافلة جعفر (عليه السلام)
2023-03-28
الفرق بين الحرارة ودرجة الحرارة
2023-08-21


يتيمه تذكر فضل امير المؤمنين (عليه السلام)  
  
3581   03:36 مساءً   التاريخ: 21-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله)لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج2,ص120-122.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015 4566
التاريخ: 15-3-2016 3242
التاريخ: 2023-11-18 1570
التاريخ: 29-01-2015 3490

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثني عشرة وخمسمئة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جيران  شيخ من أصحابنا من بغداد وردَ إلينا زائراً ، قال : حدّثني أبو عبد الله أحمد بن عيسى بن السدي ، قال : حدّثني أبو عبد الله أحمد بن محمد البصري المقري ، قال : حدّثني أبو طالب عبد الله بن الفضل المالكي ، قال : حدّثني عبد الرحمان الأزدي السياح ، قال : حدّثني عبد الواحد بن زيد ، قال : خرجت إلى مكة فبينما أنا بالطواف فإذا بجارية خماسية ، وهي متعلّقة بستارة الكعبة وهي تخاطب جارية مثلها وهي تقول : ألا وحقّ المنتجب بالوصية الحاكم بالسويّة الصحيح النية زوج فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا ، فقلت لها : يا جارية ، مَن صاحب هذه الصفة ؟ قالت : ذلك والله علم الأعلام وباب الأحكام وقسيم الجنّة والنار ، ربّاني الأُمة ورياسي الأئمة أخو النبي (صلّى الله عليه وآله) ووصيّه وخليفته على أُمته  ، ذاك مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقلت لها يا جارية ، بِمَ يستحقّ علي ( عليه السلام ) منك هذه الصفة ؟ قال : كان أبي والله مولاه فقُتل بين يديه يوم صفين ، ولقد دخل يوماً على أُمي وهي في خبائها ، وقد ركبني  وأخاً لي من الجدري ما ذهب به أبصارنا فلمّا رآنا تأوّه وأنشأ يقول :

ما أن تأوّهت من شيء رُزيت به          كما تأوّهتُ للأطفال في الصغرِ

قد مات والدُهـم مَن كان يكفلهم            في النائبات وفي الأسفـار والحضرِ

ثمّ أدنانا إليه ثمّ أمرّ يده المباركة على عيني وعين أخي ثمّ دعا بدعوات ، ثمّ شال يده فها أنا بأبي أنت والله أنظر إلى الجمل على فراسخ كل ذلك ببركته (صلوات الله عليه) ، قال : فحللت خريطتي فدفعت إليها دينارين بقية نفقة كانت معي ، فتبسّمت في وجهي وقالت : مه خلفنا أكرم سلف على خير خلف  فنحن اليوم في كفالة أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) .

ثمّ قالت : أتحبّ علياً ؟ قلت : أجل .

قالت : أبشر فقد استمسكتَ بالعروة التي لا انفصام لها ، ثمّ ولّت وهي تقول :

ما بُثّ حبُّ عليٍّ في ضميرِ فتى            إلاّ لــه شهدتْ مِن ربِّـه النعمُ

ولا له قَدَمٌ زلَّ الزمــانُ بهـا                إلاّ له ثَبَتَتْ مِن بعدهــا قـدمُ

ما سرّني أنّني مِن غير شيعتِـــه          وإنَّ لي ما حواه العُربُ والعَجمُ.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.