أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-12-2017
707
التاريخ: 27-12-2017
621
التاريخ: 27-12-2017
690
التاريخ: 27-12-2017
734
|
شرح حال الوزارة في أيامه:
وزر له فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جهير وزارة ابن جهير:
كان فخر الدولة من عقلاء الرجال ودهاتهم. كان في ابتداء أمره فقيراً مدقعاً وترامت به الأسباب. فمن مبادئها أنه كان جالساً بالكرخ يوماً فعبر عليه غسال ممن يغسل بالخربات ومعه فصوص عتق قد استحالت ألوانها، فاشتراها منه بثلاثة دنانير وجلا بعضها، فخرج أحدها ياقوتاً أحمر، وخرج الآخر فيروزجاً جيداً، فصاغ لكل واحد منهما خاتماً من ذهب. ثم إنه تقلبت به الأمور حتى مضى في رسالة إلى ملك الروم فمد له الخاتمين، فأعطاه عشرين ألف دينار فكانت أصل غناه ونعمته.
ثم تنقل في الخدمات حتى اتصل بابن مروان صاحب ديار بكر فخدمه مدة وأثرى عنده ثروة ضخمة، فسمت همته إلى وزارة الخليفة، فأرسل سراً إلى القائم وعرض عليه نفسه وبذل له ثلاثين ألف دينار. فأرسل القائم بعض خواصه في رسالة إلى ابن مروان، وكان غرضه من إرسال ذلك الرسول أن يجتمع بفخر الدولة سراً، وقرر معه ما أراد. ثم لما أراد الرسول الرجوع إلى بغداد خرج فخر الدولة كأنه يودعه فانحدر معه إلى بغداد، وكان قبل ذلك قد فرق أمواله بالبلاد وأنفذ منها شيئاً إلى بغداد.
فلما وصل الرسول إلى بغداد وصحبته فخر الدولة أرسل القائم إليه أصحابه يتلقونه، ثم خلع عليه خلع الوزارة. ونهض فخر الدولة بأمور الوزارة أحسن نهوض، وكانت الأطراف المتاخمة للعراق عاصية على الخليفة وكان ملوكها أصدقاء فخر الدولة فكاتبهم وراسلهم واستمالهم فدخلوا في طاعة الخليفة. ثم عزل فخر الدولة عن الوزارة بسبب كدر جرى بينه وبين نظام الملك وزير السلطان. ثم أعيد فخر الدولة إلى الوزارة. ولما أعيد إلى منصبه قال ابن الفضل الشاعر يمدحه:
قــد رجع الحـق إلى نصابه *** وأنت من دون الورى أولى به
ما كنت إلا السيف سلته يد *** ثــم أعــــادته إلــــــى قـــــرابه
ولما عاد إلى الوزارة فرح الناس به فرحاً شديداً، فيقال: إنه سقاء ذبح ثوراً له لم يكن يملك غيره وتصدق بلحمه، فأعطاه الوزير بغلاً بآلته وأعطاه معه شيئاً من الذهب.
ولما مات القائم قام الوزير فخر الدولة بأخذ البيعة للمقتدي أحسن قيام. وكانت مدة وزارته للخليفتين القائم والمقتدي خمس عشرة سنة وشهراً، ومات بعد ذلك في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وزارة رئيس الرؤساء علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة:
كان وزير القائم قبل ابن جهير، ومن أجله وقعت فتنة البساسيري، وكان قبل الوزارة أحد المعدلين ببغداد وممن له معرفة بالفقه وأنس بالعلم ورواية الحديث، وجل أمره، وعظمت منزلته، ووقع بينه شر وبين البساسيري أبي الحارث التركي، وكان أحد الأمراء، فاقتضى الحال أن البساسيري هرب ثم جمع الجموع وورد إلى بغداد واستولى عليها، ثم ظفر بابن المسلمة رئيس الرؤساء فمثل به.
فمن جملة ما فعل به أنه حبسه ثم أخرجه مقيداً وعليه جبة صوف وطرطور من لبد أحمر وفي رقبته مخنقة فيها جلود مقطعة شبيهة بالتعاويذ، وأركب حماراً وطيف به في المحال ووراءه من يضربه بجلد وينادي عليه، ورئيس الرؤساء يقرأ: ً قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاءً وشهرة في البلد.
فلما اجتاز بالكرخ نثر عليه أهل الكرخ المداسات الخلع وبصقوا في وجهه، ووقف بإزاء دار الخلافة من الجانب الغربي، ثم أعيد وقد نصبت له خشبة في باب خراسان، فأنزل عن الحمار وخيط عليه جلد ثور قد سلخ في الحال وجعلت قرونه على رأسه وعلق بكلاب في حلقه، واستبقي في الخشبة حياً إلى أن مات من يومه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|