المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الوصف النباتي للثوم
7-12-2020
الانزيمات المحللة للنشا القاعدية
6-10-2016
تاثير موسبارو Mossbauer Effect
12-12-2021
خلع المطيع لله وخلافة الطائع لله
27-10-2017
اجتماع الجرح والتعديل في راوٍ واحد.
26-1-2023
معنى النسبية
2023-06-25


تربية الفتيات اجتماعيا  
  
2586   03:48 مساءً   التاريخ: 23-11-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص412-416
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-20 718
التاريخ: 20-8-2022 1503
التاريخ: 9-7-2020 1968
التاريخ: 12-1-2016 1902

إن فتاتنا قد كبرت ونزلت الى الحياة الاجتماعية الأوسع أو هي في طريقها لخوض غمارها ، وتسعى الى أن تجد لها مركزا وموقعا خاصا بها في الوسط الاجتماعي . فهي ليست من الان فصاعدا تلك الطفلة الصغيرة ذات الرغبات وتلك التصرفات الصبيانية أو المتعلقة بوالديها بشدة ، بل هي الآن شخصية كبيرة تعتد بنفسها ، وتشعر أن بإمكانها الاختلاط بالجماعة الناضجة وتتقاسم الحياة معها .

فهذه المرحلة مثل هذا الشعور عند الفتيات فيها يدلان على أنه قد حان الأوان لكي يبادر أولياء الأمور الى الاهتمام بتربيتهن وتطوير قابلياتهن في البعد الاجتماعي ، الى جانب الأبعاد التربوية الأخرى ، وتعريفهن بطرق وأساليب العيش الحر السليم في إطار القيم والأعراف الاجتماعية الصالحة ، وتحصينهن من إمكانية الانسياق وراء العقل الجمعي في التفكير والسلوك.

التقبل الاجتماعي :

الفتاة في هذه السن تتمتع بنوع من الانسجام والتكيف مع حياة الجماعة في إطار محدود ، وذلك إثر توجيهات وتربية مرحلة الطفولة في داخل الأسرة ، إلا أنه في السبع الثاني من عمرها ، أي في سن الرابعة عشر ، يجب توجيهها نحو التقبل الاجتماعي ، أعني جعلها تتقبل وتتكيف مع قواعد وأعراف وآداب المجتمع .

ويجب تعريفها في هذا المجال بالآداب ، والسنن ، والتقاليد والأعراف الاجتماعية والأخلاقية ، وتوجيهها الى ضرورة الانسجام والتكيف معها . وليس من شك في وجوب أن تكون الآداب والأعراف في عملية التقبل الاجتماعي إيجابيا وبناءة بحسب المعايير الاعتقادية الدينية.

الانسجام الاجتماعي :

من المسائل الهامة في تربية الفتيات في هذه المرحلة العمل على إعداد الأرضية لالفة العلاقات والانسجام الاجتماعي . فيجب التقليل من انفعالات الفتاة النفسية وتسكين اضطراباتها لكي تتمكن من الفة حياة الجماعة وتتفاعل معها بشكل إيجابي ومعقول في التعاون ، والاتفاق ، والاختلاف ، والتشابه ، والتضاد و ... ومن أجل بلوغ هذا الهدف ، فهي بحاجة إلى إدراك أفكار ومشاعر الاخرين والى معرفة الموارد التي يجب عليها تقبل آرائهم واحترام مشاعرهم ، ومتى تؤيد أو تعارض وكيف وعلى أساس أي الشروط والمعايير .

وبعبارة أخرى ، الفتاة بحاجة الى ملاءمة نفسها مع ظروف الأسرة ومع الوالدين ، ومع الأهل والأقارب والأقران في الخارج ، والى أن تتمكن من التناغم والانسجام والتعاون مع الأطراف المذكورة . ويجب كذلك أن تالف ، في داخل الأسرة ، الأب والأم ، والأخوة والأخوات سواء في علاقاتها الثنائية أو الجماعية بهم .

إن للعلاقات الهادئة والمنسجمة في داخل الأسرة دور هام في نمو وسلامة البناء ، نفسيا وفكريا، وفي تطورهم في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية ، والثقافية ، و العلمية .

في علاقات الصداقة الفتاة بحاجة الى علاقات صداقة وعشرة ، وذلك لكي تخرجها من وحدتها من جهة ، ولتساهم في تعويدها على الفة الآخرين والانسجام معهم وكسب الخبرات المفيدة في ظلهم من جهة أخرى . الا انه يجب تجنبها علاقات الصداقة والعشرة الخاطئة ـ باعتبارها تحمل في طياتها أضرارا ومخاطرا غير قليلة على الفتاة .

فلو كان جو الأسرة جوا هادئا ومنسجما ، وكانت علاقة الأم بالبنت علاقة ود وصفاء ، ولو استطاعت الأم أن تكسب ثقة الفتاة في إنها ستحفظ أسرارها ولا تبوح بها لأحد ، فإننا سنجد الفتاة لا تصادق او تعاشر أي كان ، وإذا ارادت أن تفعل فإنها ستأخذ بلا شك رأي الأم بنظر الاعتبار في اختيار الصديقة أو الزميلة . ومن الضروري مساعدة الأم لفتاتها على انتخاب الصديقة الملائمة ، وقد يكون من المفيد ، في بعض الحالات ، حتى المبادرة الى التعرف بأسرة صديقتها والتزاور معها بغية التأكد من سلامة العلاقة .

ومن أجل توعية الفتاة وتحذيرها من عواقب الصداقات السيئة ، من الضروري أحيانا الفات نظرها الى تجارب الإنحراف وحالات السقوط التي تعرضت لها فتيات عديدات بسبب الصداقات والزمالات المنحرفة ، وإذا وجدت تجربة حية وقريبة في هذا المجال ، فإن وقع الحديث عنها يكون أكثر تأثيرا في الفتاة.

في العلاقات العامة :

المعروف إن للإسلام رأي يختلف بشأن حضور المرأة في الحياة الاجتماعية العامة عن رأيه في هذا المجال بالنسبة للرجل . فالمرأة في المجتمع الإسلامي عادة لا تخرج الى الشارع الا من أجل قضاء حاجة ضرورية ، وإن العلاقات المختلطة السائدة في الغرب بين البنين والبنات شيء غير موجود عندنا ومحرم من الناحية الشرعية.

الا انه رغم ذلك ، فالواقع إن الإسلام لم يقيد حرية المرأة بل سمح لها بالعمل والنشاط في مختلف حقول النشاط والاختصاصات ، التي تنسجم مع طبيعتها ، ولكن بشرطين هما صيانة شرفها وعفافها ، وعدم تعريض عفة الأخريات للخطر . وهذه مسالة هامة يجب أن تدركها فتياتنا جيدا .

الإسلام يحرم أجواء الاختلاط بين الجنسين ، ويعتبر الحوارات العابثة بين الشباب والشابات وعلاقات الحب والصداقة في الشارع وتبادل الاحاديث في زوايا الحدائق العامة خطايا وآثام يجب تجنبها والابتعاد عنها حتى بالنسبة للأشخاص الذين يريدون الزواج من بعضهم في مراحل لاحقة . إن العلاقة بين المرأة والرجل لا تكتسب الحلية إلا بعد عقد القران الشرعي .

أجل فإننا نربي الفتاة على أن تكون شخصية اجتماعية ولكن ليس مثلما هو سائد في الغرب ، ونسعى إعدادها كي تتمكن من العمل بجنب الآخرين ، ولكن في الإطار والحدود المشروعة ، ونربيها على الوفاء بالعهد ، ولكن العهد الذي لا يتنافى ومعايير الدين والمعتقد . وبعبارة أخرى فإن كل شيء في حياتها يجب أن يخضع لمعايير وضوابط منطقية ومقبولة ، ميولها ، ورغباتها ، علاقاتها ، طبيعة تصرفاتها وسلوكها و ...

في الستر والعفاف :

 الإسلام يأمر النساء بنوع خاص من اللباس والستر ، ويوصيهن بغض الأبصار عن المحرمات ، وحفظ الأعضاء والمفاتن من الأعين وعدم إبداء الزينة أمام الأجانب الا بالمقدار الظاهر بشكل طبيعي وهو الوجه والكفين لقوله تعالى:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 31] ويعد السفور وكشف الشعر وتنقيشه وإبراز المفاتن والأعضاء المثيرة في الجسم عملا مستقبحا ومرفوضا من وجهة نظر الشارع الإسلامي ، ويعتبره هبوطا بمستوى المرأة وتقليلا من شأنها واحترامها في المجتمع .

اجل فقد توجد في مجتمعاتنا بعض حالات ومظاهر الفساد الخلقي وتلحظها فتياتنا ، والمهم هو أن يحذرن التأثر بها والانسياق وراء إيحاءاتها الخاطئة أو تقليد العادات الخرافية المتخلفة السائدة في مثل هذه الأجواء .

في المثل أو القدوة :

تميل فتياتنا في هذه السن عادة الى التقليد في السلوك وفي طبيعة العيش والكلام وتتجلى هذه الحالة لديهن بأشكال مختلفة. وطبيعي إن من الضروري في مثل هذه الحالة توجيه اهتمام الفتيات الى المثل أو النموذج المفيد من الشخصيات من أجل أن يقتدين بها في الحياة ويتأسين بطريقتها في السلوك والتصرف في المجتمع .

إن هؤلاء يملن بشدة الى الشخصيات البارزة والشهيرة في المجتمع ، ويسعين الى تقمص حالاتها في التصرفات والسلوك وفي العلاقات العامة وما غلى تأثيراتها على تكوينات شخصياتهن ستكون بلا شك مفيدة وإيجابية والعكس هو الصحيح أيضا .

وهذه فرصة مناسبة توجب على أولياء الأمور العمل على جلب اهتمام الفتاة على المثل والنماذج البناءة والإيجابية في المجتمع .

في الإعداد للحياة الأسرية :

وفضلا عن العادات الإيجابية ، التي يجب تحذيرها في نفوس الفتيات أثناء التربية ، فهناك مسائل أخرى تتصل بشؤون الزواج والأسرة ينبغي تقديم     التوضيحات والإرشادات الضرورية لهن بشأنها من أجل أن يكن مؤهلات ومستعدات نفسيا وفكريا للانتقال الى المراحل البعدية من الحياة حيث الواجبات الزوجية وشؤون الأسرة وإدارة البيت .

وهناك تأكيدات متزايدة في الإسلام على مبادئ الحب والمودة والتعاون والاحترام المتبادل في العلاقات الزوجية داخل الأسرة ، يجب تربية الفتيات عليها وتثقيفهن بشأنها مسبقا وقبل الذهاب الى بيت الزوجية وتشكيل الحياة الأسرية . وبخلاف ذلك لا يمكن الوثوق بالنجاح وعدم حصول المشاكل والمتاعب في هذا المجال .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.