المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



متى لا تصبح المخالفة عقوق [حدود البر]  
  
2468   01:42 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص273-281
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

لا بد من أن نحدد الحدود التي تحد هذا البر, فهل هي مطلقة ام أن هناك حدودا لذلك. وسأعرض لبعض الأمور التي لو خالفنا أهلنا فيها لا يكون ذلك عقوقا وطاعتهم فيها ليست لازمة, وهنا لا بد أن أشير الى جامع مشترك بين جميع ما سنورده وهو أن هناك قاعدة ذهبية تقول: حتى في الموارد التي لا يجب علينا إجابة أهلنا الى ما يطلبونه منا إلا أنه بالقدر الذي نستطيع فيه أن نجيبهم توددا وحبا منا ولو على حساب راحتنا, فإن ذلك من أعظم الامور التي يثاب عليها الإنسان .

1ـ الزواج ممن لا ترضي أهلي واحبها :

من المشاكل الشائعة بين الأهل وأبنائهم أن يختار الشاب شريكة لحياته يعتبرها مناسبة له على المستوى الديني والفكري والثقافي, بل وحتى الجمالي والشكلي, ثم يأتي الأهل ليعارضوه في هذا الاختيار ويقفون في وجهه ويرفضون الموافقة عليها ويصرون على أنهم لن يذهبوا معه لطبها ويقولون له إنهم سيغضبون عليه ويسألوا الله سبحانه وتعالى أن لا يرضى عنه .

في هذا المجال لا يجب على الولد أن يوافق أهله لما يطلبونه منه, بل يستطيع أن يمضي بخياره الى النهاية, ولكن لا بد من الالتفات الى الامور التالية :

أ‌- أن لا يتجاوز الحد الشرعي في الرفض فيُسيء الى أهله في ذلك فيكون يريد أن يتمسك بحقه الشرعي في اختيار من يحب, فإذا به يقوم بالإساءة الى نفسه من خلال تجاوز الحد الشرعي في التعامل معه الأهل .

ب‌- أن يحاول قدر المستطاع إقناع أهله بخياره لان الحصول عليه أفضل له ولزواجه المستقبلي.  

ج ـ لا بد أيضا أن يُقَدِر هذا الشاب أنه سيعيش وزوجته ردحا من الزمن مع والديه ولن يكون مرتاحا فيما لو كانا غير راضين عن هذا الزواج وبالتالي عليه إن وجد نفسه غير قادر على الاستغناء عن هذه التي اختارها ان يهيئ نفسه اما الى مشاكل ستواجهه ويعرف كيف يتعامل معها سلفا, أو أن يعيد النظر في هذا الخيار إن أمكنه ذلك .

هنا أتوجه للأهل أن عليهم أيضا ان لا يكرهوا ابنهم على زوجة معينة ولا أن يمنعوه من اختيار معين فهو الذي سيعيش معها، وبالتالي فان كان خياره صائبا فسيسعد معها وهم بالنتيجة يسعدون لسعادته، واذا لم تكن بالمستوى المطلوب وعاش معها أياما صعبة, فإنهم يعتذرون أمام الله سبحانه تعالى بأنهم نصحوه وبينوا له وهو يكون قد استفاد تجربة تغني حياته حتى لو كانت تجربة فاشلة .

2- الاختصاص الذي يريد اختياره :

من الخلافات أيضا مسألة أن الولد يريد اختيار اختصاص ما على سبيل الافتراض العلوم الاجتماعية في حين أن الأهل كانوا طوال حياتهم يحلمون بان يكون ابنهم طبيبا ويصرون عليه أن يختار ما اختاروه له, فهل يجب على ابنهما طاعتهما في ذلك؟

من الناحية الشرعية لا يجب عليه ذلك ولا يعتبر عاصيا إن أكمل الاختصاص الذي يريد خاصة أن هذا الامر ليس أمرا ينتهي بعد اختياره كاختيارك للباس أو طعام, بل هو مستمر مع الولد

الى آخر العمر, وهنا أيضا نقول للولد أن يعتمد الأسلوب الأنسب وعدم إيذاء والديه في رفضه

بل البحث عن وسائل ترضيهم ولا تغضبهم .

في الوقت نفسه ندعوا الأهل أن يتفهموا ابنهم ويساعدوه فيما اختاره وأن يكون دورهم توجيهيا لا أكثر فإن أصر بعد ما بيناه له فليوافقوا ويساعدوه فهو في النهاية ابنهم الذي أصبح شابا وقادرا على الاختيار وهذا ما يجب أن يفخروا به .

3- اللباس والهندام :

من الخلافات التي تقع مع الأهل أيضا الخلاف حول الهندام واللباس فبعض الأهل يتدخلون حتى في لباس ولدهم وطريقة هندامه وتسريحة شعره وهنا يفترق الأمر بين أن يكون الولد ما زال مع أبويه في نفس السكن وهم الذين ينفقون عليه, وبين أن يكون مستقلا عنهما في بيته الشخصي .

في الحالة الأولى حيث إن ما يتدخلان فيه ليس أمرا مصيريا وحيث إن عدم طاعتهما في ذلك سيوجب الأذى لهما وحيث إنه لا يجوز أذيتهما فإنه من باب التحبب والتودد للأهل على الولد طاعة والديه فيما يطلبان منه ما دام لا يؤدي الى إهانته وأذيته .

أما في الحالة الثانية فإنه لا يجب عليه أن يكون دائما كما يريدان ولكن يحرص أن لا يرياه بشكل لا يحبانه فلهم عليه حق أن لا يزعجهم ويؤذيهم .

4- طريقة التصرف :

بعض الأهل يعترضون على طريقة ابنهم في التصرف, وهنا يفصل الأمر على ثلاثة أوجه :

أ‌- أن يطلبا منه تصرفا مخالفا للشرع كما لو كان مثلا الابن متدينا لا يصافح امرأة لا تحل له وهما يريدان منه أن يصافحها, فهنا لا يجوز له طاعتهما في ذلك وليس عقوقا أن يرفض طلبهما هذا, وقد ورد في ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام) :(بر الوالدين واجب فإن كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية, فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)(1) .

وهذا يشمل ما لو طلبا منه أمرا مكروها شرعا .

ب‌- أن يطلبا منه أمرا واجبا شرعا فإنه والحالة هذه يجب عليه أداء الواجب حتى لو لم يطلباه منه, كما لو أصرا عليه أن يزور عمه المريض صلة للرحم وانهما سينزعجان منه لو لم يفعل ذلك فإنه من الناحية الشرعية يجب عليه أن يقوم بهذه الزيارة بغض النظر عن طلب والديه ومع طلبهما يصبح الامر أوجب .

وهذا الامر يشمل ما لو طلبا منه أمرا مستحبا شرعا فهو وإن كان مستحبا في الأصل لكن لو طلباه منه واعتبر أن عدم قيامه بما يطلبان منه فإنهم سينزعجان فيجب عليه في هذا المجال طاعة أبويه .

ج- أن يطلبا منه أمرا مباحا كأن يطلبا منه أن ينقل أخاه في سيارته الى مكان معين فهنا إن كان تركه لهذا العمل سيؤذيهما ويجعلهما متضايقان منه فإنه يجب عليه إجابتهما لطلبهما, أما إذا كان الامر سيان عندهما فلا مشكلة .

5- السفر :

لو أراد الابن السفر خارج البلاد والأهل رفضا ذلك فهل يجب عليه إطاعتهما في ذلك ؟ أو أنه لا طاعة لهما في هذا المجال ؟

في الأصل لا يجب طاعة الأهل في هذا المجال خاصة ان كان الولد مضطرا للسفر, أما إذا كان سفره للسياحة وكان هذا السفر يؤذيهما فإنه من الأفضل أن يبقى معهما توددا لهما وحبا بهما ويصبح البقاء واجبا إذا أدى  للإضرار بهما .

6- الجهاد ورضا الوالدين :

من الأمور التي يقع فيها الخلاف بين الأهل وأولادهم مسألة الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى: فإن الأهل في الأعم الأغلب يرفضون أن يذهب ابنهم للجهاد حرصا منهم على بقائه معهم وعدم تعرضه للخطر المؤدي أما الى قتله, أو جرحه, أو أسره .

وهنا يختلف الامر باختلاف الجهاد المطلوب, فتارة يكون الجهاد فرض عين وأخرى يكون فرض كفاية, فإن كان فرض عين فهو واجب على كل المسلمين فردا, فردا ولا يسقط عن أحدهم القادر بقيام غيره به, وبالتالي فإن هذا العمل واجب عليه ولا يجوز له التخلف كي لا يكون فارا من الزحف وحيث إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ليس للأهل منع ابنهم من الجهاد وللابن الذهاب دون تحصيل إجازة منهم, نعم يستطيع التورية عليهم بانه ذاهب الى مكان آخر للتخفيف عليهم وعدم إيذائهم .

أما إذا كان فرضا على الكفاية فهنا حالتان, الاولى: أن يكون هناك من يقوم بهذا الفرض وقيامه بهذا الأمر وعدم قيامه به لا يقدم ولا يؤخر .

الثانية : أن يكون هناك حاجة ماسة له في الجبهة ولا يقوم غيره بهذا التكليف .

في الفرض الأول لا يجب عليه الذهاب للجهاد إلا مع تحصيل إجازتهما ورضاهما, ويدل عليه ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (إن رجل قال: يا رسول الله, أبايعك على الهجرة والجهاد, فقال (صلى الله عليه واله): هل من والديك أحد ؟ قال: نعم كلاهما, قال: فتبتغي الأجر من الله ؟ قال نعم, قال (صلى الله عليه واله): ارجع الى والديك فأحسن صحبتهما)(2) .

وطبعا إن طلب النبي (صلى الله عليه واله) منه أن يترك الجهاد لبر والديه إنما يكون عند عدم الحاجة إليه في موقع الجهاد ووجود من يكتفي به, إذ لو كان هناك حاجة ضرورية لما طلب منه الرسول (صلى الله عليه واله) ترك الجهاد .

أما في الفرض الثاني فإنه حتى لو كان أصل التكليف فرضا على الكفاية إلا أنه يصبح بالنسبة لهذا الشخص فرض عين إما لنقص في عدد المجاهدين لا يسد إلا من خلاله, أو لعدم وجود من يكتفي به, بأن كان هذا الشخص يمتلك اختصاصا تحتاجه الجبهة ففي هذه الحالة يصبح الامر تماما كما لو كان التكيف فرض عين .

وهنا أيضا لا بد من طرح الموضوع مع الأهل بالشكل المناسب , ومحاولة التملص من الموضوع من خلال التورية حرصا على أحاسيسهم وشعورهم .

من جهة أخرى يطرح موضوع الإعداد العسكري من خلال الدورات التي تحتاج الى غياب عن البيت لمدة طويلة من الزمن تصل في بعض الأحيان الى ستة أشهر, وهنا الأهل يتدخلون لمنع أولادهم من الذهاب في هكذا دورات فهل يجوز للأولاد عصيان آبائهم في هذا المجال, من الناحية الشرعية لا بد من أخذ الإذن من الأهل فإن منعوا من ذلك يرجع الى الأخوة المعنيين في المسألة لمعرفة ما أن كانوا يعتبرون أن ذهاب هذا الشخص ضروري أم يستغنى عنه بغيره  وعلى ضوء ما يقوله المعنيون يحدد التوجه الشرعي, فإن كان هناك ضرورة لا مجال للتملص منها يجب على هذا الشاب الذهاب الى الدورة والتدرب حتى مع رفض والديه, نعم فليحاول التعامل مع الموضوع بحكمة من دون إثارة مشاكل .

ـ قصة وعبرة :

قد جاءني أحد الشباب في أحد المرات شاكيا تصرف أهله معه لجهة منعه من الذهاب في إحدى

الدورات, طالبا مني التدخل مع الأهل لإقناعهم بالموضوع, فحاولت ذلك ففشلت بل تم التعامل

معي بشكل سيء من الأهل, فطلبت من هذا الشاب تأجيل الموضوع سنة على الأقل ثم يذهب بدورة أخرى على أن لا يبحث هذا الموضوع كليا مع أهله ويوحي لهما أنه ترك هذا الخط وأصبح في مجال آخر بعد حوالي السنة أتت فرصة الدورة الأخرى وقبل عدة أشهر جاءني هذا الشاب وطلبت منه أن يجهز نفسه لهذه الدورة وأن يقول لأهله إن هناك رحلة الى أحد البلاد الأوروبية للسياحة وانه يريد السفر الى هناك, وفعلا حصل ذلك وعندما طرح الموضوع مع أهله وافقوا بترحيب كبير وقدموا له كل التسهيلات اللازمة ماديا .

مما يؤسف له أن الأهل يرضون لابنهم أن يكون في أجواء غير سليمة من خلال رحلات ترفيهية لا علاقة للدين والإيمان بها, بل ومظنة الفساد كبيرة أما أن يذهب ابنهم للقيام بواجب شرعي كالتدريب للدفاع عن الإسلام وعنهم, أو للقيام بالجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى فهذا أمر مرفوض وعلى ابنهم أن يكون طوع بنانهم في كل ما يأمرونه بهم .

وهنا أتوجه للأهل الكرام بالسؤال التالي: ما هي مصلحة ابنكم ؟ هل هي في نواله رضا الله سبحانه وتعالى من خلال قيامه بتكليفه الشرعي ولو أدى الى شهادته؟ أم هو من خلال ان يعيش معكم أطول مدة ممكنة حتى لو أدى ذلك لدخوله جهنم؟ مصلحة ابنكم في السعادة القليلة في الدنيا أم في السعادة الأبدية يوم القيامة ؟ ماذا ستجيبون الله سبحانه وتعالى  يوم القيامة إن سألكم لماذا منعتم ابنكم من الجهاد؟ وماذا سيكون جوابكم عندما يقول لكم إن نجاح الأعداء في السيطرة على بلاد المسلمين كان من خلال تخاذلكم انتم وبعض من هو على شاكلتكم فهذه حصتكم من هذا التخاذل ؟

قد يقول البعض الا يوجد بين هذين الحدين حدا وسطا؟ ألا يصح أن يكون ابننا متدينا قائما بواجباته من دون ذهابه الى الجهاد؟ والجواب أن الجهاد أيضا واجب ولا يصح ان نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض وقد بينا أن الأمر يختلف بين أن يكون هذا التكليف فرض عين على هذا الابن وبين أن يكون فرضا على الكفاية, قلنا إنه في حالة وجود من يستغنى به فعلى الولد مسايرة أبويه وحسن صحبتهما. أما إذا كان فرض عين فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . ولكن الأفضل للأبوين حتى في فرض الواجب الكفائي أن يكونوا أهلا مخلصين للإسلام يدافعون عنه بكل الإمكانات المتاحة ويدفعون ابنهم نحو الجهاد فيكونون كزينب (عليها السلام) التي قدمت أولادها في كربلاء دفاعا عن الإسلام والأمة الإسلامية, مع وجود الرخصة من الإمام الحسين (عليه السلام) لمن أراد أن يترك المعركة .

ـ الأهل المتسلطين :

إذا تدخل الأهل في شؤون أولادهم من باب مصلحة يرونها لهم, فهذا هو الدور الطبيعي للأهل الذي حث عليه ووجه إليه الإسلام, أما إذا فرض الأهل على أولادهم أمورا من دون أي بينة ومن دون أن يكون في ذلك مصلحة لهم ومن دون مناقشتهم فيما يطرحونه عليهم وتبيان أوجه المصلحة في ذلك, بل كل الذي يعملون له هو أن يفرضوا عليهم آرائهم لانهم هم الأهل وهم الذين يحق لهم إدارة شؤون أولادهم تمام كأية ممتلكات يملكونها وعلى الأولاد الاستجابة لذلك من دون أدنى مناقشة, وإذا ناقشوا فإن الاتهام بالعقوق والتهديد بإنزال غضبهم عليه يكون جاهزا وعليه أن يتعرض للمقاطعة وإذا ما كان ضعيفا للعقاب الجسدي أو المادي .

إن هكذا أهل يعتبرون أهلا متسلطين ولا يجب طاعتهم في ذلك ما داموا يفرضون أمورا لا

مصلحة فيها, ومع ذلك يجب مصاحبتهما في الدنيا معروفا .

_______________

1ـ بحار الأنوار الجزء 71 ص 71 .

2ـ مستدرك الوسائل الجزء 15 ص 177 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.