المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأسلوب المنعي غير المبرر  
  
1621   09:39 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص62-63
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 1908
التاريخ: 26-6-2016 1572
التاريخ: 12-1-2016 1747
التاريخ: 5-5-2022 1846

والمراد به قيام الأب بمنع أولاده من بعض الامتيازات أو من بعض ما يرغبون به ويحبونه عقوبة على ما اقترفوه , كمنعهم من الخروج من المنزل أو الى الرحلات الترفيهية (البحر أو النهر) وما شابه من ذلك وعدم إعطائهم المال, أو عدم شراء ملابس جديدة لهم في يوم العيد.

وعادة يكون ذلك نتيجة فعل الأولاد لما ينافي الأدب والأخلاق أو ترك الالتزام بالواجبات الدينية أو الاجتماعية أو نتيجة مخالفة أوامر الأهل.

وينبغي أن يكون الهدف من ذلك هو إقلاعه عن هذه التصرفات والأعمال, ولا ينبغي أن يكون المنع من قبل الأب او الأم هو غير ذلك.. في الأسلوب الردعي وغيره من الكيدية والتحدي .

ـ تقييم الأسلوب المنعي :

وهو كالأسلوب الردعي من الأساليب المفيدة والمثمرة , خاصة إذا استعمل ضمن الضوابط المدروسة .

وقد يؤدي هذا الأسلوب إذا كان في محله نتيجته المرجوة فيقلع الولد عن هذه التصرفات الصادرة منه .

إلا أن خطورة هذا الأسلوب تكمن فيما لو كان استعماله في غير محله أو كان من غير إيضاح الأسباب والمبررات لأنه من دون ذلك سوف يكون موقف الأهل في نظر الولد عدوانيا وظالما, وعندئذ لا يتم الهدف المطلوب من الردع, لأنه إذا ما سنحت الفرصة للعودة الى ذلك الفعل القبيح فإنه سوف يقوم به , وإنما  تركه لحاجة معينة لا لقناعته بضرره عليه, كما هو الصحيح.

ومن هنا لا بد في هذا الأسلوب.. من توعية الولد على خطورة فعله وضرره عليه وعلى مستقبله , متزامنا مع منعه عما يجب وقد يتطلب الموقف دخالة الأم .

نعم على الأم أن تنسق مع الأب في ذلك وتلتزم بما يتفقا عليه , ولا تنجر الى عاطفتها , كما لو أعطته ما منعه والده إياه بداعي الشفقة , فإن هذا يبطل مفعول ما أراده الأب ويكون على خلاف الهدف المطلوب .

وقد قيل : ((إن من الحب ما قتل)) إضافة الى أنه يؤدي الى كره الولد لأبيه , لأنه منعه عما يجب وقد كانت أمه أحن عليه منه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.